ألقت وزيرة الثقافة البحرينية، الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، مزيدا من البنزين على الأزمة المشتعلة بينها وبين أعضاء مجلس النواب، على خلفية انتقادهم لفعاليات «مهرجان الربيع» في البحرين.
أخبار متعلقة
وفي سابقة هي الأولى من نوعها، رفع رئيس المجلس خليفة الظهراني جلسة الثلاثاء بعد خلاف حاد بين النواب والوزيرة، التي وصفتهم بأنهم «ليسوا رجالا». وقالت الوزيرة عقب رفع الجلسة وهي تغادر القاعة باللهجة المحلية «ما في رياييل في المجلس»، الأمر الذي أدى إلى حدوث فوضى بالغة، إذ غادر النواب القاعة غاضبين، مؤكدين أنهم لن يعودوا إلى القاعة إلا بعد إقالة الوزيرة.
واتخذ النواب في اجتماع منفصل بعد رفع الجلسة قراري حاسمين، الأول هو رفع رسالة لملك البحرين لمطالبته بإقالة الوزيرة، والثاني تقديم طلب استجواب للوزيرة لإهانتها المؤسسة التشريعية، تمهيدا لسحب الثقة عنها وإزاحتها من التشكيل الحكومي.
واتهمت الوزيرة – المثيرة للجدل - النواب بإرسال أطفال وصفتهم بـ «المرتزقة» لتشويه فعالية ثقافية أقيمت على هامش مهرجان ربيع، والذي تنظمه الدولة ويلقى معارضة شعبية كبيرة، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد.
وانتقد النواب الوزيرة أكثر من مرة بسبب ما وصفوه «الإسراف وإهدار المال العام في الحفلات والمهرجانات والسفر للخارج»، وهو ما أكده تقرير ديوان الرقابة المالية – جهة رقابية حكومية - في السنوات السابقة.
وطالب وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، على موقعه الإلكتروني، النواب بالتماس العذر للوزيرة، قائلا «إخواني النواب الأفاضل.. التمسوا لأختكم الشيخة مي العذر.. فهي غاضبة مثلما أنتم غاضبون.. أخطاء الكلام تأتي مع الغضب.. فهي تشعر بأنها لا يقدرها أحد على خدمتها لوطنها، بل وتهان علنا، أعذروها فانتم أكرمون».
ورد عليه الناشط الحقوقي عباس بو صفوان عبر موقع «تويتر» أيضا قائلا «وزير الخارجية الخليفي يطلب من النواب أن يعذروا مي التي تمارس نشاطها الاعتيادي في إهانة الناس بدلا من أن يطلب من عضوة العائلة الحاكمة أن تعتذر لهم.. طبعا عائلة ترى نفسها فوق الناس».
وفي تصريحات خاصة لـ «المصري اليوم»، قال النائب محمد العمادي الذي قدم طلب استجواب الوزيرة إن إقالة الشيخة مي أو استجوابها تمهيدا لطرح الثقة بها «هو القرار الأخير الذي توصل له أغلب أعضاء مجلس النواب على خلفية الأحداث المتسارعة في جلسة الثلاثاء».
وكان العمادي قد قدم استجوابا آخر يحمل سيلا من الانتقادات لمهرجان الربيع، وانتقد النائب «تحدي الوزيرة بعدم تأجيل أو إلغاء الفعاليات الثقافية الهابطة للمهرجان»، على حد تعبيره.
