أكد الدكتور صابر عرب، رئيس هيئة الكتاب، أن معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته المقبلة سيكون مختلفا عن الدورات السابقة بنسبة 100%، نافيا وجود مشاكل مع الناشرين، بسبب ضيق المساحة بعد نقل المعرض إلى مركز المؤتمرات.
وأعرب «عرب» عن أمله فى أن تشارك الجزائر فى المعرض، مؤكدا استعداد الهيئة لتوفير كل الإمكانيات لتسهيل مشاركتها.
■ ما الصعوبات التى واجهتكم فى تجهيز المكان الجديد فى مركز المؤتمرات بمدينة نصر؟
- المكان القديم للمعرض كان معروفا بالنسبة لنا، ولدينا ملف خاص بالتصميم والفراغات وأماكن العرض وقاعات النشاط الفنى، أما مركز المؤتمرات فهو مختلف، ومساحته أقل، لكنه معد إلكترونيا بشكل أفضل، وبه قاعات وأماكن عرض منظمة، ويتميز بنظافته وتوافر كل الخدمات به، ونحن راعينا فى التصميم الحفاظ على النشاط القديم نفسه، مثل سور الأزبكية، والنشاطات الثقافية والفنية، لإقامة معرض بمواصفات مختلفة بنسبة 100%.
■ ألم يتسبب ضيق المساحة فى مشاكل مع الناشرين؟
- الناشرون تفهموا الوضع، لأكثر من سبب منها أنهم يشعرون بالجدية من جانب الهيئة، واشتركوا معنا فى كل الترتيبات وفى إعداد التصميمات وخرائط العرض، حتى يخرج معرض يليق باسم مصر.
■ من الذى تولى تصميم المعرض هذا العام؟
- التصميم قامت به شركة إنجليزية متخصصة فى إقامة المعارض، وهى المسؤولة عن تصميم معرض لندن، وعدد من المعارض المختلفة، وهذا شىء لم نقم به فى السنوات السابقة، ويعطى المعرض روحا واحدة.
■ كم عدد الدول والناشرين المشاركين فى المعرض؟
- رغم إغلاق باب التقدم للمشاركة فى المعرض منذ أكثر من أسبوعين، فإن الطلبات ما زالت مستمرة، وهناك هجوم من جانب الدول ودور النشر للمشاركة فى المعرض، ونحن نحاول تلبية بعضها وفقا لاعتبارات المساحة، لكن حتى الآن هناك 385 ناشرا مصريا، و215 عربيا، و32 أجنبيا، وحوالى 632 دار نشر.
■ هل تقدمت الجزائر بطلب للمشاركة فى المعرض؟
- للأسف هذا لم يحدث، وكنا نأمل أن نفتح معها صفحة جديدة، وتكون الثقافة هى القوة الناعمة لإذابة الجليد، وبالفعل وجهنا دعوة رسمية لاتحاد الناشرين الجزائريين، وأنا تحدثت بصفة شخصية مع سفير الجزائر فى القاهرة، وطلبت تدخله، لكن حتى الآن لا توجد استجابة، ورغم ذلك، ما زلنا نأمل فى مشاركتهم، ومستعدين لقبولها فى أى لحظة، وتذليل أى عقبات تتعلق بالمساحة حتى يشاركوا فى المعرض.
■ ما أهم محاور البرنامج الثقافى للمعرض؟
- يتضمن المعرض هذا العام محورا مهما حول الهوية والمواطنة، لأننا نعتقد أنها من القضايا المجتمعية والإنسانية التى يجب أن تكون قضيتنا الأساسية باعتبارنا دولة مدنية وليس دينية، وأضفنا هذا العام محورا جديدا وهو الاحتفاء بمصريين نجحوا فى الخارج، مثل فاروق الباز، وهانى عازر وأحمد زويل، إلى جانب الاحتفاء بمئوية نجيب محفوظ، من خلال مناقشة دوره فى السينما والسياسة، وأفلامه التى نفذت فى المكسيك، ومحور آخر تحت عنوان «حضور رغم الغياب»، نحتفى خلاله بعدد من الراحلين مثل الكاتب الجزائرى محمد أركون، والمغربى محمد عابد الجابرى فى المغرب، وأسامة أنور عكاشة، وصلاح السقا، والطاهر وطار، وفاروق عبدالقادر، ومحمود السعدنى، وعدلى رزق الله، ومحمد عفيفى مطر، ومحمد عواد، وفى محور كاتب وكتاب اخترنا 11 كتابا من بينها مذكرات نوبار باشا، ومصر ودول حوض النيل، والتصوف والسياسة، والتراث الإسلامى والمسيحى، وكتاب مهم تحت النشر عن التعليم، عنوانه فرصة للإنقاذ، إلى جانب موائد مستديرة حول الملكية الفكرية، وصناعة النشر، والصحافة الثقافية، ومحور لمناقشة كتب من كلاسيكيات القرن الـ19.
■ أرى أن هناك اهتماما بمحور المواطنة، فهل لذلك علاقة بما تشهده مصر من أحداث طائفية؟
- لم نكن نقصد هذا، ولكنه داخلنا، وفعلناه لأنه واجبنا، لم نكن نتجمل فى اختياراتنا، وأنا أقول لأولادى وأصحابى إن هذا البلد ملك للجميع، ولا يجب أن يسخر لصالح فئة على حساب أخرى مهما كان حجمها، بالطبع نحن نشعر بالحزن لما وصلنا إليه.
■ بصفتك مسؤولا عن معرض وهيئة الكتاب كيف تتعامل مع هذه المسألة؟
- نحن نرفض نشر بعض الكتب، ونركز على الكتب التى تخاطب العقل، وتعظم قيم المجتمع المدنى، وننشر الكتب الدينية الصحيحة السليمة، ولا نساهم فى هذا الجدل الطائفى.
■ المعرض فى السنوات السابقة كان يتجاهل ما يحدث فى المجتمع ولا يستضيف شخصيات سياسية، بحجة إبعاد الدين والسياسة عن الكتاب، فهل نجد هذا العام عودة للواقع؟
- نعم، برنامج هذا العام مختلف ونستضيف فيه عددا من الرموز والشخصيات العامة، من أمثال الدكتور ثروت عكاشة، الذى يتحدث عن الفن والحياة، وهناك شهادات لكل من أحمد عكاشة ومصطفى الفقى ومصطفى حسين، وندوة لعمرو موسى حول مستقبل العمل العربى المشترك، وأخرى للدكتور أحمد زكى بدر، حول مستقبل التعليم فى مصر، وندوة لمحمود محيى الدين، وندوة للدكتور أحمد كمال أبوالمجد، اقترحت أن يكون موضوعها فقه الحياة، لأننا نفهم الآن كل شىء بطريقة خاطئة، ونعلقه على الدين، كما فاجأنا الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بعنوان ندوته فى المعرض، حيث قرر أن يتحدث فى الثقافة، كما نناقش تجربة الصحافة والفضائيات الخاصة التى يقول البعض إنها أحدثت حراكا سياسيا فى المجتمع، والبعض الآخر يقول إنها تسببت فى حالة من التوتر، ونبحث أيضا أثر التغيرات المناخية على دلتا النيل، ويتحدث كمال الدين إحسان أوغلو عن الأتراك فى مصر، ويقدم الكاتب الجزائرى واسينى الأعرج ندوة تحت عنوان بين ثقافتين يتحدث فيها عن تجربته فى الكتابة باللغتين العربية والفرنسية.
■ ما الذى كنت تتمنى تقديمه فى المعرض، واستطعت عمله هذا العام؟
- كنت أتمنى عمل محور عن الموسيقى، وبالفعل سيكون هناك ندوة عن الموسيقى المصرية، وأنا سألت الدكتور ثروت عكاشة لماذا أنت جميل هكذا؟ فقال لى بسبب الموسيقى، فلو قام كل أب بتعليم ابنه الموسيقى لأصبحنا مجتمعاً مختلفاً، ولم نكن لنرى هذا الكم من العنف.
■ بخلاف هذه الندوة ماذا ستقدمون فى الجانب الفنى؟
- الفنون تلعب دورا مهما فى المعرض، من خلال الاحتفاء بمرور 50 سنة على وفاة بيرم التونسى، و80 عاما على ميلاد صلاح جاهين، وعدد من الأمسيات الفنية لهانى شنودة ونصير شمة وفرقة الموسيقى العربية، والتركيز على الفرق المستقلة مثل إسكندريللا ووسط البلد وبلاك تيمة، التى أحدثت صخبا فى الوسط الموسيقى، وعرض مسرحية قهوة سادة.