x

فاروق حسنى: مبارك نال عقابه و«جمال» حكم مصر آخر 8 سنوات (حوار)

الأحد 20-05-2012 23:30 | كتب: فتحية الدخاخني |
تصوير : أحمد المصري

رغم ابتعاده عن السياسة والإعلام منذ خروجه من الوزارة فى أعقاب ثورة 25 يناير، إلا أنه مازال يفكر ويضع استراتيجيات تخيلية لحل مشاكل مصر، ورغم مخاوفه من تكرار الهجوم عليه إلا أنه لم يفقد صراحته فى عرض موقفه من مرشحى الرئاسة، وإعلان رفضه وجود حاكم «تربى تحت دعاوى دينية».

فاروق حسنى، وزير الثقافة الأسبق، أحد أبرز وجوه نظام الرئيس السابق حسنى مبارك، وأقدم وزراء حكومته، يكشف فى حوار لـ«المصرى اليوم» أن جمال مبارك كان يحكم البلاد فى السنوات الثمانى الأخيرة، وأن مبارك كان ضد التوريث لكن زوجته هى من دفعت باتجاهه، ويؤكد أن رفض المشير حسين طنطاوى التوريث هو الذى دفعه لدعم الثورة.

«المصرى اليوم» التقت فاروق حسنى فى مرسمه بالزمالك وكان هذا الحوار:

بداية كيف تقيم الوضع الحالى فى مصر؟

- الوضع الآن أشبه بطاولة القمار «الروليت»، مجموعة كرات تنتقل من نقطة لنقطة بسرعة كبيرة جدا، وتستقر فى النهاية فى نقطة معينة، نحن فى آخر مراحل سباق خيول، ولا نعرف من سيصل إلى نقطة النهاية، ومخطئ من يقول إنه يعرف من هو الرئيس المقبل لمصر، ورغم أن الإخوان المسلمين هم أقوى التنظيمات لكن أداءهم فى مجلس الشعب، واستخدام الدين لتحقيق مصالح شخصية أضر بهم، إضافة إلى أن المواطن أدرك أن زجاجة الزيت وكيلو السكر هى أمور مرتبطة بالانتخابات، وغير مستمرة، لكن على الجانب الآخر لا يملك المرشحون الآخرون أحزابا قوية تدعمهم وتقف وارءهم فى القرى والنجوع رغم قوة أدائهم.

هل تعتقد أن أداء الإخوان المسلمين فى البرلمان سيؤثر على انتخابات الرئاسة؟

- هناك تراجع لشعبية الإخوان المسلمين فى الشارع، وهذا لا يعنى الفشل، هم فازوا باكتساح فى الانتخابات البرلمانية، وإذا فازوا الآن فالنتيجة ستختلف، إضافة إلى أن مرشحهم ليس بقوة المرشد العام للجماعة ولا خيرت الشاطر ولا المرشحين الآخرين، كما أنه أصبح مثاراً للتندر والنكات فى الشارع.

وماذا عن عبدالمنعم أبوالفتوح بعد استقالته من الإخوان؟

- أنا كنت وزيرا فى النظام السابق، لا أستطيع أن أدعى عدم انتمائى له، كل واحد عمل ما يريد وفقا للموقع الذى كان به، ودوره انتهى بانتهاء الفترة التى كان يعمل بها، أبوالفتوح معتدل فكريا بالنسبة للإخوان، ورجل تقدمى وحتى لو اتهم بتمثيل الاعتدال والتقدمية، لكنه لا يستطيع التمثيل طوال العمر، لذلك يجب تصديقه، خاصة أنه مرشح قوى، لكن أنا لا أتمنى لأى عقلية تربت تحت دعاوى الدين أن تصل لحكم مصر، لأن دولة مصر تختلف عن جميع الدول المحيطة بها، وكانت منفتحة على البحر المتوسط ثقافة وتفاعلا وتعاملا وتربية، وأغلب قادتها تربوا فى أوروبا.

من تؤيد فى الانتخابات؟

- أى مرشح لا يأخذ الدين كأرضية لفكره وعمله، هناك عمرو موسى وأحمد شفيق وحمدين صباحى، والثلاثة أصدقائى وأعرفهم جيدا وهم جادون ولهم إسهاماتهم، لو فشل «صباحى» يمكن أن يرشح نفسه فى الانتخابات البرلمانية، ويصبح رئيسا لمجلس الشعب، فهو شخص تمرس العمل النيابى، ووجوده يحقق صورة ديمقراطية تكاملية رائعة.

ما سمات الرئيس المقبل لمصر؟

- يجب أن يكون حالما صاحب خيال وقويا، لأن القوة تجعله يستطيع تنفيذ خياله، فمصر دولة الخيال، وللأسف لم يتحدث أى من المرشحين عن الثقافة، رغم أن مصر هى دولة الثقافة، واقتصاديات الثقافة مهمة جدا وهى التى جعلتنى أبنى أكبر متحف فى العالم، و42 متحفا آخراً دون الاعتماد على موارد الدولة، إضافة إلى المئات من قصور الثقافة والمكتبات، مصر ليست دولة بترولية ولا صناعية ضخمة مثل اليابان وأوروبا، اقتصادها يبنى على الخيال وعلى الميزة النسبية التى تتمتع بها، وهى الثقافة، نحن عرفنا أوروبا وأمريكا من خلال الأفلام والأدب والفن، ومصر تمتلك كنوز الفكر والفن والتاريخ، وأنا أرى أن مصر ما زالت دولة بكرا فى الاستثمار، ولم ينظر إليها النظرة الواقعية، التى تعرف قيمة دولة مساحتها مليون كم مربع متنوعة، مليئة باستثمارات عملاقة وضخمة، والرئيس المقبل لابد أن يعرف مصر.. مثلا لم يتحدث أحد عن نيته عمل دراسات جدوى لاستغلال البحيرات المصرية الـ11.. الرئيس المقبل يجب أن يتبنى مشروع بناء دولة مصر جديدة، تعتمد على الرؤية الحديثة للاقتصاد، فمثلا يمكن تحويل الساحل الشمالى الشرقى إلى مركز تجارى ومالى عالمى به مشروعات عديدة، تخلق أكثر من 5 ملايين فرصة عمل، أو الاتجاه لتنمية ضفاف النيل والقرى المحيطة به، من خلال طريق دولى متكامل يغير نوعية السائح.

لديك أفكار ومشروعات كثيرة عن تطوير مصر، وأنت كنت وزيرا لمدة 23 سنة، لماذا لم تحاول تنفيذها؟

- أنا عرضت هذه الأفكار على الحكومات السابقة التى كنت عضوا بها.

وماذا حدث لها؟

- لم تنفذ لأن الخيال بها كان أبعد من تصورهم.

هل عرضتها على أى من مرشحى الرئاسة الحاليين؟

- أنا أقولها فى كل مكان ومن يرد أن ينفذها، فأنا مستعد لتزويده بالمخططات الكاملة لها، فمصر دولة عظيمة، فمثلا لم ينتبه أحد حتى الآن لبحيرة إدكو، أوبحيرة البردويل التى تهان بالعشوائيات، ولا تستغل إلا فى صيد الأسماك، وأذكر أن أحد محافظى بورسعيد قال لى عندما سألته عن البحيرة إنها تنتج سمك دنيس بعشرة ملايين جنيه سنويا، كيف يكون الهدف من البحيرة هو فقط صيد سمك الدنيس.. لا بد من إعداد درسات جدوى بها خيال وعدم تكرار أخطاء الغردقة وشرم الشيخ والساحل الشمالى الغربى الذى انتهى بعد بيع شاطئه وترك باقى الأرض مهدرة دون استغلال.

لماذا لم تفعل ذلك وأنت وزير؟

- أنا عرضت هذه المشروعات وهى مثبتة فى مضابط جلسات مجلس الوزراء، وفى كل حكومة جديدة كنت أعرض الأفكار مرة أخرى.

ولم يستجب أحد؟

- الدكتور عاطف عبيد، رئيس الوزراء الأسبق، رحب بفكرة النيل العظيم أو الطريق الموازى للنيل.. وطلب منى البدء فى المشروع وبالفعل استأجرت طائرة هليكوبتر وبدأنا دراسة المنطقة طبوغرافيا، ومع تغيير الحكومة توقف المشروع، وعرضت مشروع الساحل الشمالى الشرقى على الدكتور أحمد نظيف، رئيس الوزراء الأسبق، وطلب من أحمد المغربى وزير الإسكان الأسبق دراسته، وبعد فترة سألته عن المشروع فقال لى إن «المغربى» ذهب لدراسة المنطقة ووجد أن المياه هناك مختلفة عن الساحل الشمالى الغربى، فقلت له إن فكرة المشروع مختلفة وليس الهدف عمل شواطئ بل موانئ ومراكز تجارية ونشاط استثمارى، لكن المشروع توقف.

ألم تحاول عرض هذه المشروعات على الرئيس السابق حسنى مبارك؟

- لا

هل ترى الخيال لدى أى من مرشحى الرئاسة؟

- موسى وشفيق عملوا تجربة، فتجربة شفيق فى إنشاء المطارات وتهيئة الطرق المؤدية إليها تثبت أنه شخص لديه سياسة وينفذها، ويمكن أن يتقبل الأفكار الجديدة، وكذلك عمرو موسى، وحياته خارج مصر فترات طويلة تجعله قادرا على تقبل هذه الأفكار، وأعتقد أن كلاً منهما قادر على تنفيذ مصر الحديثة أو المستقبل وليس مصر الماضى التى تعيدنا سنوات للوراء.

كيف تقيم الفترة الانتقالية وأداء المجلس العسكرى خلالها؟

- أعتقد أن المجلس العسكرى مارس سياسة غربلة وترك كل الأشياء تظهر على السطح، من نظام وفوضى وعنف وسرقات وكل ما يتصل بحياة الإنسان، ترك المجتمع يظهر نفسه، حتى نرى كيف يمكن أن يعاد ترتيبه من جديد، وأرى أن العام المنصرم أظهر أن الشعب المصرى لم يتعلم، وإقامة دولة حديثة لن تتم دون شعب واع ومتعلم، لذلك لا بد من نسف منظومة التعليم بالكامل، والبدء بتعليم جميع الفئات من عسكرى المرور الذى يفرض القانون فى الشارع إلى الطفل الذى يشكل مستقبل مصر، لابد أن نقف لوضع خطة استراتيجية لدولة مصر للانطلاق إلى المستقبل.

لكن البعض يرى أن المجلس العسكرى أساء إدارة الفترة الانتقالية؟

- المجلس العسكرى آثر عدم استعمال العنف ولولا الجيش ما نجحت الثورة، لكن للأسف هناك طوفان جاء بعد الثورة، سقط الشباب وسطه ولم يستطيعوا جمع شتاتهم، وهذا لم يساعد الدولة على صياغة الموضوع بشكل متكامل، ربما لم تكن إدارة المجلس العسكرى على قدر الحدث، وقد يكون هذا تكتيكا عسكريا من جانبهم، أظهر نوعا من اللامبالاة والبلطجة والهمجية لدى الشعب.

قلت إن المجلس العسكرى لم يستعمل العنف.. قد يكون هذا صحيحا فى البداية لكن منذ أحداث ماسبيرو تغير الوضع؟

- هذا لم يكن بأوامر هناك فرق بين ذعر شخص ورد فعله، وبين العنف المنظم الذى يتحكم فى الموضوع، الهلع اللى أصاب الجنود فى ماسبيرو دفعهم للقتل.

وماذا عن أحداث مجلس الوزراء ومحمد محمود والفتاة المسحولة فى ميدان التحرير؟

- الشباب لديه طاقة وحماس وجرأة ومغامرة وهناك من استغل هذا ودس بينهم فى الاتجاه الخاطئ، لكن كان هناك رموز وطنية نزلت للمؤازرة، هناك من يسعى لإشاعة فوضى عارمة فى مصر سواء من الداخل أو الخارج.

من هؤلاء؟

- لا أستطيع أن أحددهم، لكن بالتأكيد هناك تربص واضح للغاية فى غياب الأمن وانشغال الجيش بالداخل، بدليل حرق المجمع العلمى، ومبنى الحزب الوطنى، من له مصلحة فى هذه الجريمة، أنا كنت ضد حل الحزب الوطنى، لكن مع إبعاد قياداته، فليس جميع أعضائه سيئين، منهم من كان يبحث عن دور، كما يفعل الناس الآن، فهل لو تغير الوضع يصبح جميع الموجودين الآن غير وطنيين؟ حل الحزب الوطنى خلق فراغا ملأته قوة أخرى، وهذه لعبة سياسية وإدارية.

وما موقفك من قانون العزل السياسى؟

- هذا كلام ناس حاقدة وضعيفة، يدل على الضعف والخوف، كأننا فى مباراة ملاكمة ربط أحد أطرافها وطلبنا من الآخر ضربه، ليس كل من كانوا فى النظام سيئين، النظام السابق له إنجازاته.. بنى 25 مدينة جديدة، وطرقاً وكبارى وأنفاقاً، بالتأكيد له أخطاؤه أيضا وأهمها طول فترة الحكم ومشروع التوريث، لكن لا بد أن نكون عادلين فى محاسبة الناس، حتى نبنى المستقبل على أساس عادل وشريف.

كيف تقيم فترة حكم مبارك؟

- العشر سنين الأولى كانت بناءة جدا، تلتها خمس سنوات تم فيها بناء حقيقى وتسويق الدولة سياحيا وإقامة مشروعات كبيرة، لكن السنوات العشر الأخيرة تميزت بالارتباك، وأعتقد أن مبارك كان يجب أن ينهى حكمه بعد السنوات العشرين الأولى، التى حقق فيها بناء جيدا لاقتصاد البلاد، فأنا أذكر أننى طلبت 300 ألف جنيه لوزارة الثقافة فى بداية عملى كوزير.. وتطلب الأمر اجتماع مجلس وزراء للموافقة على منحى هذا المبلغ، وفى نهاية عهدى كنت أقدم منحا من خزانة الوزارة تصل إلى مليونى جنيه إلى المجتمع المدنى الثقافى مثل اتحاد الكتاب، نعم كانت هناك بطالة فى البلاد رغم هذا النمو، لكن السبب الرئيسى فيها زيادة السكان، وأنا لا أفهم لماذا لم يتحدث أى من المرشحين عن تحديد النسل.

أنت كنت وزيرا للثقافة لمدة 23 عاما، فلماذا انهارت الثقافة؟

- الجميع يتحدث الآن عن انهيار الثقافة، لكن أنا كنت أقدم أنشطة والشباب لم يكن يأتى إليها، أنا فوجئت بالشباب فى ميدان التحرير، كنت أحاول أن أصل إليهم فى الجامعات لكن رؤساء الجامعات كانوا يرفضون ذلك، لو كان الشباب المصرى تربى ثقافيا بشكل جيد لما سرقت ثورته.. أنا كنت أبحث عنهم فى كل الأنشطة، لكنهم كانوا يذهبون إلى أماكن أخرى، وإلى ساحات المساجد فقط، وهذا لا يكفى.

ربما لأنهم فقدوا الثقة فى كل ما تقدمه الحكومة؟

- أنا كنت أقول لزملائى فى الحكومة، إن كل سنة فى السلطة تؤخرنا عشر سنوات للخلف، لأننا كنا أشبه بطاحونة تطحن فى الفراغ.

بعد مظاهرات يوم 25 يناير شبهت ما حدث بأنه مثل ثورة الشباب فى فرنسا فى الستينيات وكنت معجبا بحركتهم، فهل طرحت الموضوع على الحكومة وبحثتم كيفية التعامل معها قبل يوم 28 يناير؟

- كان هناك اجتماع للجنة وزارية مصغرة، برئاسة نظيف، يوم الأربعاء التالى للمظاهرات، وكان مقررا عقده فى الأقصر لكنه نقل إلى القاهرة، وكنت أظن أنهم يناقشون الموضوع لكن لم يفعلوا، فبادرت عن الحديث وطلبت مناقشة الأمر، وأيدنى وزير التنمية الاقتصادية، لكن نظيف قال سنبحثه فى اجتماع آخر.

هل كنت تتوقع انهيار الدولة يوم 28 يناير؟

- انهيار الدولة حدث نتيجة سوء تخطيط وإدارة ورد فعل لا يساوى الحدث، واستخدام غير مبرر للعنف، كان يجب على مبارك أن يعلن تنازله على السلطة فى الأسبوع الأول ويتخذ قرارا سياسيا لحماية الدولة، لكن كان هناك نوع من الارتباك والجيش خاف على مصر من الاحتراق، كان من الخطأ بقاء جنود الأمن المركزى أربعة أيام فى الشارع وقطع الاتصالات، لأن استخدام القوة بكاملها بهذا الشكل معناه أنه كان هناك قرار باستخدام العنف.

هل حاولت أن تقول هذا لمبارك؟

- علاقتى بمبارك كانت علاقة عمل جيدة، علاقة رئيس بمرؤوس، وسعدت بأنه تركنى أعمل ما أريد ولم يقيدنى، وكان يقدر ما أقوم به، لكنها ليست علاقة صداقة تسمح لى بالحديث معه فى أى موضوع، وأنا لم تكن لى علاقة مع الحزب الوطنى ولم أحضر اجتماعاته أبدا، ولم أكن أتدخل فى العمل السياسى، كنت مثل «الإلكترون الحر» أعمل ما أراه فى صالح الدولة بعيدا عن السياسة.

ألم تتحدث معه بعد الثورة؟

- هو اتصل بى يوم استقالة الحكومة يوم السبت 29 يناير، وسألنى عن معرض الكتاب الذى كان من المفترض أن يفتتحه ذلك اليوم، وطلب منى أن أفتتحه بدلا منه، فقلت له إن الحكومة استقالت والناشرين غادروا البلاد.

ألم تتحدث معه عما يحدث فى الشارع؟

- تحدثت معه عن الوضع الأمنى وأن مدرعات الجيش لا يوجد بها أفراد يحمونها، فقال لى إن الجنود المشاة سينزلون إلى الشارع.

قلت إن الجيش وقف إلى جانب الثورة منذ البداية، ويقال إن المشير فعل ذلك لأنه كان ضد مشروع التوريث؟

- نعم أنا وهو كنا من معارضى التوريث وكنا نتحدث فى هذا سويا، وكنت متأكدا أن التوريث لن يتم لأن الجيش يرفضه، وكان بيننا حوار متواصل، وهو رجل وطنى وتحدثنا فى الموضوع أكثر من مرة، لأن جمال كان يحكم البلاد فعلا فى السنوات الثمانى الأخيرة وتوريثه الحكم معناه بقاء الوضع على ما هو عليه.

وما موقف مبارك من التوريث.. أنت قلت قبل الثورة إنه كان ضد التوريث؟

- نعم مبارك كان ضد التوريث وقال قبل 7 سنوات بحضور المشير وصفوت الشريف لن أرمى ابنى فى التهلكة، ولكن من المؤكد أن موقفه تغير فيما بعد.

وما علاقتك بسوزان مبارك؟

- كان هناك تعاون كبير بيننا على مدار 15 سنة فى العمل الثقافى، قبل أن تتجه لمجالات أخرى اجتماعية، كانت شخصية دولية مصرية مشرفة، خطؤها الوحيد أنها أرادت توريث ابنها.

يقال إنها كانت السبب فى بقائك فى الوزارة وأنك كنت تختار لها ملابسها.

- كلام مضحك.. هى كانت تريد إقالتى فى الحكومة الأخيرة، ومن كان يدعم بقائى مبارك.

قلت إن الشعب لم يتعلم.. ألا تعتبر نفسك مسؤولا عن هذا الجهل وأنت وزير للثقافة؟

- رغيف العيش علشان يتعمل يحتاج عجين جيد وفرن، أنا كان عندى الفرن لكن لم يصلنى العجين لأخبزه، الثقافة هى اكتمال الإنسان وليس تأسيسه، التأسيس يأتى من المنزل والمدرسة والإعلام.

كيف تصف علاقتك بجمال مبارك؟

- لم تكن بيننا علاقة، كنا نلتقى لقاءات عابرة ولم يحدث بيننا حديث، لأننى لم أكن أحب حاشيته، فهم لم يكونوا على دراية بالثقافة والواقع.

وصفوت الشريف؟

- فى البداية كانت علاقة سيئة حيث كان يحاول دمج وزارتى الثقافة والإعلام، وعندما تأكد من استحالة ذلك، أصبحت علاقتنا لطيفة.

وأحمد عز؟

- لم تكن هناك علاقة تذكر بل خلافات كثيرة من بينها مشروع قانون الآثار الذى أراد «عز» أن يسمح فيه بالاتجار فى الآثار، ورغبته فى ضم المثقفين للحزب الوطنى.

والمشير؟

- علاقة طيبة جدا كنا أقدم وزيرين فى الحكومة، وكان بيننا حديث مشترك عن الدولة، لكن لم يعد هناك حوار بعد الثورة لأننى ابتعدت عن السياسة وعدت للفن والثقافة كما يجب.

وعمر سليمان؟

أصدقاء، لم نكن نلتقى كثيرا إلا أيام انتخابات اليونسكو، لأنه كان هناك ملفات مشتركة يجب التشاور بشأنها فى هذه المسألة، ومازالت علاقتنا طيبة جدا.

الكثير من أصدقائك وزملائك الآن خلف القضبان، فما إحساسك تجاههم؟

- أتصور أن يكون لهم أخطاء إدارية تصور على أنها سرقات، لكن فى النهاية للمحكمة القول الفصل فى هذه المسألة.

وماذا كان إحساسك عندما رأيت مبارك خلف القضبان؟

- مأساة تاريخية لرجل عرفته وعملت معه عن قرب.. أعتقد أنه أخطأ ونال أكبر عقاب، وأترك للقضاء أن يقول كلمته بشأنه.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية