اللحظات الفاصلة فى قرار الناخب المصرى منذ أيام انتهت المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية، ومن المقرر إجراء جولة الإعادة بين كل من الدكتور محمد مرسى، مرشح جماعة الإخوان المسلمين، والفريق أحمد شفيق، المرشح المستقل، ورغم كابوسية سيناريو الإعادة، حسب ما وصف مراسلو الصحف الأجنبية، ووفق ما أحسه قطاع واسع من المصريين، فإن النتيجة التى وصلنا إليها «مرسى - شفيق»، بحاجة إلى استقصاء طبيعة القرار الذى دفع نحو 11 مليون مواطن من إجمالى 23 مليوناً أدلوا بأصواتهم، للتصويت لكل من شفيق أو مرسى. ربما بدا الموقف معقداً بما يكفى وعصيا على الفهم، لكن أدبيات علم النفس والتجارب الانتخابية تشير إلى أن هناك لحظات فاصلة فى العملية الانتخابية قد تقلب النتائج رأسا على عقب، وهى اللحظات الأخيرة عادة، حين يصطف المواطنون فى طوابير الاقتراع. ويشير الخبراء إلى أن تأثير الدائرة المحيطة بنقطة الاقتراع، أو بعض المشاهد واليافطات الدعائية قد تغير من سلوك الناخبين وقرارهم الانتخابى الذى استقر عليه رأيهم الأسابيع الطويلة.
وهناك كتابات نفسية كثيرة تسعى لتفسير حالة الرغبة المفاجئة فى تغيير «القرار الانتخابى» تحت وطأة الخوف من وصول مرشح ما للحكم، أو نزولا على ضغوط الأسرة والأصدقاء، أو بسبب موقف ما حدث فى الطريق للاقتراع. «المصرى اليوم» التقت عدداً من المواطنين، المتفاوتين فى الأعمار والذين تلقوا مستويات تعليمية مختلفة، للوقوف على أسباب تغيير قرارهم الانتخابى فى اللحظة الأخيرة، فى استطلاع ربما يبدو للدارسين المتخصصين بمثابة «مسودة أولية» عن طبيعة القناعات التى تبناها أو لفظها الناخبون فى مصر.
بعض الناخبين تحول لاختيار حمدين صباحى حين أدرك فى نهاية المطاف أن هناك احتشاداً ثورياً خلفه، فى حين اختار آخرون «مرسى» تحت ضغوط نفسية، مارسها الإخوان على الناخبين فى الطوابير، ومن ثم فإن الحوارات التالية بمثابة استطلاع حكائى، يصف فيه ناخبون مصريون مشاعرهم وطبيعة العوامل التى دفعتهم للتصويت للثورة «صباحى - أبوالفتوح» أو للنظام السابق «شفيق - موسى» أو للإسلاميين «مرسى - أبوالفتوح» أو للدولة المدنية «صباحى - شفيق» فى ثنائيات انتخابية، بالغة التعقيد، ضمن مشهد معقد بطبيعته، مرتبك بمكوناته، مشوش ومثقل لأبعد مدى ممكن.
«ريهام»: تحولت من «أبوالفتوح» لـ«حمدين» لترجيح كفة «الأكثر شعبية»
«سيدة»: ذهبت لاختيار «واحد مننا».. فأقنعتنى أخت بـ«مرسى»
«ريمون»: خوفى من صورة «أبوالفتوح» دفعنى لاختيار«حمدين»