x

«آلان جريش»: أمريكا فى مأزق بسبب رحيل «مبارك» والثورات العربية بلا أيديولوجية

الثلاثاء 27-09-2011 19:04 | كتب: اخبار |
تصوير : other

قال الكاتب الصحفى آلان جريش، المدير المساعد لصحيفة «لوموند ديبلوماتيك» الفرنسية، إن الثورات العربية الأخيرة ليس لها أى أجندات أجنبية محددة، لكن لديها مواقف ثابتة من عدة قضايا عربية وإقليمية وخارجية.

وأضاف «جريش»، خلال لقاء نظمه المركز الثقافى الفرنسى بالقاهرة، أمس الأول، تحت عنوان «وجهة نظر»، لمناقشة مستقبل الربيع العربى، وتأثيره على الهيمنة الأمريكية والاتحاد الأوروبى وإيران والقضية الفلسطينية، إن كثيراً من المحللين اعتبروا الحركات الثورية الحالية لا تعادى الإمبريالية الغربية، وقالوا إنها موجهة ضد الحكومات القمعية فقط، وليس لديها أجندات سياسية أو إقليمية.

وأوضح: «هذا الرأى خطأ، لأن هذه الثورات رغم أنها تستهدف أنظمة مستبدة، كان لديها بعض المواقف المتعلقة بالسياسة الدولية، مثل القضية الفلسطينية، وتحدد أجندتها فى المنطقة العربية من خلال عدة مطالب».

وتابع «جريش»: «هذه الثورات ليس لها أيديولوجية محددة، لكن لها هموم خاصة بعدة أمور من أهمها القضية الفلسطينية وهذا ما لا يفهمه المحللون السياسيون، والثورة فى مصر كانت مهمة للغاية، وبالنسبة لأمريكا كان لديها حليفان قويان فى المنطقة هما إسرائيل ومصر، فكانت القاهرة تقف خلف المفاوضات بين فلسطين وإسرائيل، والتى كانت لا تفضى لشىء، وبعد موت ياسر عرفات، أدركت السلطة الفلسطينية أن المقاومة بالسلاح لن تجدى ولابد من الرضوخ لعملية السلام».

وقال: «كان لابد من وجود ضامن عربى كبير للمفاوضات، وهذا الضامن هو مصر، فكانت هناك مؤتمرات فى شرم الشيخ واتفاقيات، وكانت مصر تمارس ضغوطا على السلطة الفلسطينية على مدى 15 عاما لصالح أمريكا».

وأضاف «جريش»: «بعد سقوط النظام الموالى لـ«واشنطن» فى مصر، سقطت هذه الأيديولوجية، وأصبحت واشنطن فى مأزق وورطة، فمصر لن تمارس ضغوطا على السلطة الفلسطينية ولا حركة حماس وستكون هناك إمكانية تغيير، فأى حكومة منتخبة جديدة لن يكون لها نفس الموقف من المفاوضات، ولن تتخذ نفس إجراءات الرئيس السابق حسنى مبارك حول عملية السلام».

وأوضح: «الثورات فى العالم العربى أظهرت وجود صوت للشعوب لتغيير الأشياء، دون استخدام السلاح وهذا يدفع الحكومات المنتخبة الجديدة أن تتخذ مواقف حاسمة لتنفيذ مطالب شعوبها»، وقال: «التحول الثورى فى العالم العربى يوضح أن الشعوب هى التى تصنع التاريخ».

وشدد «جريش» على أنه عندما تريد الشعوب التغيير فإنها قادرة على ذلك، وأصبح هناك وزن للشارع العربى، بعد أن كانت أمريكا تعتبر أنه لا وزن له، لأنها تتفاوض مع الحكومات، وحاليا تجد أمريكا نفسها فى إشكالية أنها تساند إسرائيل وتطلب فى الوقت نفسه من الشارع العربى أن يكون معها، على حد قوله.

وأبدى الكاتب دهشته من تكرار السؤال حول إمكانية تطبيق النموذج التركى فى مصر، وقال: «أعتقد أنه من الأفضل أن يطبق المصريون النموذج المصرى، نعم النموذجان التركى والهندى مهمان للغاية لكن لا يمكنكم نقلهما، ولا بد أن تخترعوا تجربتكم لأنها سيكون لها تأثير على الدول الأخرى».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية