تهنئة قلبية للدكتور سعد الكتاتنى بفوزه برئاسة حزب الأغلبية «الحرية والعدالة» وتهنئة للحزب على الشكل الحضارى والتنافس الشريف فى انتخاباته الحزبية دون تجريح أو ابتذال أو غوغائية.. وقد أسعدنى رضا منافسه الذى لم يحالفه الحظ د. عصام العريان بالنتيجة وقبوله التعاون معه بعدها.. فهذه تجربة جيدة تحتاجها الأحزاب المصرية الإسلامية والليبرالية والاشتراكية على السواء بعد أن ساد بعضها الهرج والمرج والشقاق والنزاع والتراشق بالكلمات.
وأمام د. سعد الكتاتنى مهام ثقيلة أراها تتمثل من وجهة نظرى فى الآتى:
1- وقف مسلسل صنع الأعداء الذى تفنن فيه البعض بتصريحاته النارية بين الحين والآخر.. مما أفقد الجماعة والحزب كثيراً من الأصدقاء.. وحشد الخصوم والأعداء ضدها دون مبرر.
2- حزب الأغلبية عليه أن يتحمل الجميع فى الوطن ويعلى مصالح الوطن على المصالح الحزبية الضيقة.
3- أن يكون الحزب إضافة للرئيس د. مرسى وليس خصماً من رصيده ولا يكون عبئاً عليه .. ولا يتدخل فى عمله أو عمل وزرائه ومحافظيه حتى لو كانوا من الإخوان.. حتى لا تكون هناك ازدواجية فى الحكم.
4- أن تكون هناك فواصل محددة فى المهام والمسؤوليات والعلاقات والتداخل والتواصل والتشارك بين «الحرية والعدالة» والرئاسة والحكومة من جهة.. وبينه وبين الجماعة من جهة أخرى.
5- أن يرسخ الحزب فى أبنائه أن الإسلام المعصوم يختلف عن الحزب الإسلامى غير المعصوم.. وأن النقد البناء للحزب الإسلامى أو الإسلاميين لا يعنى بالضرورة نقداً للإسلام نفسه أو عداوة للدين.
6- أن يرسخ الحزب مرحلة الانتقال المطلوبة لنا جميعاً من فقه الدعوة إلى فقه الدولة.. ومن مرحلة الجماعة التى تقوم على الولاء والبراء الدينى إلى مرحلة الدولة التى تقوم على التوافق السياسى والمشاركة المجتمعية.. فالوطن ملك للجميع.. أما الجماعة فهى لصفوة مختارة منتقاة من المسلمين.
7- أن يحاول د. الكتاتنى بما آتاه الله من نعمة الصمت الحكيم عند الفتن أن يلملم أطياف الوطن ويعيده إلى لحمته الأولى أيام الثورة.
8- أن يقدم للأحزاب الوليدة ذات المرجعية الإسلامية نموذجاً للرغبة فى النهوض بها وتقويتها ودعم مسيرتها والتواصل والتوحد معها.. لا هدمها أو تدميرها ليكون حزبه الوحيد فى الصدارة.. فإن هدم الآخرين قد يكون بداية لهدم النفس.
9- أن يؤصل نظرياً وعملياً أن تطبيق الشريعة الإسلامية يكون بالتدرج وحسب وسع المجتمع المصرى.. وأنه ليس مجرد شعار يطلق أو كلمة تكتب فى دستور أو قانون.. لكنه بناء تراكمى.. والجزء الأكبر من تطبيق الشريعة هو بيد المسلم العادى ويستهدف قلبه وفكره وجوارحه وأخلاقه ومعاملاته.. وأن العقائد والعبادات والأخلاق والمعاملات كلها تخص الفرد فى الأساس.. أما الحدود والأحكام السيادية وهى الأصغر حجماً فى الشريعة فتختص بها الدولة وقوانينها.. ولو لم تكن هناك تقوى فى القلوب لراغ الناس من الشريعة روغان الثعلب.
10- وعليه مسؤولية أن يعلم حزبه والإسلاميين أن إطعام الجائع وإيجاد عمل لكل شاب وتنمية المجتمع والرخاء الاقتصادى والعدل بين الناس وعدم أخذ الناس بالشبهات والمساواة بينهم.. إلخ.. كل ذلك من الشريعة الغراء.. بل هو من أهم مقاصدها.