ألقى محمد عمرو، وزير الخارجية، الإثنين، الكلمة التي وجهها الرئيس محمد مرسي إلى مؤتمر المعارضة السورية المنعقد في القاهرة، صباح الإثنين، والذي تنظمه جامعة الدول العربية، ويحضره 250 شخصًا من قيادات ورموز المعارضة السورية.
وأكد الوزير المفوض عمرو رشدي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن كلمة الرئيس جاء بها، أن «أمن العرب ومصيرهم هو رهن بالتقاء إرادة ونضال شعبى مصر وسوريا، فسوريا هي الامتداد المباشر للأمن القومي المصري، والعكس صحيح، واستقرار سوريا وحرية شعبها في قلب اهتماماتنا، وقد كنا معًا في تاريخنا القريب دولة واحدة وشعبًا واحدًا».
أضاف مرسي في كلمته أن «الشعب السوري يناضل ببسالة مبهرة، ويدفع ضريبة الدم من خيرة أبنائه وزهرة شبابه في مواجهة آلة قمع مجرمة، لا تستثني مدنيًا ولا شيخًا أو طفلاً أو امرأة، طلبًا للحرية والعدالة والديمقراطية والكرامة الإنسانية».
وأكد مرسي أن «تضامن الشعب المصري مع شقيقه السوري هو واجب أخلاقي بمثل ما هو ضرورة استراتيجية، ورفضنا القاطع للقمع الوحشي لنضال الشرفاء من أبناء سوريا الحبيبة، ليس فقط وفاء لمبادئ ثورة 25 يناير المجيدة، وإنما إيمانًا بمستقبل قادم، ولا ريب، لسوريا الحرة القادرة والعادلة التي يتحرر أبناؤها ويحصلون على ما يستحقون من حرية وكرام».
وشدد رئيس الجمهورية، على أن «باب مصر مفتوح دائمًا لأبناء سوريا الشقيقة المتواجدين اليوم بالآلاف في بلدهم مصر، يعيشون فيه بكل حرية ويعبرون فيه كل يوم، ومن قلب ميدان التحرير، عن نفس المطالب التي يعبر عنها أشقاؤهم في ميادين التحرير المختلفة في كل مدينة وقرية سورية، فهمُّنا واحد ودعم أشقائنا واجب على كل عربي ومسلم، ومصر كما عهدتموها دائمًا لا تخذل شقيقًا ولا تنكص عن نصرة أخ عربي».
أضاف أن «التزامنا الأخلاقي وواجبنا القومي يحتم علينا أن نعلن جميعًا رفضنا القاطع لقمع النضال السلمي للشعب السوري الشقيق، وأن نقدم دعمنا الكامل وغير المنقوص لكفاح أشقائنا السوريين، فهناك جرائم ارتكبت ضد مدنيين عزل، شيوخ ونساء وأطفال، ولابد أن يكون هناك تحقيق فوري، عادل ومحايد، يحدد المسؤولين عن هذه الجرائم ويحاسبهم بشكل رادع».
وطالب مرسي في كلمته، بـ«الوقف الفوري وغير المشروط للقتل والعنف ضد المدنيين، والحفاظ على وحدة الشعب السوري بكل أطيافه ومكوناته»، مؤكدًا أن «قتل المدنيين المطالبين بحريتهم جريمة لا يمكن السكوت عنها، ولا يمكن أن تمر بغير عقاب رادع لمرتكبيها».
وتابع أن «مصر لا تقبل بأي حال من الأحوال استمرار حمام الدم في سوريا، أو استمرار القمع الوحشي للمدنيين دون حساب، ولا أن يرتهن الوضع المأساوي الذي تعيشه سوريا بحسابات قوى خارجية لتسجيل النقاط في صراعات لا علاقة للشعب الأبي والضحايا الأبرياء بها»، مطالبا المجتمع الدولي بـ«تحمل مسؤوليته في دعم كفاح الشعب السوري المشروع وحقه في الحرية والعدالة غير القابل للمساومة».