لليوم الثالث على التوالي توزعت مساحات الصفحات الأولى لصحف القاهرة بين تطوّرات حركة الأحزاب وتكتلاتها في إطار الترشح للبرلمان، وبين الغموض الذي اكتنف مقتل الحاكم الليبى السابق، معمر القذافي، كما اهتمت صحف القاهرة بمتابعة جنازة الكاتب الصحفي الراحل أنيس منصور.
الأحزاب والبحث عن مخرج
استمر ارتباك الأحزاب السياسية بعد قرار اللجنة العليا للانتخابات مدّ فترة قبول طلبات الترشح حتى الخامسة من مساء الإثنين. وأظهرت صحف القاهرة الصادرة، صباح الأحد، مرور الأحزاب بما سمته «الأهرام»: «ارتباك اللحظات الأخيرة».
وقالت الصحيفة في مقدمة تقريرها: «أنقذ القرار الذي اتخذته اللجنة العليا للانتخبات، السبت، بمد فترة تلقي طلبات الترشح 48 ساعة إضافية، الأحزاب والتحالفات والمئات من المرشحين على القوائم الفردية، من مزيد من الانشقاقات التي كانت على وشك الحدوث في الساعات الأخيرة، بسبب الارتباك الشديد في حسم رؤوس بعض القوائم».
وقالت «الأهرام» إن «التحالف الديمقراطي»، الذي يقوده حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، انتهى، السبت، من تقديم قوائمه في جميع المحافظات، في الوقت الذي تسابق فيه الكتلة المصرية، التي تضم أحزابًا ليبرالية، الوقت لحسم الخلافات حول قوائمها، التي تنافس من خلالها على 46 دائرة في جميع أنحاء الجمهورية.
وأضافت الصحيفة في إطار رصدها للمشهد الانتخابي، أن محافظة كفر الشيخ شهدت «مهزلة جديدة» تتعلق بحزب «الوفد»، الذي تقدم اثنان من قيادييه بقائمتين مختلفتين تمامًا للحزب، وكان كلاهما يحمل توكيلًا رسميًا من رئيس الحزب.
ونقلت «الأهرام» عن المحامي صبحي صالح والمهندس علي عبد الفتاح، القياديان بجماعة «الإخوان»، أن الحزب التابع للجماعة، «الحرية والعدالة»، سيخوض الانتخابات المقبلة مستعينًا بشعار «الإسلام هو الحل»، رغم تجريم القانون المنظم للانتخابات استخدام هذا الشعار باعتباره ذا صبغة دينية.
في الوقت الذي شن فيه حزب «النور» السلفي، الذي يقود تحالفًا للأحزاب ذات المرجعية السلفية، هجومًا في مؤتمره المنعقد، السبت، ببورسعيد على القوى الليبرالية والعلمانية، مؤكدا أن «تحالف القوى الإسلامية» يهدف إلى تطبيق الشريعة الإسلامية.
وقالت صحيفة «الأخبار» في عنوانها الرئيسي إن مرشحي حزب «الحرية والعدالة» استحوذوا على 75% من قوائم التحالف الديمقراطي، في الوقت الذي سيطر فيه أعضاء جماعة الإخوان المسلمين التابع لها الحزب ذاته على 90% من مواقع الترشيح الفردي.
وعلقت «الأخبار» على ذلك في عنوانها : «رغم تأكيدات قيادات الجماعة بأن نسبتهم لن تتجاوز الخمسين بالمئة». وعلى الصفحتين اللتين خصصتهما «الأخبار» للمتابعة تحت عنوان «انتخابات القرن»، قالت الصحيفة إن الكتلة المصرية التي تضم أحزابًا ليبرالية، انتهت إلى ثلاثة أحزاب فقط بعد انسحاب 15 حزبًا وحركة.
جنازة منصور ومصير القذافي
اهتمت صحف القاهرة بمتابعة مصير جثمان القذافي وجنازة الكاتب الراحل أنيس منصور. ورصدت الصحف تكالب السياسيين ونجوم الفن والكتاب على حضور جنازة الكاتب الراحل. وبخلاف تقريرها على الصفحة الأولى، أفردت «الأهرام» مساحات في صفحات داخلية متعددة لمتابعة الجنازة، ونشر مقالات لكبار الكتاب عنه ومنهم الدكتور محمد الجوادي ورجب البنا ومصطفى الضمراني ومكرم محمد أحمد.
وعلى الصفحة الثامنة والعشرين، نشرت الصحيفة صورة لوزير الثقافة الأشهر والأطول بقاء في السلطة، فاروق حسني، خلال تقديمه العزاء لأرملة الفقيد، وذلك في ظهوره الإعلامي الثاني منذ خروجه من السلطة، «حضر جنازة المخرج المسرحي الراحل صلاح السقا».
ولكن المساحات الأكبر احتلها الحاكم الليبي المقتول معمر القذافي، وقالت صحيفة «الشروق» في متابعتها: «اختلف الثوار فقتلوا القذافي». وفي تقريرها ذكرت الصحيفة رواية جديدة تضاف إلى الروايات المتعددة التي تزيد من غموض مقتل الحاكم المخلوع عبر ثورة شعبية، بدأت في 17 فبراير الماضي.
وقالت «الشروق» إن نهاية القذافي «أتت بعد أن اختلف الثوار على من أحق بأسره حيًا»، مضيفة أنه وفقًا لفيديو جديد انتشر على شبكة الإنترنت، قال شاب من «لواء بنغازي» يدعى سند الصادق، إنه قام بأسر القذافي حيا، وأنه «صفع الحاكم السابق على وجهه مرتين».
وأكد الصادق أنه أراد أخذ القذافي حيا إلى بنغازي، إلا أن مقاتلي «مصراتة» أصروا على أخذه إلى مدينتهم، مما دعا الصادق لإطلاق النار على القذافي.
وأضافت الصحيفة أن هناك فيديو آخر أظهر المعتصم، نجل الحاكم السابق، وهو يجلس بين الثوار مدخنا سيجارة، وقالت «الشروق» إن هذا «يدحض» رواية المجلس الانتقالي الليبى بأن المعتصم «قُتل خلال اشتباكات في سرت».
وقالت «التحرير» في عنوان رئيسي على صفحتها الأولى: «وفاة القذافي لم تقتل غموضه.. وأرملته تطالب بتحقيق دولي!». وعلى صفحتها الثالثة نشرت الصحيفة تصورًا مرسومًا وضعته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية حول ما رأته أقرب السيناريوهات صحة لقصة مقتل القذافي.
وأوضحت «التحرير» أن هناك خمس روايات لمقتله تثير التساؤلات حول كيفية تعامل الثوار معه عقب القبض عليه. ونشرت الصحيفة صورة لطابور يضم عددًا من الليبيين قالت الصحيفة إنهم اصطفوا لرؤية جثة حاكمهم المقتول.