بدأ سباق المرحلة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقرر عقدها 5 مايو المقبل لتحسم من هو رئيس فرنسا القادم، وذلك بعد حصر المنافسة بين مرشح الحزب الاشتراكى فرانسوا هولاند، الذى تقدم فى الجولة الأولى، والرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزى، حيث يراهن المرشحان على أصوات «اليمين المتطرف»، بعد حصول مرشحة الحزب مارين لوبان على 18% من الأصوات، الأمر الذى يعد مفاجأة الجولة الأولى.
من جانبه، اعتبر «هولاند» أن تقدمه على «ساركوزى» فى الجولة الأولى من الانتخابات فى البلاد هو «رفض لـ(ساركوزى)»، «الذى عزز دون أن يدرى من وضع اليمين المتطرف، و«أنه فى أفضل موقع ليكون الرئيس المقبل للجمهورية»، بعدما نجح فى تحويل الانتخابات إلى استفتاء ضد ولاية «الرئيس طاغى الحضور».
فى المقابل، أكد «ساركوزى» أنه يخوض الجولة الثانية بـ«ثقة»، داعياً منافسه الاشتراكى، الإثنين ، إلى «عدم الفرار» من المناظرات الثلاث التى اقترحها لتشمل «المسائل الاقتصادية والاجتماعية والشؤون الدولية»، إلا أن «هولاند» رفض مفضلاً الاكتفاء بمناظرة واحدة كما هى العادة فى فرنسا.
وفى هذا السياق، أكدت صحيفة «لوماتان» اليسارية أن تراجع نتيجة «ساركوزى» أبرز دليل على رفض الفرنسيين لشخصه وسياساته، وعزمهم على التخلص من سنوات «الساركوزية»، كما يصفها مرشح اليسار المتطرف جان لوك ملينشون، الذى دعا إلى هزيمة «ساركوزى».
ورأت الصحف الفرنسية أن اليمين المتطرف بات «مفتاح حسم الانتخابات الرئاسية»، بعدما حققت «لوبان» نتيجة تاريخية وضعت اليمين المتطرف فى صلب الحياة السياسية وأخرجته من دائرة المحرمات، حيث لم يسبق لأى حزب من أقصى اليمين فى فرنسا أن حقق مثل هذه النتيجة فى انتخابات وطنية.
وبحسب استطلاع «إيفوب» فإن حوالى نصف ناخبى مارين لوبان (48%) سينتخبون «ساركوزى» فى الدورة الثانية، مقابل 31% منهم سيصوتون لـ«هولاند»،.
من جانبها، أكدت وزارة الداخلية الفرنسية، الإثنين ، تقدم «هولاند» فى الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية فى البلاد، بنسبة 28.63% من الأصوات، مقابل 27.18% لـ«ساركوزى».
وحلت «لوبان» فى المرتبة الثالثة بنسبة 17.9% من الأصوات، وجاء «ملينشون» فى المرتبة الرابعة بنسبة أصوات بلغت 11.11%، متفوقاً على مرشح «حزب الحركة الديمقراطية الفرنسية» المنتمى لتيار الوسط فرانسوا بايرو بنسبة 9.13%.
وتقاسم 4 مرشحين يساريين، بينهم مرشحة حزب الخضر إيفا جولى، ومرشح ينتمى ليمين الوسط، النسبة المتبقية من الأصوات.