اعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن دور الإسلام في الحكم أصبح مركز حملات المرشحين لانتخابات الرئاسة، مشيرة إلى أن ذلك ظهر واضحًا في المناظرة الرئاسية التي تمت بين المرشحين عمرو موسى وعبد المنعم أبو الفتوح.
وقالت إنه «قبيل الانتخابات باثنى عشر يومًا، يظهر أبو الفتوح، المرشح الذي يطرح نفسه كإسلامي ليبرالي تارة بأجندة علمانية جدًا أو دينية جدًا، في المناظرة التي استمرت 4 ساعات، والتي كانت مجرد خيال قبل عام من الآن، وقبل الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك، وحصول الإخوان المسلمين على دور إسلامي محوري ضمن جماعات إسلامية أخرى في مصر».
وأضافت: «أما موسى، وزير الخارجية الأسبق في عهد مبارك، فطرح نفسه باعتباره (خبيرا) في الشريعة الإسلامية، واتهم أبو الفتوح أكثر من مرة بتبني أجندة متشددة مستندًا على خلفية أبو الفتوح».
وأوضحت أنه «رغم أن المرشحين يقولون إن الأمن العام والاقتصاد أهم القضايا التي يهتم بها الناخبون، فإن المناظرة ألقت الضوء على دور الإسلام في الحياة العامة كقضية أساسية للجدل بين المرشحين المتبارين».
وعلى العكس، بحسب تعبير الصحيفة، «شنت جماعة الإخوان المسلمين عدة حملات هجوم على أبو الفتوح واتهمته بالتقرب من الليبراليين (الكفار)، وبدا وكأنها نحت مجهوداتها للظهور كحركة معتدلة، فيما أبدت تعاطفًا مع آراء السلفيين الذين يريدون منه منع غير المسلمين من الوصول للرئاسة وفرض رقابة على الأعمال الأدبية التي تعتبر (مسيئة للمسلمين)».
وأضافت أن الجماعة لم تشارك في المناظرة لأن لديها مرشحا رئاسيا آخر هو محمد مرسي، الذي يأتي بعد المرشحين الآخرين في استطلاعات الرأي، لكن بعد هجوم موسى على أبو الفتوح باعتباره رديكاليا منغلقا، قامت الجماعة بإصدار بيانين واسعي الانتشار يهاجمان أبو الفتوح بسبب ليبراليته.
وأشارت إلى أن محمود غزلان، المتحدث الإعلامي باسم الإخوان، كان قد قال إن السلفيين عام 2003 هاجموا أبو الفتوح بسبب دفاعه عن حق غير المسلمين في تولي الرئاسة، كما أنهم هاجموه بسبب دفاعه عن حرية الكتاب في نشر موادهم الأدبية مهما كان محتواها، كما أنهم غضبوا بشدة عندما زار أبو الفتوح بنفسه نجيب محفوظ الكاتب الحاصل على جائزة نوبل في الأدب، لحثه على نشر روايته المثيرة للجدل «أولاد حارتنا».
وكشف غزلان أن السلفيين قاموا بمدح قيادات الإخوان بعد أن أخرجوا أبو الفتوح وإصلاحيين آخرين من الجماعة، ووصف موقف أبو الفتوح بأنه «محير وصعب على الفهم»، مشيرًا إلى أن أبو الفتوح نفسه «لا يتنافس على الرئاسة باعتباره إسلامياً حقيقياً».