x

الدكتور مصطفى النجار زهد الرئيس حين يضر بالشعب الدكتور مصطفى النجار الأحد 12-08-2012 23:41


رفض الرئيس محمد مرسى الإقامة فى القصور الرئاسية وفضل أن يظل سكنه فى بيته بالتجمع الخامس بالقاهرة الجديدة وصفق الكثيرون لهذه الخطوة لرئيس متعفف خشى أن تغير حياة القصور من قلبه وزهده وتعففه فآثر أن يبتعد عن هذه الحياة وأن يذهب لممارسة مسؤولياته كرئيس للجمهورية فى قصر الاتحادية ثم يعود لمنزله ليظل بين الناس يصلى فى مسجده الذى تعود على الصلاة فيه.

هذا فى ظاهره شىء يستحق الثناء والتقدير ولكن الحقيقة المرة أن ما فعله الرئيس له جانب آخر لا يمكن قبوله، المسافة بين بيت الرئيس والقصر الرئاسى حوالى 30 كم وحين يبدأ الرئيس فى التحرك إلى عمله يصاحبه ما يقرب من 700 فرد من أفراد التأمين ما بين حرس جمهورى وقوات شرطة تقوم بتأمين هذه المسافة الشاسعة.

خدمة تأمين موكب الرئيس تنتزع من أقسام الشرطة رؤساء المباحث وعدداً من كبار الضباط المسؤولين عن التعامل مع الجمهور وتحقيق الأمن وهذه الأقسام موجودة فى محيط نطاق سكن الرئيس وكثير من المواطنين تتعطل حاجاتهم لأنهم يذهبون إلى أقسام الشرطة فيجدون ضباط المباحث قد تركوا قسم الشرطة وذهبوا لأداء الخدمة فى تأمين الرئيس.

يعانى الضباط الذين يعملون فى هذه المنطقة أشد المعاناة وتقريبا لا ينامون لأنهم يحاولون التوفيق بين أداء واجبهم الأمنى فى أقسامهم وتأدية نوبتجيات تأمين تحركات الرئيس التى لا تتوقف.

ناهيك عن عدد المركبات المختلفة التى تصاحب موكب الرئيس من سيارات وموتوسيكلات وتتسبب فى التضييق على الناس أثناء سيرهم فى الطريق لأن اختراق موكب الرئيس ممنوع ومن يحاول المرور بجواره أو تخطيه يعرض نفسه للمساءلة وقد حدثت مشاكل متكررة مع قوة التأمين مع عدد من المواطنين تضرروا من هذا الوضع.

من حق الرئيس أن يتم تأمينه ولكن ليس من حقه أن يكلف الدولة كل هذه التكلفة لإصراره على الإقامة فى منزله، التكلفة مادية وأمنية ولن يرضى الرئيس أن يكون سببا فى تراجع الأداء الأمنى- أكثر مما هو متراجع- بسبب آلية تأمينه التى يصفها بعض المشاركين فيها بأنها لم تختلف كثيرا عن عهد الرئيس المخلوع.

لن يرضى الرئيس أن يدعو المواطنون عليه حين يذهبون لأقسام الشرطة لقضاء مصالحهم فلا يجدون الضباط لأنهم فى خدمة تأمين موكب الرئيس، لن يرضى الرئيس أن يكون سببا من قريب أو بعيد فى حدوث قصور أمنى فى أى مكان من أرض مصر، لن يرضى أن يكون أمنه الشخصى على حساب أمن الناس كما فعل المخلوع، فليظل الرئيس على مبدئه وليبتعد عن حياة القصور ولكن عليه أن ينتقل لسكن قريب من محيط القصر حتى يوفر على الوطن هذا الاستنزاف المادى المستمر وهذا الإيذاء المعنوى الذى يحدث للناس.

أعلم أننى بهذا المقال سأفتح على نفسى أبوابا من المزايدة والهجوم لن تتوقف كما تعودنا منذ تولى الرئيس حيث يتم شتم وتخوين كل من ينتقد شيئا له علاقة بالرئيس حتى لو كان نصحا مخلصا لوجه الله، ولكن لا يعنينى هذا فلا خير فينا إن لم نقلها ولا خير فيه إن لم يسمعها.

سيادة الرئيس من فضلك انقل سكنك لمنزل قريب من القصر وقدم نموذجا عمليا لتصحيح خطأ لم تتم دراسته بشكل موضوعى لتقدم مصلحة الوطن على كل شىء.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية