وصف الموقع الإلكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، اللواء مراد موافي، مدير جهاز المخابرات العامة المصرية، بـ«الرجل القوي الذي يعمل وراء الكواليس»، وقالت الصحيفة إنه: «فيما يتنزه جلعاد شاليط في العالم، ويبني لنفسه حياة جديدة، ويلتقط الصور مع نيكولا ساركوزي، بعد تحريره من الأسر منذ خمسة أشهر مضت، يبقى الرجل الذي بدونه ما كان لهذا الأمر أن يتم خلف الكواليس».
وأضافت الصحيفة: «هذا الراجل الذي يشار إليه على أنه السد، والذي منع زلازل كبيرة إضافية في منطقة الشرق الأوسط، وفي الأسبوع الأخير أيضاً قام بدور كبير في تفاهم التهدئة في قطاع غزة، هو مدير المخابرات المصرية، مراد موافي».
وتابعت «يديعوت أحرونوت» قائلة إن «الكثير من الأشياء تغيرت في مصر منذ سقوط حسني مبارك العام الماضي، الكثير من الدماء سفكت في ميدان التحرير وما حوله، المجلس العسكري ربما يكون هو الجسم الموجود في الجبهة، لكن من خلفه تحرس السلطة المخابرات العامة، بقيادة موافي، الذي خلف عمر سليمان، وعلى عكس سابقه، لا يظهر تقريباً في وسائل الإعلام، وتبقى سفرياته في معظمها سرية».
وكانت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية، قد نشرت تقريراً الشهر الماضي، عن مدير المخابرات المصرية، مراد موافي، بعنوان «الرجل السري الأقوى في القاهرة».
ونقلت «يديعوت أحرونوت» عن مسؤول إسرائيلي، قالت إنه يعرف مراد موافي، قوله إنه «يحظى بتقدير كبير في العالم العربي وفي المجتمع الدولي»، وعلى حد قوله، فإن «موافي صاحب تأثير كبير على المفاوضات، والتطورات والقضايا الحساسة في المنطقة، ولديه علاقة مباشرة مع السعودية، والأردن، وسوريا، والسلطة الفلسطينية، وحماس، وأيضاً مع روسيا والولايات المتحدة». وأضاف المصدر أن «العلاقات بين واشنطن والقاهرة، والتي أصبحت هشة باتت معلقة به هو تحديداً».
ووصفت الصحيفة «موافي» أنه «هو مهندس صفقة شاليط»، وقالت: «إن مصادر مختلفة أكدت أن موافي هو الذي بدأ المسيرة، هو الشخص الذي أجلس الطرفين للحوار».
وكان تقرير لصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية قد أكد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اتصل مباشرة بمراد موافي، في الوقت الذي كان فيه عدد من أعضاء البعثة الدبلوماسية «يواجهون خطراً على حياتهم أثناء الهجوم على السفارة الإسرائيلية».
كما أشارت «يديعوت أحرونوت» إلى أن موافي «عمل هذا الأسبوع كثيراً من أجل التهدئة في غزة بين حماس والجهاد من جهة، وإسرائيل من الأخرى».
وتطرقت الصحيفة الإسرائيلية إلى التاريخ العسكري لموافي، قائلة إنه- حسب المعلومات المنشورة- التي لا يمكن التحقق منها، فإن مراد موافي شارك في حرب أكتوبر، وتولى العديد من المواقع القيادية في الجيش المصري، ثم المخابرات الحربية والعامة.
وقالت إن: «الخلفية العسكرية لموافي ساهمت بشكل كبير في قفزته على المستوى السياسي»، وأضافت: «في يناير 2011، حصل موافي على فرصة حياته، مع اندلاع الثورة، حاول مبارك إرضاء المتظاهرين، الذين طالبوا برحيله وعين سليمان نائباً له، وتم تعيين موافي مديراً للمخابرات العامة».
وتابعت «يديعوت أحرونوت»: «كي نفهم القوة التي في يدي موافي، يجب أن نذكر القوة التي أدخلها سليمان على المنصب، وليس لها شبيه لأي وزير في الحكومة، رئيس المخابرات العامة يقرر وينفذ، هو يتحكم في الذارع الأقوى في مصر، والذي يتدخل تقريباً في كل المجالات، سواء العلاقات الخارجية أو الشؤون الداخلية».
وقالت إن: «موافي أحكم سلطته بسرعة على المنصب، وكانت له علاقات جيدة مع الأمريكيين، اتضحت بعد عفو المجلس العسكري عن المعتقل السياسي محمد الظواهري، شقيق قائد تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، وبعد أيام من التوجه بطلب لموافي، أعيد الظواهري مرة أخرى إلى السجن»، إلا أنها أشارت أن علاقاته مع الغرب «ليست مثالية تماماً».
وأشارت إلى أن صحيفة «وول ستريت جورنال» ذكرت في أبريل الماضي أن ثمة قلقاً في أوساط المسؤولين في إسرائيل والولايات المتحدة، وأوربا من «تعاون موافي مع حكومة مصرية جديدة، تستجيب أكثر للرأي العام».
وقالت الصحيفة إن «موافي» اجتمع مرتين مع قيادات المعارضة المصرية، وإنه رفض رفع حالة الطوارئ قائلاً إن «الأمر سيظهر وكأنه استسلاماً للولايات المتحدة»، وأشارت «يديعوت أحرونوت» إلى أنه في أحد الاجتماعين طالبت قيادات المعارضة بإقالة رئيس الوزراء عصام شرف، فقال: «إذا أقلناه سيظهر كبطل قومي».
وعلى صعيد القضية الفلسطينية، حقق «موافي»، كما تقول «يديعوت أحرونوت»، «نجاحاً كبيراً وأحدث تغييرات درامية في مجالات فشل فيها سليمان، نجح في عقد المصالحة الفلسطينية التاريخية بعد محادثات في القاهرة بين حركتي فتح وحماس، ومن وقتها أصبح شخصية موثوق فيها ومقبولة ونزيهة».
وأضافت الصحيفة أن «موافي عمل من وراء الكواليس أيضاً بعد التوقيع على الاتفاقية من أجل حل الخلافات الكبيرة»، وتابعت: «الفلسطينيون يرون في موافي المنقذ في مجالات كثيرة، مؤخراً توجهت حماس لمصر طالبة مساعدتها والتدخل في قضية المعتقلين الأربعة الذين سبق أن أطلقت إسرائيل سراحهم بموجب صفقة شاليط، هذا أيضاً ما فعلته الجهاد الإسلامي، التي طلبت تدخله للضغط على إسرائيل من أجل المعتقلة الإدارية هناء شلبي، التي تم اعتقالها بعد إطلاق سراحها في الصفقة، والتي بدأت إضراباً عن الطعام منذ حوالي شهر. والذي يمسك بخيوط كل هذه الأشياء هو موافي».
ونقلت الصحيفة عن من قالت إنه مسؤول يعرف «موافي» جيداً قوله: «هو شخص خطير ويعرف أمورنا جيداً، لكن ليس كسابقه، هو مازال جديد»، وأضاف: «هو لطيف ويقظ، ولديه اتصالات جيدة، ليس من العدل المقارنة بينه وبين سليمان، لأن موافي يعمل في ظروف أكثر صعوبة»، وأشار أنه رغم ذلك حقق نتائج مثل «صفقة شاليط» و«صفقة جرابيل».