نشرت صحيفة «بلفاست تليجراف» الأيرلندية مقالا للكاتب الصحفي البريطاني روبرت فيسك، تساءل فيه عن وجود «الدولة العميقة» في مصر، بينما يتجول فيسك في شوارع مصر التي «يبدي فيها كثير من الناس تأييدهم لاستقرار شفيق، آخر رئيس وزراء في عهد حسني مبارك».
وأضاف أنه بينما يسأل شباب الثورة أنفسهم عما حدث لهم، يقول «شفيق» إنه سيعيد الاستقرار والأمن، وطرح فيسك سؤالا عما إذا كان نظام مبارك سيعاد إنتاجه مرة أخرى، وإعادة الدولة البوليسية بدلا من الديمقراطية.
وقال إن شباب الثورة يبدو أنهم الوحيدون الذين يتمتعون بحس الفكاهة الذي يظهر في رسومات الشوارع، لكن عند الحديث إليهم يتحدثون عن الخيانة، فبينما جعل «شفيق» مسألة التصويت طائفية، تحدث منافسه محمد مرسي، مرشح الإخوان المسلمين عن نقل عاصمة مصر للقدس، في إشارة واضحة لأصول وعلاقات مرسي بحماس واللعب على خوف الإسرائيليين من الحكومة الإسلامية، وهو ما «يخيف السعوديين أيضا»، بينما الأمر كله «خطابة»، بحسب تعبيره.
وتساءل كيف يمكن فجأة أن يرى كل هؤلاء المصريين مرسي ويعتبرونه رجلا خطرا؟، كما تساءل عن استمرار وجود «نظام ديكتاتوري أمني قديم» في الحكم، مشيرا إلى محاولاتهم في تزوير الانتخابات قبل ذلك، ومؤكدًا أنه بالنظر إلى الصعيد فإن المرء يمكن أن يرى أن «شفيق» سيكسب بارتياح.
وقال إن «الولايات المتحدة لن تحب أن ترى رئيسًا إخوانيا لمصر، وإنه ليس هناك مانع من قيام هؤلاء الذين تعاملوا مع صناديق الاقتراع في عهد مبارك بالتعامل مرة أخرى مع الانتخابات، ونشر الخوف من مرسي ووجوده».
وعاد فيسك ليوضح أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لا تريد وضع مرسي في منصب الرئاسة قبيل انتخابات الرئاسة الأمريكية.