قال الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، إن مصر تعيش حالياً «فترة قلقة مليئة بالترقب والانتظار، وتحتاج إلى إخلاص النوايا وتضافر الجهود، لانتشالها من قلب المشكلات والأزمات التي تأخذ بخناقها».
وطالب «بديع»»، في رسالته الأسبوعية، الخميس، كل القوى الوطنية والأحزاب السياسية والتجمعات الشبابية والثورية، بـ«إحياء روح الثورة التي سادت البلاد إبان قيامها في أيامها الأولى، وتقديم المصلحة العامة على المصالح الشخصية والفئوية والحزبية واحترام الإرادة الشعبية والقواعد الديمقراطية أيًّا كانت نتيجتها».
وشدد المرشد على «ضرورة الالتزام بسلمية الثورة على طريق تحقيق أهدافها مهما كان الثمن والتبعات، ومهما قابلنا من المصاعب والمشقات والتمسك بخريطة الطريق لإنشاء المؤسسات الدستورية والإصرار على نقل السلطة إليها نقلاً سلميًّا في المواعيد المحددة، مؤكداً الحرص على نزاهة الانتخابات وعدم السماح بتزويرها».
ودعا «بديع» إلى ضرورة الإصرار على أن يأتي الدستور «معبراً عن الإرادة الشعبية، وملبيًا للآمال والطموحات التي تتطلع إليها الجماهير، كما يجب تطهير القوانين من التشريعات التي تقنن الظلم وتحمي الفساد، والتي شرعها النظام البائد، مع تكريس الحريات وحمايتها بالقوانين والتشريعات، حيث دفع الشعب المصري في هذه الحرية ثمنًا غاليًا على مدار عشرات السنين، ولذلك لن يسمح لأحد أن يسلبها منه بعد أن ذاق حلاوتها»، موضحاً أن هذه كلها ضرورات لأساس قيام النظام الصالح الرشيد في كل إدارات الوطن ومؤسساته.
وتابع: «لتحقيق النهضة لا بد أن تطلق الحرية للدعاة والمصلحين، وتفتح لهم أبواب الإعلام، لتعليم الناس أمور دينهم بعباداته المربية والمهذبة، وأخلاقه الفاضلة، ومعاملاته الكريمة وتحضر الهمم للعمل والإتقان، فإن بناء الإنسان الصالح من أهم مقومات النهضة، والعنصر المعنوي لا يقل أهمية عن العنصر المادي».
وأكد «بديع» أنه «لا نجد غضاضة في الاستفادة من تجارب وخبرات غيرنا من الدول التي سبقتنا في مضمار النهضة، فالحكمة ضالة المؤمن أنَّى وجدها فهو أحق الناس بها، وهذا ما قمنا به أثناء إعدادنا مشروع النهضة، فإن الأخذ بكل معطيات العلم، ووسائل التقنية في كل المجالات نراها واجباً شرعياً ووطنياً وإنسانياً».
ولفت إلى أن «التعاون مع إخواننا في العالم العربي، هو مساعدة مصر في نهضتها ويعد بمثابة بُعد استراتيجي لقوة الأمة العربية التي ما ضعفت إلا بضعف مصر، وما قويت إلا بقوة مصر، مع التأكيد على السعي لإقامة السوق العربية المشتركة، وكذلك توطيد العلاقات مع كل دول أفريقيا، خصوصاً دول حوض النيل».
وتابع: «ائتمن الشعب المجلس الأعلى للقوات المسلحة على إدارة البلاد في الفترة الانتقالية، وكان المفروض أن تكون قصيرة، إلا أنها للأسف الشديد طالت بأكثر مما ينبغي، فتعطلت عمليات تطهير مؤسسات الدولة من الفاسدين، وتعثرت المسيرة الديمقراطية، وتوقفت عمليات التنمية، وانصرف المستثمرون».