أكد الدكتور رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع، أنه إذا تولى الإخوان الحكم فلن يتركوه، مؤكداً أنه ليس كل من كان ينتمى للنظام القديم «سفلة»، ويجب وضع تبرؤ شفيق من نظام «مبارك» فى الاعتبار، وتساءل: «هل من الممكن لمرسى أن يقف ويتبرأ مثله من مشروع الإخوان لإقامة دولة الشريعة الإسلامية حتى يقبله الشعب؟».
وأضاف «السعيد» فى حواره مع «المصرى اليوم» إن مقاطعة الانتخابات ستصب فى صالح «الإخوان»، مشدداً على ضرورة تقبل النتيجة أياً كانت إذا جرت الانتخابات فى مناخ مقبول.. وإلى نص الحوار:
■ ماذا لو فاز الدكتور محمد مرسى فى انتخابات الإعادة وأصبح رئيساً لمصر؟
- أعتقد أنه لا أحد يملك الحق فى الاعتراض على نتيجة الانتخابات أياً كانت، فالاعتراض لن يؤدى إلى شىء، والمقاطعة لن تؤثر على النتيجة، لأن أحد المرشحين سيفوز فى النهاية، وإن كان مرسى سيستفيد منها.
■ كيف؟
- لديه كتلة تصويتية مصمتة من الإخوان والسلفيين والجماعة الإسلامية وغيرهم، والمقاطعون يحرمون الطرف الآخر من أصواتهم، وعلى أى حال فإذا جرت الانتخابات فى مناخ مقبول، يجب أن نحترمها، أما المجلس الرئاسى فليس له شرعية.
■ نعود إلى السؤال الأول، ماذا لو فاز «مرسى»؟
- لا نصدق أن المرشد أسقط عنه البيعة، فالبيعة لا تسقط، وهم يعتقدون أنهم يتحدثون مع أناس لا يفهمون شيئا، ففى أدبياتهم أنه من مات وليست فى عنقه بيعة فقد مات ميتة جاهلية، وبعد ذلك هل يمكن لإخوانى أن يتصرف مستقلاً عن إرادة المرشد؟
■ كيف سيكون موقف الثوار واليساريين والليبراليين لو صعد الإخوان للحكم؟
- القضية الأساسية أننا مطالبون بتوحيد كل القوى الوطنية والليبرالية والتقدمية واليسارية لتفرض إرادتها.
■ ضد من؟
- الإخوان طبعاً، فمن المعروف أن اختفاء خيرت الشاطر محاولة لتلميع مرسى الذى لا يملك أى كاريزما أو قبول فى الشارع، و«الشاطر» الرجل الأول فى الجماعة، والمرشد يأخذ منه الأوامر، ومرسى ينفذها، والمناورات قاعدة أساسية لديهم، وما إن يستشعروا القوة حتى يقفوا فى وجه من منحهم إياها، وقد فعلوها مع عبدالناصر وحاولوا قتله أكثر من مرة، وحالياً مع المجلس العسكرى الذى منحهم القوة، وإذا تولى الإخوان سينتهى عهد تداول السلطة.
■ هل لديك ملاحظات على برنامج الإخوان الانتخابى؟
- الكلام عن البرنامج سهل، لكن الهدف الحقيقى للإخوان إقامة دولة إخوانية، وتعنى من وجهة نظرهم أن تفوق مرسى هو تفوق للإسلام ذاته، وكل من يحاول إسقاط رايات الإسلام فهو كافر، وهذه التركيبة ستؤدى إلى رفض الآخر، لأن رأيهم هو صحيح الإسلام كما يعتقدون، ومن يخالفهم فقد خالف صحيح الدين.
■ إذن فأنت تؤكد أن «مرسى» لن يلتزم بالوعود التى يطلقها؟
- ومتى التزم الإخوان بوعودهم؟
■ ننتقل للحديث عن الفريق أحمد شفيق، ماذا سيحدث فى حال نجاحه؟
- الموقف منه ملتبس، فهو جزء من النظام القديم، لكنه أعلن التبرؤ منه، والبعض يرى أنه أكثر شخص سيحاول تصحيح هذه الصورة، لذلك فهو أجدر من «مرسى»، ويمكن أن نثور عليه كما حدث مع مبارك، ومع الإخوان لن نستطيع ذلك، لأنهم إذا تولوا الحكم فلن يتركوه، وليس كل من كان ينتمى للنظام القديم «سفلة»، فالمشير جزء من النظام القديم، و«مبارك» هو من عينه وزيرا، مثلما فعل مع شفيق، كما عين كل اللواءات، وبعض المحافظين والوزراء الحاليين، فهل كل هؤلاء مثل مبارك؟ أعتقد أنه يجب وضع تبرؤ شفيق من النظام السابق فى الاعتبار، فهل من الممكن لمرسى أن يقف ويتبرأ مثله من مشروع الإخوان لإقامة دولة الشريعة الإسلامية حتى يقبله الشعب.
■ وهل تعتقد أن شفيق سينفذ وعده باستعادة الأمن؟
- لو فعلها سيكون قدم شيئاً جليلاً للوطن.
■ هل شارك شباب التجمع فى الثورة؟
- من أول دقيقة، وفى مدخل الحزب هناك صور لستة شهداء من أعضاء الحزب ماتوا فى الميدان، لا فى أحضان أمهاتهم.
■ لكن يقال إنك كنت من أشد المعترضين على مظاهرات 25 يناير، فما ردك؟
- كنا فى اجتماع المكتب السياسى للحزب قبل الثورة بأيام، وقلت إن هناك شباباً يدعون على موقع «فيس بوك» لمسيرات فى عيد الشرطة، فرد أحد أعضاء المكتب بأن هذا اليوم ضحى فيه العديد من الجنود والضباط المصريين بأرواحهم دفاعاً عن الوطن، واقترح أحد الأعضاء إحضار الشباب ودعوتهم لتقديم موعد المظاهرات إلى 17 فى ذكرى انتفاضة الخبز، فقيل إنهم مصممون على هذا اليوم، وبعد ذلك صوتنا على قرار المشاركة، ولا تصدقوا أن فرداً من الحزب يقدر على مخالفة قراره.
■ البعض يردد أن الخلاف بينكم وبين الإخوان أيديولوجى وليس خلافاً حول مصلحة مصر؟
- 90% من المصريين بينهم خلاف أيديولوجى، لكننى أعترض على فكرة المرجعية الإسلامية، فالإسلام الصحيح لا ينادى بالاستحواذ على كل شىء، وليس فيه الإرهاب الذى يمارسونه، والتاريخ يؤكد ذلك.
■ لكنهم اختاروا الآن الابتعاد عن العنف؟
- كاذبون، فكل الجماعات الإسلامية راجعت موافقها إلا جماعة الإخوان المسلمين، فمن السهل عمل ألف مراجعة، ولو اشترى أى مواطن كتاب «معالم فى الطريق» لسيد قطب، واقتنع بما جاء فيه من أن هذا المجتمع كافر حكاما ومحكومين، ومن لم ينضم إلى جماعته التى كان يؤسسها يجب أن يرد إلى الإسلام، وكأنه نزع عنه إسلامه، فسيذهب ليقتل أى شخص يرى أنه كافر، لكنهم يقولون إن البنا رفض هذا الكتاب، وأصدر كتاب «دعاة لا قضاة» للرد عليه، مع أن زينب الغزالى، القيادية الإخوانية المعروفة، تقول فى كتابها «أيام من حياتى» إن المرشد قرأ كتاب «معالم فى الطريق» مرتين وأجازه، وقال إنه سيجدد الدعوة الإخوانية.
■ فى حالة عدم اتفاق شفيق معكم، ماذا ستفعلون؟
- أرفض مبدأ تقديم أجندة لأى مرشح لكى ينفذها، فلو فعلت ذلك مع الإخوان فكأننى أقول لهم إننى سأصوت لصالحهم فى الانتخابات، وأعلن أننى من الممكن أن أتفاوض مع شفيق لو اتفقت سياسته مع متطلبات الشعب، لكننى لن أصدق «مرسى» ولن أقبل التفاوض معه، وأرفضه من البداية، ونار شفيق ولا جنة الإخوان.