«عندى 28 سنة، وساكن فى الدويقة، فى غرفة بحمام مشترك، وعندى 3 أولاد، وشغال فى المبنى ده»، هكذا تحدث أحمد حلاوة، «مبلط»، مشيراً بإصبعه إلى مبنى المجمع العلمى، وأضاف: «ما أعرفش اسمه، لكنى علمت أنه مبنى بتاع كتب، وأعمل فيه مبلط رخام، والشنيور قطع حتة من صباعى وأنا شغال، ولسه هاروح للدكتور، أشوف محتاج غرز، ولا لأ» ـ يذكرك منظر إصبع «حلاوة» بإصبع الفنان عادل إمام، فى فيلم «الواد محروس بتاع الوزير». وقال «حلاوة» الذى كان يحمل فى يده «حقيبة بلاستيك» تحتوى على ملابس، وآثار دماء حديثة تغطى كف يده: «بصراحة أنا هنا منذ 3 أيام بس، وكنت شغال قبلها فى مدينة الشروق، والمقاول قال لى تعالى معايا نشتغل هنا، ودخلنا المكان ده اللى معرفش اسمه، لقيت ناس كتير شغالة فى البلاط والنقاشة والخشب». وأضاف: «إمبارح بصيت وقلت للمقاول: إحنا فين، فرد: إحنا فى ميدان التحرير، فقلت له: يا نهار أسود، افرض جات لى رصاصة كده ولا كده. ساعتها الناس ضحكت، وقالوا لى: ضرب الرصاص انتهى، اطمن يا اسطى».
وتابع «حلاوة»: «بصراحة أنا عمرى ما دخلت التحرير من ساعة الثورة، ويومى فى العمل ينتهى الساعة 12 ظهراً، وبعدها باروح لعيالى، وأحصل فى اليوم الواحد على 120 جنيهاً مع أى مقاول، لكن المكان ده حكومة، يا دوب أعمل فى اليوم بـ80 جنيه»، ويضحك: «الحكومة ورانا ورانا». وقال «حلاوة»: «أنا مش جاى أشارك فى المظاهرات، ولا أعرف الناس هنا بتهتف تقول إيه، بس شايف مشايخ كتير، ومشيت بينهم عشان أسأل عن مواصلة تودينى منشأة ناصر أو الدويقة».