x

طارق الغزالي حرب لا تعطِ المثل السيئ يا د. مرسي.. ولا تحاور الذيول والأذناب طارق الغزالي حرب الأحد 11-11-2012 20:33


لا أجد غضاضة فى أن يحاول الرئيس د. مرسى كسب مزيد من الشعبية بين أبناء وطنه، فهذا شىء طبيعى خاصة أنه يعرف أنه قد جاء إلى سُدة الحكم بفارق ضئيل، وبسببين رئيسيين، الأول هو خطة أو مؤامرة تصعيد السيد أحمد شفيق المعروف بأنه الامتداد الطبيعى لنظام الاستبداد والفساد الذى ثار عليه الشعب وكرهه ليكون هو منافسه الوحيد، والثانى هو الجهد المنظم والهائل من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين الذين احترفوا منذ زمن لعبة الانتخابات ويعرفون كل دهاليزها وأساليبها القذرة. بالفعل فإن إستطلاعات الرأى التى تقوم بها المراكز المحايدة المحترمة مثل تلك التى يُشرف عليها الصديق والرجل الأكاديمى المحترم د. ماجد عثمان، قد أثبتت بالفعل أن هناك تحسناً مُطرداً فى شعبية د. مرسى فى الشارع المصرى، على الرغم من اعتراف الجميع بأن الأحوال الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وحالة التشرذم والانقسامات بين أفراد الوطن الواحد تسير من سيئ إلى أسوأ، وأنه لم يحدث تغيير ما فى نوعية الحياة وغلاء المعيشة ومستويات الدخول وحجم البطالة بين جموع الشعب خاصة الفقراء منهم ومحدودى الدخل، وأن مازاد فقط هو حالات اليأس والإحباط ومعدلات الهجرة أو الرغبة فيها!

لقد كتب د. ماجد عثمان منذ عدة أيام مقالاً حاول أن يجتهد فيه ببعض التفسيرات لهذا الوضع الذى يُمثل لغزاً، وأقر فى نهاية مقاله بأنه لايستطيع أن يؤكد أنه يعرف سبباً لهذا التناقض بين ماتحقق على أرض الواقع وشعبية الرئيس.. ومع احترامى لكل اجتهادات د. عثمان فإننى أعتقد أنه غفل عن سببين هامين فى رأيى، كان ومازال لهما أثرهما فى عدم تدهور شعبية الرئيس إن لم يكن زيادتها .. الأول هو الطريقة الغبية المُستفزة للعديد من نجوم الإعلام المصرى بفضائيات وصحف معينة فى التعامل مع الرئيس، فهم يتفننون فى اصطياد الأخطاء بل والهفوات للرجل ونظامه وتحميله مسؤولية ما هو وما لاهو مسؤول عنه «يتناسى الجميع أن الرجل لم يشغل هذا المنصب أو حتى كان قريباً منه طوال حياته»، ويتغاضى هؤلاء عن مجرد قول كلمة حق فى حال صدور قرار أو حدوث تصرف صائب منه ولو بدرجة ما، ويرددون الأقاويل عن ارتباط أسماء هؤلاء الإعلاميين برجال النظام الساقط - وفى المقدمة منهم المتهم الهارب شفيق - ومقدار مايتحصلون عليه من أجور خيالية لأداء هذا الدور.. بعبارة أخرى فإن هؤلاء النفر من «شياطين الإعلام» الذين يحققون مصالح خاصة، يعملون من حيث لايدرون «أو لعلهم يدرون» لصالح د. مرسى وجماعته!..

السبب الثانى هو لجوء الرئيس إلى المساجد لمخاطبة الجماهير واستغلال المشاعر الدينية والروحية فى الحديث معهم، كما حدث فى الجمعة الأخيرة بربطه بين مواعيد غلق المحال وصلاة الفجر.. لا ضير أن يصلى الرئيس الجمعة فى أى مسجد، ولمن نسى أو لم يعش عصر السادات فإننا قضينا عشر سنوات وهى فترة حكمه، يكون الخبر الأول فى نشرة الأخبار مساء كل جمعة هو عن صلاة الرئيس ومكانها «كان يُسمى الرئيس المؤمن وتُزين جبهته زبيبة الصلاة بديلا عن الذقن»، ولكن أن يكون منبر أو صحن المسجد هو المكان الأثير للرئيس لكى يخاطب شعبه خاصة العامة منهم والبسطاء، فإننى أرى فى ذلك التصرف سُنة غير حميدة ومثلاً سيئاً يُمكن أن يُحتذى به حتى ولو صب فى صالح زيادة شعبيته. قوانين الدولة تمنع استخدام دور العبادة فى الدعاية السياسية، خاصة أننا فى مرحلة كتابة دستور واستفتاء وانتخابات، فكان أحرى بالرئيس أن يكون هو القدوة والمثل فى الالتزام بالقانون.

نريد إجابة واضحة من السيد الرئيس أو مستشاريه القانونيين: هل أنتم ملتزمون بحظر الأحاديث السياسية والدعاية الانتخابية فى دور العبادة أم لا؟ وماهو الموقف لو رأينا قريباً قاعات الكنائس الكبرى مفتوحة للمؤتمرات الجماهيرية والدعايات السياسية لاتجاه آخر؟ وإلى أين سيقودنا ذلك كله؟ كلمة أخيرة أهمس بها فى أذن د. مرسى: لقد استقبلت مؤخراً بمكتبك مجموعة تمثل قيادات التيارات الأصولية من سلفيين وجماعات إسلامية وجهادية وتحاورت معهم، وهذا تصرف يبدو لى غريباً بعض الشىء لأنى أرى أن الرئيس يجب أن يتحاور مع الرؤوس التى صدرت إلينا هذا الفكر المنغلق المتخلف.. فكان أحرى بك أن تدعو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية للاستماع إلى تفاسيرهم لأمور الدين كما توارثوها عن أئمتهم، ولآرائهم فى أمور الدنيا من منظورهم الضيق المتواضع، بديلا عن الاجتماع بصبيانهم وذيولهم وأذنابهم كما فعلت، لأن هؤلاء الذين استمعت لهم لا يتبعون إلا سُنة من ينفقون عليهم بغير حساب ويسيرون بغير هُدى ولاكتاب منير، ويخادعون الله والناس بوصف أنفسهم بالعلماء وما يخادعون إلا أنفسهم! حنانيك على شعبك ووحدته الصامدة منذ فجر التاريخ سيدى الرئيس.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية