x

ذكرى «النكبة» 2012.. لا صوت يعلو فوق «الرئاسة» (فيديو)

الأربعاء 16-05-2012 00:44 | كتب: مصطفى محيي |
تصوير : محمد الشامي

بوقفة احتجاجية أمام مقر جامعة الدول العربية حضرها العشرات، ومؤتمرين بنقابتي الصحفيين والمحامين، تذكرت مصر نكبة فلسطين هذا العام، في مشهد اختلف عما شهدته مصر في ذكرى النكبة العام الماضي.

ففي ذكرى النكبة 2011 نظم أكثر من 1000 ناشط قافلة تضامنية، حاولت التوجه لقطاع غزة لـ«كسر الحصار» عنه، إلا أن الجيش منع تقدمها في الإسماعيلية.

كما تظاهر الآلاف في السنة الماضية أيضا أمام المقر السابق للسفارة الإسرائيلية أمام كوبري الجامعة بالجيزة، وهي المظاهرة التي انتهت بصدام عنيف بين قوات الأمن المركزي والمتظاهرين أدى لإصابة 353 متظاهرا بحسب وزارة الصحة، بالإضافة إلى مقتل متظاهر بحسب روايات المتظاهرين أنفسهم، فضلا عن اعتقال 186 شخصا أحيلوا جميعا للقضاء العسكري الذي حكم عليهم بأحكام تراوحت بين السجن 6 أشهر وسنة مع إيقاف التنفيذ.

ورغم دموية الصدام، إلا أنه كان بداية لسلسلة من الاحتجاجات أمام مقر السفارة اضطرت الحكومة الإسرائيلية على إثرها إلى نقل مقر سفارتها إلى بيت السفير بحي المعادي بالقاهرة.

يقول الدكتور عبد القادر ياسين، المفكر والكاتب الفلسطيني المقيم بالقاهرة: «هناك فعاليات عديدة هذا العام لإحياء ذكرى النكبة، ولكنها أضعف صوتا عن العام الماضي، كما أنها اقتصرت على القاهرة فقط».

ويضيف: «في العام الماضي كان صوت الثوريين المصريين الذين خرجوا لتوهم من ثورة يناير هو الأعلى والأكثر قوة واندفاعا، أما هذا العام فالأمر أقل وأضعف، ويعود ذلك إلى تراجع الحالة الثورية في مصر، أما في العالم العربي فإن تعامل إسرائيل مع مسيرات الزحف، والتي انطلقت بلبنان وسوريا وفلسطين نحو نقاط التماس مع الحدود الإسرائيلية، وقتلها عشرات المتظاهرين بدم بارد، فهذا ما أثر على فعاليات ذكرى النكبة في هذه الدول هذا العام».

ويتفق خالد عبد الحميد، الناشط السياسي وعضو الأمانة العامة بحزب التحالف الشعبي الاشتراكي، مع «ياسين» في رأيه بخصوص تأثر فعاليات ذكرى النكبة بالحالة السياسية في مصر، فيقول في تصريحات لـ«المصري اليوم» «إنشغال الوسط والشارع السياسي في مصر بانتخابات الرئاسة، ألقى بظلاله على إحياء ذكرى النكبة هذا العام».

ويضيف «عبد الحميد»: «في العام الماضي كانت الثورة لا تزال في حالة انتصار، وأذكر أننا كنا نحتفل وقتها ببدء حبس رموز النظام السابق ومحاكمتهم وتجميد عمل جهاز أمن الدولة وغيرها من الانتصارات، كما أن الصف الثوري كان موحدا وقتها.. الواقع الآن يختلف، فالحالة الثورية متراجعة كما أن الصف الثوري منقسم، كل هذا بطبيعة الحال يؤثر على تفاعل النشطاء والشارع السياسي مع ذكرى النكبة».

ويصف عبد الحليم حنيش، عضو حركة شباب من أجل العدالة والحرية، مشهد مظاهرة العام الماضي أمام المقر السابق للسفارة الإسرائيلية بأنه مشهد لم يتخيل أن يراه في حياته، «كان هناك الآلاف يتظاهرون ويطالبون بغلق السفارة وطرد السفير ووقف التطبيع وفتح معبر رفح بشكل دائم، ومعظمهم لم يكونوا شبابا مسيسين».

ويضيف «حنيش»: «كنا قد عدنا لتونا من قافلة (الانتفاضة الثالثة) التي شارك فيها نحو 1000 متضامن مصري، و190 ناشط أجنبي، وكانت قوات الجيش قد منعتنا من تجاوز الإسماعيلية، وهو ما دفع عشرات النشطاء لتجاوز الكردون الأمني للجيش وإكمال طريقهم حتى رفح سيرا على الأقدام».

ويؤكد «حنيش» «لقد حاول المجلس العسكري في البداية منعنا عن طريق الضغط على شركة الأتوبيسات التي تعاقدنا معها، مما دفعها  للاعتذار عن نقلنا، وهو ما هدد بإمكانية التراجع عن تنظيم القافلة، فبحثنا حتى وجدنا شركة أخرى وافقت على نقلنا، فلم يعد أمام الجيش سوى وقف القافلة في الإسماعيلية، إلا أنه سمح للنشطاء الأجانب بإكمال طريقهم لقطاع غزة».

تقول كريمة الحفناوي، الناشطة السياسية من جيل السبعينيات، والتي شاركت في الوقفة الاحتجاجية اليوم أمام مقر جامعة الدول العربية «وقفتنا اليوم جاءت لتؤكد على الثوابت التي يؤمن بها الشعب المصري خاصة والشعب العربي عموما، وهي رفض التطبيع ودعم حقوق الشعب الفلسطيني، فهناك حقيقة ثابتة لا تنتهي وهي أن الشعوب العربية تدعم حقوق الشعب الفلسطيني».

وتضيف «تختلف شكل مقاومة الشعوب العربية للعدو الصهيوني ودرجة قوتها من وقت لآخر، لكنها تظل موجودة، ويمكنك أن ترى هذا في مصر مثلا، فدائما كانت هناك قوافل الإغاثة، وقوافل كسر الحصار عن غزة، ومظاهرات رفض الحرب على غزة، وحملة مقاطعة البضائع الإسرائيلية والأمريكية، ولجنة التضامن مع الانتفاضة الفلسطينية».

وتؤكد «الحفناوي»: «بالتأكيد عندما تنتصر الثورات العربية، وتمتلك الشعوب العربية قراراها ستأتي بالحكومات التي تدعم الحق الفلسطيني، ولكن حتى يأتي هذا الوقت فالشعوب ستجد طريقتها وطريقها للتضامن».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية