بدأت شركة «بيكسار» الرسومية مسيرتها في الأفلام الروائية الطويلة عام 1995 مع فيلم «حكاية لِعبة»، الذي كان نَقلة تاريخية للسينما باعتباره أول فيلم يُنفذ بالكامل على الكمبيوتر، وظهر فيه فارقاً مُدهشاً على مُستوى الخَيال والسرد والصورة عن كُل ما سَبقه من أفلام رسومية.
تَبعت «بيكسار» ذلك بفيلمي «حياة حَشرة»، ثم الجزء الثاني من «حكاية لعبة»، لتستمر في نجاحها الاستثنائي، وتصبح الحدث السينمائي الأهم والأكثر إثارة للانتباه في النّصف الثاني من عقد التسعينيات، ويؤدي ظهورها بشكلٍ مباشر في ابتكار جائزة لأوسكار أفضل فيلم رسومي مع مَطلع الألفيّة، فازت بها إنتاجات الشركة ست مَرَّات من ضمن تسع أفلام قدّمتها في العقد الأخير، صارت بها شخصيات مثل «والي» أو «نيمو» أو «المرعبين» أو «فأر راتاتوي» أو «بيت Up» جزءًا أساسية من الثقافة الشعبية في المجتمع الأمريكي، واكتسبت شهرة اسثنائية حول العالم.
ثلاثة أفلام خلال التسعينيات، تسعة في الألفية، اختلفوا في مقدار كلاسيكيتهم أو قربهم من الجمهور، ولكن ما اتفقوا فيه هو أن جميعهم كانوا على رأس قائمة شبَّاك التذاكر الأمريكي في أسبوع صدورهم الأول، وهو رقم قياسي لنجاج شركة إنتاج، استمر مع فيلمهم الثالث عَشر «Brave»، الذي بدأ عرضه يوم الجمعة الماضي، واحتل القمة في افتتاحيَّة هذا الأسبوع.
الفيلم تَدور أحداثه حول الأميرة «ميريدا»، المتمردة التي تسعى للتحرُّر من سلطة والديها، وإظهار قدرتها في الفنون القتالية واستخدام السهام، قبل أن يوقعها هذا في مَشاكل ومواقف خَطيرة، تدفعها لاكتشافِ المعنى الحقيقي للشجاعة.
وعلى الرغم من أن استقبال الفيلم من النقاد كان بالكادِ جيداً، حيث عابوا عليها قصته المكررة الأقرب لأفلام «ديزني» القديمة، ولفيلم «مولان»، إلا أن اسم «بيكسار» كان كافياً لينحاز الجمهور إليه، ويحقق في أسبوع عرضه الأول «66.3 مليون دولار أمريكي».
وتعتبر الافتتاحية هي خامس أعلى افتتاحية أسبوع في تاريخ الشركة، بعد «حكاية لعبة 3» عام 2010، «المذهلون» في 2004، «البحث عن نيمو» في 2003، و«Up» عام 2009، والحادية عَشر في تاريخ الأفلام الرسومية بشكلِ عام.
في المركز الثاني من إيرادات شباك التذاكر هذا الأسبوع استمر الجزء الثالث من فيلم «مدغشقر» يحقق عائدات جيدة، بعد أن أضاف «19.7 مليون دولار» في أسبوع عرضه الثالث، ليصل بالمُجمل إلى «157 مليون دولار»، وهو رقم جيّد في حجم توقعات منتجي الفيلم عنه.
وفي أسبوعِ عرضه الأول، لم يستطع فيلم الرعب «إبراهام لينكولن: صائد مصاصي الدماء» أن يحقق أفضل من المركز الثالث، بعائدات «16.3 مليون دولار»، رغم قصته الملهمة التي تدور في القرن التاسع عشر، عن الرئيس الأمريكي «إبراهام لينكولن»، الذي يكتشف قدوم مصاصي الدماء لاحتلالِ الولايات المتحدة، فيبدأ في محاربتهم بنفسه، وهي نقطة عَوَّل عليها منتجوه بالنظر إلى شعبية الرئيس السادس عَشر في التاريخ الأمريكي، إلا أن هذا لم يَذهب بالفيلم إلى أبعد من ذلك، خصوصاً مع تقييماته المنخفضة جداً من النقاد.
وتجاوز فيلم الخيال العلمي «بروميثيوس»، للمخرج «ريدلي سكوت»، حاجز المائة مليون دولار هذا الأسبوع، بعد أن أضاف «9.91 مليون» إلى عائداته، ليصبح بالمُجمل «108 مليون دولار»، وهو رقم ضئيل بما كان مُنتظراً من ثالث فيلم خيال علمي يخرجه «سكوت» في تاريخه، ولكنه يُبقي على مَشروع الجزء الثاني من العَمَل قائماً وفي مأمن من الإلغاء.
نَفس الوضعية بالنسبة لفيلم «سنو وايت والقناص»، الذي وصلت إيراداته إلى «137 مليون دولار»، بعد إضافته لـ«8.09 مليون» في أسبوع عرضه الرابع، ويعوض ميزانيته الكبيرة ويجعل منتجوه أكثر حماساً لجزءٍ ثانٍ بدأ التحضير فيه بالفعل.
وفي بقية المراكز تبدو النقطة الأهم هي اقتراب فيلم «المنتقمون» من أن يصبح ثاني أعلى الأفلام إيرادات في التاريخ، حيث أصبح على بُعد أسبوع واحد فقط يتجاوز به رقم «تيتانيك» الذي حقق «600 مليون دولار»، حيث يمتلك «المنتقمون» حالياً «598 مليوناً»، وأصبح الأمر مسألة وقت فقط.
وفي المُقابل، فإن فشلاً مروعاً تعرَّض له الممثل «توم كروز» بعد أن حقق فيلمه الجديد «صخرة العصور» «7.66 مليون دولار» فقط في أسبوعِ عرضه الثاني، ليصبح بالمُجمل «28.4 مليون دولار»، كثاني أقل عائدات يحققها «كروز» منذ إطلاق نجوميته في منتصف الثمانينيات، بعد فيلمه السياسي «أسود للحملان» مع «ميريل ستريب» و«روبرت ريدفورد» عام 2007.