x

الدكتور مصطفى النجار الفحش بنكهة دينية الدكتور مصطفى النجار الأحد 26-08-2012 20:49


فاجرة ما قدمت للناس ولمصر إلا عرياً وزنى وخلاعة ومجوناً، نحن نحكم فيك شرع الله، أنت ملعونة ولن تدخلى الجنة، من أنت يا سافلة حتى تحكمى على الإسلاميين؟ إحنا عايشين فى وكسة بقوا بيجيبوا الزناة والداعرات باسم الفن يتكلموا، أسالك سؤال لله: كم واحد قبّلك فى أفلامك؟ وكم واحد حضنك؟ وكم واحد اعتلاكى؟

كان هذا المقطع من قناة الحافظ الدينية لشيخ يدعى عبدالله بدر يهاجم فيه الممثلة إلهام شاهين وهو يعقب على لقاء تليفزيونى لها أشادت فيه بتوفيق عكاشة وقالت فيه إنها تطلب من الإسلاميين التعرف على الأعمال الفنية قبل الحكم على الفن والفنانين.

من البديهى أننى أختلف مع إلهام شاهين فى آرائها ومواقفها ولكن حرية الرأى والتعبير تعطى للجميع حق التعبير عن آرائهم وما قالته يندرج تحت هذه الحرية ومهما اختلفنا مع مضمونه فلا يوجد حق لأحد يمنحه إخراس ألسنة الناس ولا عقابهم على آرائهم ومواقفهم.

لم أتخيل فى حياتى كلها أن أسمع رجلاً فى مصر المحافظة- دينيا ولفظيا- يقول لسيدة كم رجلاً اعتلاكى؟؟ والمأساة أن هذا الفحش يأتى على قناة دينية، من المفترض أنها توجه الناس للخير وحسن القول، أعدت سماع هذا المقطع، وساءنى أن مقدم البرنامج حتى لم يراجعه فيما يقول، وحين كتبت أستنكر هذا الفحش وهذا التدنى صدمتنى أكثر تعليقات كثيرة تثنى على الشيخ وكلامه وتقول: لقد كان الشيخ مؤدبا معها وهى تستحق، وكتب أحد الأشخاص تعليقا قال لى فيه: إن الله يقول (يا أيها النبى جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم) وهؤلاء يستحقون!!

كانت الطامة الكبرى عندما بحثت عن اسم الرجل فوجدت موقعا إلكترونيا يحمل اسمه وبه تعريف شخصى يقول إنه درس بالأزهر الشريف وعمل معيدا بأصول الدين وحصل على الدكتوراه وأنه يدرس التفسير فى جامعة الأزهر..!!

لا أصدق حتى الآن أن هذه أخلاق أزهرى وأستاذ جامعى تخرج من مدرسة الأزهر الوسطية، لا أجد مبرراً لفحش القول الذى لفظ به فى فضائية تدخل بيوت الناس وتشاهدها الأسر من مختلف الأعمار، تذكرت قول رسول الله «صلى الله عليه وسلم»: «إن الفحش والتفاحش ليسا من الإسلام فى شىء وإن أحسن الناس إسلاماً أحاسنهم أخلاقاً».

تذكرت ما يعلمه لنا ديننا فى أدب النصيحة والترفق بالناس وتأملت كلام الامام النووى وهو يخط آدابا للنصح ويقول:

«يجوز للآمر بالمعروف والناهى عن المنكر أن يقول لمن يخاطبه فى ذلك الأمر ممن فعل شيئاً سيئاً: ويلك أو يا ضعيف الحال ويا قليل النظر لنفسه أو يا ظالم نفسه وما أشبه ذلك، بحيث يؤدبه بمثل هذا القول دون تجريحه».

إذا كان هؤلاء دعاتنا فحسرة على الدين الذى سينفرون الناس منه، حتى الآن لم نسمع إدانة لهذا الفحش وهذا الأسلوب من العلماء والشيوخ الذين نحترمهم والواجب أن نخرج الموضوع من إطاره الشخصى لإطاره العام لنؤكد على أدب الدعوة وأخلاقها، إذا فقد الدعاة أدب الحديث والرفق وأباحوا لأنفسهم فحش القول لأى سبب فكيف سيكون حال المجتمع؟

أما الشق القانونى فى الأمر فهو يخص من تمت الإساءة إليهم، ورحم الله الإمام مالك حين قال: «إذا رأيت الرجل يدافع عن الحق فيشتم ويسب ويغضب فاعلم أنه معلول النية لأن الحق لا يحتاج إلى هذا».

حزين لهذا التدنى، إن مصر لم تكن هكذا، ويجب ألا تكون.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية