استبعد خبراء البترول، إمكانية تهميش إسرائيل دور قناة السويس فى نقل البترول، عن طريق إحيائها خط أنابيب نقل البترول «تب لاين»، الذى كان يعمل داخل أراضيها فى الماضى، وشددوا على أن قناة السويس مجرى مائى متكامل، لا يقتصر على نقل بضاعة بعينها.
قال الدكتور حمدى البمبى، وزير البترول الأسبق، إن إسرائيل لا تستطيع التأثير على دور مصر فى مجال نقل البترول، خاصة أن مصر تمتلك بمشاركة السعودية والكويت والإمارات، «خط السمد» لنقل البترول من خليج السويس إلى البحر الأبيض المتوسط، بطاقة تصل إلى 120 مليون متر مكعب سنويا، مشددا على أن هذا الخط يعد واحدا من الخطوط العملاقة التى تساعد على نقل البترول الذى تحمله الناقلات الكبيرة، التى لا تستطيع المرور بقناة السويس.
وقال الدكتور محمد رضا محرم، أستاذ هندسة الاقتصاديات والموارد المعدنية والطاقة بجامعة الأزهر، إنه لا يمكن تهميش دور قناة السويس، مؤكدا أنها مجرى ملاحى متكامل، لا يقتصر على ناقلات البترول وحدها.
وأوضح أن خط العين السخنة، الذى انشأته مصر فى السابق لتخفيف الحد من مرور السفن العملاقة، كان سببا فى تخوف عدد من الخبراء من تأثيره على قناة السويس، إلا أنه بمرور الوقت أدى إلى التكامل مع القناة، مضيفا أن البترول سلعة مرتبطة بالسياسة، وأن الخليج ملتزم بنقله من خلال قناة السويس، لافتا إلى أن نقل البترول عبر قناة السويس عملية سياسية ترتبط بالدور العربى فى المنطقة.
وأكد «محرم» أن الأمر لن يكون أكثر من خط إسرائيلى داخلى، مشيراً إلى أنه يرتبط بجزء محدود من حركة البترول الذى يتجه إلى أوروبا، وأن حركة البترول أوسع من كونها تتجه لأوروبا فقط.
فيما قال الدكتور رمضان أبوالعلا، أستاذ هندسة البترول، بجامعة فاروس بالإسكندرية إن إسرائيل تتحرك فى جميع الاتجاهات للتأثير على قناة السويس، إذ قامت بعمل اتفاقية مع اليونان لإنشاء خط تغذية للمواد البترولية إلى أوروبا تحت حماية الطيران الإسرائيلى، خاصة بعد الاكتشافات الجديدة فى شرق البحر الأبيض المتوسط، وأن هذا الخط يستهدف تحديداً دول رومانيا وأوكرانيا وبلغاريا، مؤكدا أن هذا الخط قد يؤثر على قناة السويس بالسلب، خاصة إذا استخدمته دول الخليج مثل قطر والسعودية والكويت، وفى هذه الحالة قد يكون هذا الخط بديلا عن عبور السفن الآتية من دول الخليج، قناة السويس.
وتابع: «لهذا يجب على الحكومة المصرية العمل على تطوير الخطوط الموجودة وتوصيلها إلى سوريا وتركيا»، لافتا إلى وجود خط يصل بين مصر والأردن، وبالتالى من السهل توصيله إلى سوريا وتركيا، مشددا على أن هذا الخط يستطيع إمداد أوروبا بالبترول، معتبرا ذلك الحل الأمثل لمواجهة مخططات إسرائيل للتأثير على الاقتصاد المصرى، والتقليل من الأهمية الاستراتيجية لقناة السويس.
وأكد أن «خط السمد» الذى يربط البحر الأحمر بميناء سيدى كرير بالبحر الأبيض المتوسط، فى مقدمة الخطوط التى يجب تطويرها، مشيرا إلى أنه يجب على الحكومة وضع استراتيجية استثمارية لخطوط البترول الحالية، للاستفادة منها ومواجهة المخططات الإسرائيلية التى تستهدف التأثير على دور مصر الإقليمى وأهمية قناة السويس.