أثارت تصريحات الدكتور محمد النشار، وزير التعليم العالي الجديد، في مجلس الشورى، الأحد، بأن «أستاذ الجامعة صاحب الرسالة اختفى.. والموجود حاليا عايز عسكري يحركه ويوجهه»، استياء أعضاء هيئات التدريس في الجامعات، وقرر الأساتذة الدخول في اعتصام أمام البرلمان، الأحد المقبل، ضد الوزير و«إقامة جنازة تحمل نعشا لإعلان وفاة وزارة التعليم العالي».
وقالت اللجنة التنفيذية لمؤتمر «31 مارس» الداعية لإضراب الأساتذة في بيان لها تحت عنوان «قبل الانفجار»، الإثنين: «آن الأوان لأن ينتبه الجميع أن التعليم العالي في خطر، خاصة بعد تصريحات الوزير، فنحن لسنا تجار كتب».
وأوضح البيان أنه بناء على التصريحات الأخيرة للوزير، قرر الأساتذة الدخول في اعتصام أمام مجلس الشعب، الأحد 20 مايو، بالإضافة إلى الاتفاق مع كل الحركات الجامعية على إقامة جنازة تحمل نعشًا لإعلان وفاة وزارة التعليم العالي، وإقامة سرادق لتقبل العزاء، كما أشار البيان إلى أنه سيعلن الحداد في كل الجامعات المصرية بالإضراب حتى إفاقة الوزارة من غيبوبتها وإقالة من تسبب في تدهور التعليم العالي والاستجابة لمطالب الجامعات المصرية.
من جانبه قال الدكتور هاني الحسيني، عضو مؤسس «حركة 9 مارس لاستقلال الجامعات»، إن تصريحات الوزير لا تحتاج لتعليق «لأنه لا يصلح أن يكون وزيرا أو رئيس جامعة، وقد يكون أستاذ هندسة جيدا»، مشيرا إلى أن دور «النشار» الآن هو وقف تحسين أوضاع هيئة التدريس، خاصة أن الدكتور كمال الجنزوري غير راض عن زيادة الرواتب ووافق «مضطرا» على زيادة موازنة التعليم.
فيما قال الدكتور عبد الله سرور، وكيل مؤسسي النقابة المهنية لأعضاء هيئة التدريس «تحت التأسيس»: «إذا قال الوزير هذا الكلام فلابد أنه في حالة غير طبيعية لأنه من غير المنطقي الدخول في خصومة مع الأساتذة»، مشددا على أن هذه التصريحات غير مقبولة سواء من الوزير أو غيره، حسب تعبيره.
في سياق متصل، أعلن نادى أعضاء هيئة تدريس جامعة عين شمس، رفضه لتصريحات وزير التعليم العالي، والتي قال فيها إنه يفضل عودة الحرس الجامعي داخل الجامعات، بالإضافة لترجيحه شغل المناصب القيادية من خلال التعيين.
وأضاف البيان الصادر عن نادى هيئة التدريس أن هذه التصريحات تعتبر «ردة إلى الوراء عن مكتسبات ثورة 25 يناير، واتجاها مضادا لرغبات ومتطلبات أعضاء هيئة التدريس»، مؤكدا أن هذا النهج يعود بالتعليم العالي إلى سياسات ما قبل الثورة.
في المقابل أصدر الدكتور محمد النشار، وزير التعليم العالي، بيانا، الإثنين، أكد من خلاله حرصه على زيادة مرتبات أعضاء هيئات التدريس بالجامعات بما يوفر لهم الحياة الكريمة، ويتفق مع ما يقومون به من جهود متميزة في العملية التعليمية والبحثية داخل الجامعات، مشيرا إلى أن الزيادة التي يتطلع إليها أعضاء هيئات التدريس في رواتبهم، تعد من حقوقهم الأساسية وسوف يتم بذل كل الجهود المطلوبة من أجل تحقيق هذا المطلب العادل.