كانوا ينتظرون «موسم انتخابات الرئاسة» بلهفة، لعله يساهم في خروجهم من كساد عانوا الأمرَّين منه بعد الثورة.
لم يطمعوا في الجزء الأكبر من «الكعكة»، واكتفوا بحلم الاكتفاء بطباعة مجرد عدة آلاف من «البوسترات» و«البنرات» التي ربما تأتي من أفراد معجبين بمرشحين بعينهم، ويقومون بطباعتها على حسابهم الخاص.. هكذا حال أصحاب وعمال المطابع وشركات الدعاية الصغيرة بشارع «محمد علي» الشهير بأعمال الدعاية والإعلان.
في هذا الشارع القريب من وسط القاهرة، والذي يضم أشهر الأسواق في مجال الطباعة والدعاية والإعلان كان العاملون يأملون في حدوث انتعاشة في تجارتهم مع احتدام المنافسة بين مرشحي الرئاسة ورغبة أنصار كل مرشح في حشد الناخبين بطرق الدعاية التقليدية «ورق وبوسترات وبانرات»، كما يحدث مع كل موسم انتخابي.
في أول الشارع وأمام «دار الكتب» يجلس عم يحيى كمال، صاحب مطبعة، مهموما ويقول إنه يعمل في هذه المهنة منذ أكثر من 30 عاما ولم يشهد كسادا بالسوق كما يشهده في مثل هذه الأيام، مضيفا أن حال السوق لم يعد يسر وتم الاستغناء عن بعض العمال في بعض المطابع لمحاولة تقليل الخسائر، كما لجأ آخرون إلى تقليل عدد ساعات العمل لمحاولة تجاوز الأزمة.
وقال عم كمال: «رغم أن هذه هي انتخابات الرئاسة التعددية الأولى التي تشهدها مصر، ولم نكن نعلم حجم الشغل المتوقع، فإنه على أقل تقدير كان متوقعا أن تكون الحركة بالسوق أفضل مما عليه الآن، لأن المواسم بالنسبة لسوق الدعاية والإعلان هي مواسم انتخابات من شعب وشورى ومحليات ورئاسة، لكن انتخابات الشعب هي الذروة، والرئاسة أقل المواسم من حيث حجم الشغل ولا توجد مطابع كثيرة تعمل على دعاية المرشحين، اللهم إلا الشغل العشوائي».
وداخل «أزقة محمد علي» استوقفتنا مطبعة بها بوسترات لـ «أبو اسماعيل» و«شفيق»، قابلنا بها المهندس محمود هاشم، الذي قال: «مع بداية الانتخابات كان هناك بعض الشغل الدعائي المطلوب لأبو اسماعيل، وكان يأتي من أشخاص عشوائيين من أنصار الشيخ، فكان أحدهم يطلب 1000 أو 2000 بوستر صغير الحجم حتى يقوم بتوزيعه على الناس في الشارع، لكن هذا الشغل لم يكن كثيرا، وبعد استبعاد الشيخ لم يأتِ أحد يطلب أي ورق دعاية سوى لأحمد شفيق».
واختتم هاشم قائلا: «انتخابات المحليات القادمة أصبحت هي الأمل الأخير للسوق وإلا ستتأثر صناعة الدعاية والإعلان بالشارع سلبيا، إلى مدى لا يعلمه إلا الله».