x

الجزائر تخاطب الأمم المتحدة: فرنسا زرعت 9 مليون لغم تسبب في وفاة 7300 شخص خلال الثورة

الأربعاء 08-04-2020 16:16 | كتب: خالد الشامي |
عبد المجيد تبون، رئيس الجزائر - صورة أرشيفية عبد المجيد تبون، رئيس الجزائر - صورة أرشيفية تصوير : رويترز

قدمت الجزائر إلى الأمم المتحدة تقريرًا تضمن أعداد ضحايا الألغام التي زرعتها فرنسا، مقدرة إياهم بما يقرب من 9 مليون لغم إبان فترة الاستعمار، ما تسبب في وفاة 7300 شخص، خلال الثورة الجزائرية وما بعد الاستقلال، مشيرة إلى أن العدد الأكبر لضحايا الألغام المضادة للأفراد تم تسجيله بالمناطق الحدودية الرئيسية وعدد من الولايات الشرقية والغربية بدءًا من عام 1956.

وجاء في التقرير، الذي وصفته بأنه جاء نتيجة جهود دقيقة مبذولة منذ عشرات السنين سواء في مجال التطهير أو التحسيس حول أخطار هذه الألغام التي تسببت أيضا في نسب عجز لبعض المتضررين، كما كشف التقرير عن العدد الإجمالي للألغام الفرنسية في الجزائر منذ حيث بلغ نحو 8 ملايين و800 ألف لغم مضاد للأفراد، ما دفع البلاد إلى تطهير نحو 62 ألف هكتار من الأراضي الجزائرية، مشيرة إلى أن أغلب الوفيات كانت لأشخاص عابرين سبيل أو بعضهم كانوا يقومون بنشاطات طبيعية.

وذكرت الجزائر أنها شرعت منذ سنة 1963 أي قبل التوقيع على معاهدة أوتاوا عام 1997 حول تدمير الألغام المضادة للأفراد، بعد سنة من الاستقلال حتى عام 1988، في الإزالة التلقائية للألغام من للمناطق التي زرعها المحتل الفرنسي خلال ثورة التحرير الوطنية والتي سمحت باكتشاف أكثر من 7 مليون و819 ألف لغم، مشيرة إلى أنها شرعت أيضا في إطار المعاهدة خلال الفترة من 27 نوفمبر 2004 إلى 01 ديسمبر 2016، في نزع الألغام من أهم المناطق الحدودية المتضررة من مرور «خطي شال وموريس»، والتي سمحت بتدمير ما يقرب من مليون و35 ألف لغم، فيما قامت بإطلاق حملات للتشجير في الأراضي منزوعة الألغام، كما قامت الوحدات المختصة للجيش الجزائري بالتحكم في عمليات نزع الألغام المضادة للأفراد في كل وقت، وكل مكان يتم التبليغ عن وجود الألغام المتبقية.

ورصد التقرير الجزائري، الإجراءات، التي قدمتها السلطات الجزائرية في تقديم الرعاية الاجتماعية والصحية لضحايا الألغام المضادة للأفراد الذين ما زالوا على قيد الحياة، مؤكدة استمرارية الإجراء القانوني الذي يمنح تعويضات لضحايا الألغام الذين لا يزالون على قيد الحياة، الصادر في يناير 1974.

من جانبه قال الدكتور إسماعيل دبش، أستاذ العلوم السياسية في الجزائر، إن التقرير يؤكد مدى حرص الرئيس الجزائري المنتخب عبدالمجيد تبون، على التعامل مع فرنسا بالمثل، ومحاولة لتصحيح العلاقات على أسس سليمة، كما يؤكد أن ما ذكره في برنامجه الانتخابي أفعال لا أقوال، وأضاف دبش في تصريحات لـ «المصري اليوم»، إلى أن أمام تبون ملفات عديدة لم يتم تحريكها بعد خروج الاستعمار الفرنسي ومنها ليس فقط ملف زرع الألغام، بل التجارب النووية في الصحراء الجزائرية، حي لايزال الشعب يعاني منها حتى الآن، ومشاهد قطع الرؤوس.

ولفت إلى أن الجزائر الجديدة تؤكد أنها ليست تابعة لفرنسا أو لكون باريس وصية على الجزائر، مشيرا إلى أن توجه البلاد نحو الصين أو روسيا يؤرق فرنسا، لكن تبون أكد مرارا أن سياساته الخارجية ماضية في طريقها تحت عنوان «شاء من شاء وأبي من أبي، حب من حب أو كره من كره»، مضيفا أن تبون أراد في الفترة الماضية توجيه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للإيفاء بوعوه، التي قطعها على نفسه قبل وبعد انتخابه، وهو مالم يفعله الرئيس الجزائري السابق عبدالعزيز بوتفليقة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية