تعد الطرق الصوفية من أكبر الحركات الإسلامية ذات الكثافة العددية، وتفوق أعداد أعضائها جماعة الإخوان المسلمين وأتباع التيار السلفى، ورغم أن إحصائيات أعداد الصوفيين توقفت خلال عهد الرئيس السابق حسنى مبارك، إلا أن الرقم الذى استقرت عليه المشيخة العامة للطرق الصوفية عام 2008 هو 12 مليون صوفى، بالإضافة إلى أعداد غفيرة أخرى من المحبين.
وقال الشيخ على حمودة الخضرى، رئيس لجنة الأضرحة وشيخ الطريقة السعدية، إن للطرق الصوفية تنظيماً يعكس أعداد كل طريقة من خلال عدد نوابها فى كل قرية، الذين يقدر عددهم بـ60 ألف نائب وخليفة، يتبع كل واحد منهم على الأقل 200 إلى 300 مريد. ولفت إلى أن رقم 12 مليون صوفى لا يقارن بأعداد محبى الطرق الصوفية، موضحاً بأن أعدادهم فى الوجه القبلى تصل لملايين فى محافظات أسوان وقنا وسوهاج وأسيوط.
ورغم الكثافة العددية التى تملكها الطرق الصوفية فإن الانتخابات البرلمانية الأخيرة أثبتت عدم فاعليتها أو تأثيرها على سير العملية الانتخابية، بسبب عدم وجود تنظيم للحشد الأصوات وقلة خبرة قادتها السياسية لتوجيه الأصوات سياسياً.
ويقول مصطفى على زايد، منسق الائتلاف العام للطرق الصوفية، إن المتصوفة ليس لهم تنظيم سياسى لأن سلطة مشايخ الطرق الصوفية وعددهم 73 شيخ طريقة روحية موجهة لتربية سلوك المريد وإعطاء النصائح والإرشاد.
ويعتبر «زايد» أن شباب الصوفية رفضوا أوامر المشايخ وانخرطوا داخل الائتلافات الثورية، فيما اتجه مشايخ وقيادات جبهة الإصلاح الصوفى إلى تشجيع تجارب قيادات تنتمى للأشراف والصوفية فى تأسيس أحزاب سياسية ونجاحنا فى تأسيس أحزاب التحرير المصرى ونهضة مصر والنصر.
ورغم أن مؤشرات الانتخابات البرلمانية التى أسفرت نتائجها عن سقوط 94 مرشحاً للصوفية فإن عصام محيى، الأمين العام لحزب التحرير المصرى، المنبثق عن الطرق الصوفية، يعتبر أن سقوط مرشحى الصوفية له أسباب منها أن الأحزاب الصوفية لم تكن قد استكملت اتصالاتها مع قواعد المتصوفة. ويضيف أن الحزب استطاع خلال الشهور الماضية اكتساب الخبرة فى التنظيم والحشد من قواعد تدريب كوادر سياسية فى المحافظات. ويشير إلى ان الحزب لديه الآن مسؤول تنظيمى فى كل محافظة لديه 50 «كادر سياسى» لديه علاقات وتربيطات مع قبائل وعائلات الأشراف والطرق الصوفية للحشد الانتخابى.