x

آلان جريش: تكوين «الإخوان» يجب أن يتغير.. ولا مكان للتنظيمات الشمولية فى عهد الثورة

الخميس 28-06-2012 22:36 | كتب: منة الله الحريري |
تصوير : other

«أثبتت الثورة المصرية أن الشعوب هى التى تكتب تاريخها».. بهذه العبارة أشاد المحلل السياسى الفرنسى ورئيس تحرير صحيفة «لوموند دبلوماتيك»، آلان جريش، بأول انتخابات رئاسية حرة فى تاريخ مصر، وأكد فى حوار لـ«المصرى اليوم»، أن مصر لن تكون نموذجاً إيرانياً أو تركياً، وإنما نموذج مصرى يعبر عن تاريخها.

ورأى أن فوز الدكتور محمد مرسى مرشح الإخوان المسلمين بالانتخابات الرئاسية لا ينفى الخسارة الكبيرة التى تسبب فيها خيرت الشاطر، نائب المرشد العام، للجماعة، وأشار إلى أن ثمة تحديات عديدة تنتظر الإخوان، والتى تقتضى أن يغير الإخوان من أنفسهم، مؤكداً أن التنظيمات الشمولية لم يعد لها وجود فى عهد ثورة 25 يناير، وإلى نص الحوار:

الجماعة خسرت نصف الأصوات بارتكاب أخطاء كبيرة..والشاطر المسؤول الأول عن الخسارة.. والمرشد وزنه ضعيف

الانتخابات الرئاسية خطوة مهمة فى طريق الانتقال إلى الديمقراطية.. والإخوان لديهم أزمة مع «العسكرى» حول صلاحيات الرئيس

ما تقييمك لأول انتخابات رئاسية مصرية بعد الإطاحة بمبارك؟

- الانتخابات الرئاسية بصفة عامة نزيهة، طبعاً كل القوى السياسية دافعت عن مواقفها، لكن بشكل عام كانت حدثاً مهماً جداً، باعتبارها أول انتخابات حرة فى تاريخ مصر، أول مرة مدنى يصبح رئيساً للجمهورية المصرية، بدون معرفة النتيجة مسبقاً، وهو ما يعد خطوة مهمة فى طريق الانتقال من سلطة ديكتاتورية التى كانت موجودة قبل ثورة يناير إلى سلطة ديمقراطية.

بعد فوز مرشح الإخوان المسلمين بالانتخابات الرئاسية، ما التيارات التى يمكن أن تشكل تحدياً لهم فى الفترة المقبلة؟

- الإخوان المسلمين لديهم أزمة فى الفترة المقبلة مع المجلس العسكرى، خاصة النقاش حول صلاحيات الرئيس، فضلاً عن علاقة الإخوان بالقوى السياسية الأخرى، وخاصة القوى الثورية.. للأسف القوى التى يمكن القول بأنها مع الثورة، مثل حمدين صباحى، وعبدالمنعم أبوالفتوح، وخالد على حصلوا جميعاً على 40% من الأصوات، إلا أنهم فى النهاية تغيبوا عن الجولة الثانية، بعضهم تمنع والآخر دعم «مرسى»، صحيح أنهم قوى مختلفة لديها برامج تختلف عن الإخوان، لكن الهدف الآن هو إنهاء المرحلة الانتقالية وتسليم المجلس العسكرى السلطة.

من منهم تتوقع أن يستمر فى المشهد السياسى؟

- أظن أن شخصيات مثل حمدين صباحى، وأبوالفتوح، ومحمد البرادعى وكثيرين ممن يتمتعون بخبرة سياسية واقتصادية كبيرة سيكون لهم دور فى الفترة المقبلة، وسمعنا من «مرسى» أنه مستعد للتعامل مع القوى السياسية المختلفة وتشكيل حكومة ائتلاف وطنى، وأعتقد أن المشاكل الأساسية التى تعانى منها مصر، مثل التنمية الاقتصادية والتعليم والصحة تقتضى أن يساهم فيها كل القوى السياسية، من أجل المشاركة فى تطور مصر.

فى حالة إجراء انتخابات برلمانية جديدة، كيف سيكون شكل البرلمان الجديد، وهل سيتمكن الإخوان المسلمين من تحقيق نتائج البرلمان المنحل؟

- الإخوان المسلمين حصلوا على 11 مليون صوت فى البرلمان السابق، وحصل «مرسى» على 5 ملايين صوت فى الانتخابات الرئاسية، وهو ما يعنى أنهم خسروا نصف الأصوات بسبب الأخطاء الكبيرة التى ارتكبوها، وتكمن أهمية الديمقراطية فى أن الحزب يعرض برنامجه فإذا لم يقتنع به الناس، جاءوا بغيره، وأظن أن الإخوان خسروا الكثير، صحيح كانت هناك هجمة كبيرة من الإعلام والأكاذيب ضدهم، لكن لا يمكن نفى المسؤولية عنهم، وأعتقد أن تكوين الإخوان المسلمين التقليدى لابد أن يتغير، نحن فى عهد ثورة 25 يناير، لا مكان للتنظيمات الشمولية، ولا يمكن أن تبقى كما هى، وقد شاهدنا انقسامات داخل الإخوان مع الجيل الجديد من شباب الجماعة.

بعض المحللين أثاروا فكرة قيام دولة المرشد، هل تتوقع ذلك؟

- المرشد العام الحالى لأول مرة فى تاريخ الإخوان المسلمين يكون له وزن ضعيف، فأنا لا أعتقد أن محمد بديع له وزن كبير، ويستطيع الشارع المصرى فى ظل التغيرات التى فرضتها ثورة يناير أن يمارس ضغوطاً على الإخوان حتى يغيروا أنفسهم، ربما يستقل الحزب عن الجماعة مع الاحتفاظ بمرجعيته الإسلامية مثل حزب العدالة والتنمية التركى فمرجعيته إسلامية فقط.

كيف ترى دور خيرت الشاطر نائب المرشد فى الفترة المقبلة؟

- الإخوان خسروا كثيراً، والشاطر هو المسؤول الأول عن هذه الخسارة، وبدأت بالفعل نقاشات حول هذه المسألة، وأستبعد أن يتلقى «مرسى» أوامر أو تعليمات من «الشاطر» أو «بديع» أو أى شخص آخر، سيكون مستقلاً، وهو ما أكده بقوله أنه رئيساً لكل المصريين وليس الإخوان المسلمين.

ماذا عن نظام الحكم هل تعتقد أن مصر تتجه إلى الرئاسى أم البرلمانى؟

- المصريون يشعرون بالاستياء من النظام القديم الذى تركزت فيه كل الصلاحيات للرئيس، ولم يكن للبرلمان وجود حقيقى، اعتقد أن توازن السلطات ضرورة، حيث يتمتع الرئيس بصلاحيات، لكن فى الوقت نفسه، لابد أن يكون للبرلمان وزن حقيقى وليس مجرد كيان رمزى.

بعد وصول الإسلاميين إلى السلطة لأول مرة فى تاريخ مصر، أى من النماذج الدولية قد تكون أقرب لمصر؟

- أعتقد النموذج المصرى هو المناسب، لأن النموذج التركى يعبر عن تاريخ تركيا، والنموذج الإيرانى هو تاريخ إيران، أنتم ستبنون شيئاً مختلفاً، مع الاستفادة من التجارب الدولية السابقة، فى النهاية سيكون النموذج المصرى جزء من تاريخ مصر، لا يمكن أخذ نموذج خارجى وتطبيقه فى مصر.

مصر فى عهد مبارك كانت تنتمى لمحور الاعتدال، ما رؤيتك لتحالفات مصر الإقليمية بعد الثورة؟

- المجتمع الدولى يتغير، ومصر فى الفترة المقبلة سيكون أولويتها الاهتمام بالتحديات الاقتصادية والوضع الداخلى، لن يكون الدور الإقليمى لمصر قوياً مثلما كان فى الخمسينيات، لكنها ستعود إلى الريادة، ومع ذلك أظن أن مصر شهدت تغييراً مهماً، وأن التأييد المصرى للقضية الفلسطينية سيكون أكبر فى الفترة المقبلة، ولن تلعب أى حكومة مصرية الدور الذى كان يلعبه «مبارك» من خلال التأييد الدائم لأمريكا وإسرائيل.

على الصعيد العربى، ومع ارتفاع حدة التوتر فى عدد من الدول التى شهدت ثورات فى مصر وتونس واليمن وليبيا، هل هناك ربيع ثانِ، كما تصفه بعض الصحف الغربية؟

- الربيع الأول لم ينته بعد، قرأنا فى الصحف الغربية أن الربيع العربى يتحول إلى خريف إسلامى، وهذا غير صحيح.. مازالت دول فى مرحلة الاحتجاجات، شاهدنا الاحتجاجات التى اندلعت فى السودان الأسبوع الماضى، والصعوبات التى مازالت تشهدها الثورة السورية بعد عام ونصف العام، ومع ذلك مطالب الشباب لن تتغير، وأعتقد أن تلك المطالب ستضغط على الحكومات للتغيير، ستأخذ المسألة وقتاً لكن التغيير سيحدث.

بالنسبة للثورة السورية، ما توقعاتك فى ظل عجز المجتمع الدولى على وقف العنف الذى تمارسه قوات الرئيس بشار الأسد؟

- الوضع فى سوريا صعب، حيث يستغل النظام الطائفية لقمع السوريين، وأعتقد أن النظام ليس له مستقبل، لكن الخوف على مستقبل سوريا نفسها كدولة موحدة، خاصة فى ظل دور بعض القوى الخارجية مثل السعودية التى تستغل الطائفية بين السنة والشيعة فى سوريا للهجوم ضد إيران، وهو دور أخطر من الدور الروسى والصينى فى دعم نظام الأسد، لأنها فى النهاية قوى خارجية تدافع عن مصالحها، أما السعودية وإيران وقطر فهى جزء من المنطقة، خصوصاً الخطاب السعودى له ثقل كبير، وأعتقد أن أى تدخل خارجى سيكون غير إيجابى بعدما تم تدمير العراق، كما أستبعد أى تدخل عسكرى، فلن تغامر أى دولة غربية بجنودها، ولا يمكن تنفيذ أى تدخل عسكرى دون جنود على الأرض.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية