x

زوجة «بن على» تكشف كواليس الحكم والهروب فى «حقيقتى»

السبت 12-05-2012 17:21 | كتب: منة الله الحريري |
تصوير : أ.ف.ب

تعتزم ليلى الطرابلسى، زوجة الرئيس التونسى المخلوع زين العابدين بن على، نشر مذكراتها فى كتاب بعنوان «حقيقتى» سيصدر عن إحدى دور النشر الفرنسية، حيث أعلن عنه فى موقع «أمازون» الإلكترونى المتخصص فى بيع الكتب، وسيتم طرحه فى الأسواق فى 24 مايو المقبل، بسعر 21 دولاراً للنسخة.

وبعد عام ونصف العام على الثورة التونسية، ينتظر التونسيون صدور «حقيقتى»، حيث تروى الطرابلسى كواليس الساعات الأخيرة قبل هروبها وبن على إلى المملكة العربية السعودية، وما سمته «انقلاباً» تم الإعداد له سلفاً بمشاركة أطراف أجنبية.

وتناقلت مواقع فرنسية معلومات أولية عن الكتاب الذى أكدت أنه يحتوى على 4 فصول، حيث يتضمن الفصل الأول طفولتها مع والدتها وإخوتها وأخواتها، مشيرة إلى حادثة انتحار والدها فى السبعينيات، بعد أن خسر أملاكه بسبب السياسة الاشتراكية التى طبقها نظام الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة فى مرحلة الستينيات، لافتة إلى أن تلك الحادثة «غيّرت مسار حياتها».

وتناولت زوجة بن على، الشهيرة باسم حاكمة قرطاج، فى الفصل الثانى قصة الحب التى تجمعها بالرئيس المخلوع حتى الآن، على الرغم من كل المحاولات للفصل بينهما، والغيرة التى ميزت بن على وجعلته يفرض عليها مراقبة دائمة.

وتعرض الفصل الثالث إلى حياتها منذ زواجها بالرئيس المخلوع بعد طلاقه من نعيمة الكفى عام 1991، نافية أى تدخل لها فى الشؤون السياسية والدبلوماسية فى تونس. وتناولت تفاصيل علاقتها بزوجة أمير قطر، الشيخة موزة، وعائشة ابنة العقيد الليبى الراحل معمر القذافى، وسهى عرفات زوجة رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية الراحل ياسر عرفات.

وركزت فى الفصل الأخير، حسب ما نقلته صحيفة «البيان» الإماراتية عن مصادر مقربة، على بداية الثورة وسقوط النظام، وتقديم عبدالعزيز بن ضياء، مستشار بن على، تقارير خاطئة عن الثورة التونسية، وتآمر صخر الماطرى مع حزب التجمع الدستورى الديمقراطى للإطاحة بـ«بن على، ودور مدير أمن الرئاسة، على سيرياتى، فى مغادرة بن على تونس.

واعتبرت «ليلى» أن المخابرات البريطانية والفرنسية والأمريكية والقطرية كانت وراء سقوط بن على، مشيرة إلى أن «مروان المبروك، صهر بن على، أسهم بدور كبير فى إقناع الفرنسيين أن النظام انتهى، وأن الأجهزة الأمنية الفرنسية كانت تعمل على إسقاط حكم بن على فى الوقت الذى كان فيه ساركوزى يتحدث عن عكس ذلك».

ونقلت صحيفة «البيان» الإماراتية عن مصادر مُقربة، أن صخر الماطرى، صهر بن على، والأمين العام لحزب التجمع الدستورى الديمقراطى، الحزب الحاكم سابقاً محمد الغريانى، أعدا للانقلاب فعلاً. وتدعم تلك المعلومات ما سبق أن نشر عن أن الماطرى والغريانى قضيا ليلة 14 يناير 2011 معاً، وأن الأخير وجّه رسائل نصية عن طريق الهاتف إلى بعض السياسيين والأمنيين يعلمهم فيها إمكانية وصول زعيم حركة «النهضة» راشد الغنوشى إلى تونس فى ذلك اليوم.

وتحدثت الطرابلسى عن تلقى الماطرى عام 2007 برقية تهنئة من الغنوشى، اللاجئ السياسى فى لندن آنذاك، بعد تأسيسه إذاعة الزيتونة للقرآن الكريم، وأن «سليم شيبوب، الصهر الآخر لـ«بن على»، سافر فى 12 يناير 2011 إلى طرابلس ليقنع القذافى بضرورة تقديم الدعم المالى للحكومة التونسية لمساعدتها على وقف الاحتجاجات التى عمّت البلاد، بسبب ارتفاع نسب البطالة والفقر».

وكتبت الطرابلسى أن بن على «شعر بخطورة الموقف خلال الأيام الأربعة الأخيرة لحكمه، خصوصاً مع اتساع دور الاتحاد العام التونسى للشغل فى قيادة الاحتجاجات والإضرابات العامة»، مضيفة أن زوجها «أصبح يتجنب الحديث معها وكأنه يحمّلها المسؤولية عن كل ما حدث، بعد انتشار شعارات وهتافات تتهمها وأسرتها بسرقة أموال الشعب والوصول إلى الوضع الذى آلت إليه تونس».

وذكرت مصادر أنه تم إرجاء نشر الكتاب بعد تدخل مباشر من أطراف فرنسية كانت تخشى أن تهز بعض المعلومات صورة الرئيس الفرنسى السابق نيكولا ساركوزى لدى الناخبين الفرنسيين، الا أنه بعد خسارته أمام منافسه الاشتراكى الرئيس المنتخب فرانسوا هولاند، أُفسح المجال أمام الكتاب ليرى النور، إذ سيصدر من دون أى ضغوط ليكون شهادة للتاريخ، من وجهة نظر مؤلفته.

 

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية