أثار وزير الثقافة، الدكتور صابر عرب، السبت، استياء العديد من الفنانين والمثقفين، خلال افتتاحه لموسم الفنون المستقلة الأول المسرحي، في دورته الرابعة بمركز الهناجر للفنون، حيث قال: «الفنانون الذين يخشون على مستقبل الفن في ظل وجود التيار الإسلامي السياسي وأخونة الدولة، هم الذين يصنعون فنا مبتذلا وضعيفا»، وهو ما أدى إلى شن عدد من المثقفين والفنانين حملة شرسة ضد تصريحات «عرب»، ووصفوها بأنها «تصريحات رجل غير معتدل».
وقال «عرب»: «من ينتج فنا يعبر عن ثقافة المجتمع واحتياجاته ومستقبله، هو ذلك الفن الذي سيكتب له البقاء»، مضيفا أن «لقاء الرئيس بالفنانين والمثقفين، تعد رسالة مختصرة تحمل فى مضمونها دعم الدولة للمستقبل، وللبنية الأساسية للوطن وللتنمية، وهي (الثقافة والفن)».
في المقابل قالت الفنانة إلهام شاهين إن «تصريحات وزير الثقافة تدل على أن البلد خربت خلاص»، مضيفة: «ما كنا نخاف أن يأتي جاء بالفعل، وهو أن يتأثر الفن في مصر بصعود التيارات الإسلامية، والدليل ما قاله وزير الثقافة»، لافتة إلى أن «الكارثة في تصريحات الوزير هو في أنه يمثل الدولة، لكنه لو كان يمثل نفسه لكنت اعتبرت كلامه رأيا شخصيا».
وأضافت: «معنى ذلك أن الوزير يحطم بذلك كل ما قاله الرئيس محمد مرسي في لقاءه بالفنانين، بأنه يحترم حرية الفن والإبداع»، مشيرة إلى أن «هناك ثلاثة أفلام تتضمن مشاهد ساخنة و(عري)، وحصلت على جوائز في مهرجان فينيسيا وهي (واحد صفر)، و(إحكي يا شهر زاد)، و(المسافر)».
وطالبت «إلهام» وزير الثقافة بأن «يقيم مستوى الابتذال في هذه الأفلام، ويوضح لنا الفرق بين الفن المبتذل والمحترم»، قائلة إن «الوزير أراد أن يرضي جميع الأطراف»، معتبرة أنه «من الغباء بعد مرور 112 عاما على السينما، نتحدث عن الحلال والحرام في الفن، ومن يوضح الفرق هم النقاد وليس رجال الدين».
من جابنه تعجب الكاتب والأديب يوسف القعيد، من تصريحات وزير الثقافة، باعتباره أن «كل من يرفضون الأخونة هم أصحاب فن هابط ومبتذل»، لافتاً إلى أن «كلامه هو حكم تعميمي، والوزير نفسه ضد الأخونة».
أما الكاتب والروائي جمال الغيطاني، فقال: «أتمنى أن يكون هناك سوء فهم لتصريحات الوزير، لأنها تتعارض تماما مع رأيه، الذي أعلنه منذ أيام بشأن احترامه لحرية الفن والإبداع، وقال إنه لا يجب ان نتخذ من الفن المبتذل حجة لضرب الفن عموماً».
فيما أشار الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، إلى أن «من يخافون من أخونة الدولة يشعرون بذلك لأسباب واقعية، وليس لأنهم مبتذلون»، مؤكدا أن «الإخوان خدعونا منذ قيام الثورة وحتى الآن»، مشيرا إلى أن أصحاب الفن المبتذل ليس لهم أصوات، وأن المسؤولية تقع على من يذيعون أصواتهم.
وتعجب «حجازي» من أن «رجلا عاقلا ومعتدلا يقول مثل هذا الكلام»، مضيفا: «أربأ بوزير الثقافة بأن لا يكون تابعا أو منافقا لأي تيار».
فيما قال الكاتب حلمي نمنم إن «المخاوف من التيارات الاسلامية هي مخاوف حقيقية، والدولة فشلت في التعامل مع هذه المخاوف، والدليل تصريحات وزير الثقافة»، مضيفا: «الفن المبتذل هو الذي يجد مكانا في دولة سلطوية مثل دولة (محمد مرسي)».