عندما قتل أكثر من 20 مواطنا سوريا في قرية «بيت سحم» في ريف دمشق، قالت حينها وكالة الأنباء السورية (سانا) إن بناءً انهار أدى إلى مصرع عدد من المواطنين، ومن ثم تم الحديث عن انفجار عبوة ناسفة أودت بحياة 7 أشخاص.
أما الرواية الأخرى التي بدأ السكان يتداولونها فتقول إن 3 عائلات هربت من حمص كانت تقطن في البناء بعدما قام إمام المسجد بإيوائهم، وهو ما أزعج السلطات السورية فافتعلوا الانفجار. وأكد أحد شهود العيان من بيت سحم في حديثه لـ«المصري اليوم» أن القتلى هم من النساء والأطفال، إضافة إلى عائلة الشيخ، جزاء له على إيوائهم.
هذه بعض من روايات الرعب التي يعاني منها المواطنون المهجرون من حمص وإدلب في الريف الدمشقي. أما من تمكنوا من السكن عند الأصدقاء والأقارب، وما زالوا على قيد الحياة فيقول أحدهم ويدعى «أبو مصطفى»: «اشترط صديقي ألا أخرج من المنزل على الإطلاق، وأن ما أحتاجه يصلني إلى البيت دون عناء لأن الأمن لن يتسامح مع من يؤوي حمصيا».
ومن الروايات التي يتداولها الإعلام المحلي ولا يصدقها المواطنون أيضا هي تسليط الضوء فقط على اللاجئين من العائلات المسيحية أو الطائفة العلوية، لاستخدامها كورقة في تأجيج الصراع الطائفي. لكن شهود العيان وروايات السكان تؤكد أن الدمار والقتل والتشريد يطول الجميع.
في منطقة «السيدة زينب»، قام الأمن بطرد عشرات العائلات الحمصية، مسلمة ومسيحية، من بيوت استأجروها، أو آوتهم بعض الأسر القادرة، وبعض من يملكون المال قاموا باستئجار عشرات الشقق السكنية لاستيعاب الأعداد الكبيرة من النازحين.
ويقول (م. ج): «اعتقل الأمن والدي في مكان لا نعلمه منذ 3 أسابيع، والسبب كما قال رجال الأمن أنه يؤوي من عاقبهم السيد الرئيس».
أما في منطقة بساتين التضامن، فقد قام الشبيحة بطرد عائلات حمصية افترشت الأرض، وبنت خياما لحماية أطفالها من البرد، وفي منتصف الليل هاجمهم الشبيحة واقتلعوا الخيام وسط بكاء الأطفال وتوسلات النساء.
ورغم أن هجرة الحمصيين إلى دمشق أفرزت ظاهرة استنكرها الكثيرون وتمثلت في ظهور متسولين في الشوارع يستدرون عطف المارة الذين تعاطفوا مع أهالي حي بابا عمرو، إلا أن الغالبية العظمى تعيش في العاصمة دون صخب، ولا تخرج إلى الأسواق إلا للضرورة، وتتولى خدمتها لجان شعبية تم تأسيسها بواسطة ناشطين من الحراك الشعبي، وتقوم بتقديم الطعام واللباس، وأيضا عرض الأطفال المرضى وأمهاتهم وكبار السن على أطباء يثقون بهم.
ومن الظواهر الحديثة أيضا والتي تبرز تآخي أبناء دمشق وريفها مع المهجرين من حمص وإدلب وبقية المحافظات قيام بعض الشباب بالزواج من فتيات تم اغتصابهن من قبل رجال الأمن وضباط الجيش، وكتائب الشبيحة.