x

«عطوان»: خطاب مرسي في «عدم الانحياز» تدشين لدور مصري غاب لأكثر من 40 عامًا

الجمعة 31-08-2012 12:13 | كتب: معتز نادي |
تصوير : other

 

اعتبر عبد الباري عطوان، رئيس تحرير صحيفة القدس العربي، صباح الجمعة، خطاب الرئيس محمد مرسي في مؤتمر قمة عدم الانحياز المنعقد بالعاصمة الإيرانية طهران، بمثابة «خطة عمل إقليمية، وعناوين لمشروع سياسي، وتدشينا لعودة دور مصري، إقليمي وربما دولي، غاب لأكثر من أربعين عاما».

وأشار «عطوان» في مقاله بصحيفة «القدس العربي» إلى أنه «لم يكن انسحاب السيد وليد المعلم، وزير خارجية سوريا، من القاعة أثناء إلقاء الرئيس مرسي لخطابه مستغربا، لما تضمنه من هجوم ساحق ومفاجئ على النظام السوري»، حسب قوله.

وأضاف «عطوان» أن «ما يمكن استقراؤه من كلمة مرسي هذه، أن مبادرته التي جاءت غامضة في خطوطها العريضة، بدأت تتبلور حول محور أساسي وهو تنحي الرئيس الأسد، وهذا يشكل حتى الآن خطا أحمر بالنسبة إلى القيادة الإيرانية، التي أكدت في مرات عديدة بأنها ستدعم النظام السوري حتى النهاية، ولن تسمح بسقوطه».

وعن مدح مرسي لرسول «ص» والخلفاء الأربعة، قال «عطوان»: «عديدون توقفوا عند امتداح الدكتور مرسي للرسول (ص) والخلفاء الأربعة، رضي الله عنهم، واعتبروا ذلك تحديا للقيادة الإيرانية وبعض أتباع المذهب الشيعي، الذين يتطاولون على هؤلاء بالشتائم، باستثناء سيدنا علي بن أبي طالب، رضى الله عنه».

ولفت إلى أن «التحدي الأكبر في رأينا هو في شن هذا الهجوم غير المسبوق على النظام السوري من رئيس مصر، الدولة العربية الأكبر، بعد أن كان موقف مصر يتسم بالمواربة وعدم الوضوح في الشأن السوري، فإذا كان هناك خلاف بين مصر وإيران، لا يجب أن يكون على أساس الطائفية، وإنما على أساس المصالح، فمصر كانت دائما فوق كل الطوائف في رسم سياساتها وتحالفاتها الإقليمية والدولية»، حسب تعبيره.

وقال «عطوان»: «إن كثيرين هاجموا الرئيس مرسي بشراسة، لأنه شدّ الرّحال إلى هذه القمة، وقرر حضور فعالياتها، بعضهم كرها لإيران من منطلقات سياسية وطائفية، لأنها تدعم النظام السوري بقوة، وتتزعم الإسلام الشيعي.

وتابع: «من المفارقة أن من أبرز الذين يقفون في معسكر المهاجمين للرئيس مرسي، الكاتب الأمريكي توماس فريدمان، ولأسباب إيرانية داخلية بحتة على حد زعمه، لأن مرسي الذي وصل إلى الحكم عبر صناديق الاقتراع في انتخابات ديمقراطية حرة، ما كان عليه أن يحضر قمة تريد كسر عزلة نظام الملالي، الذي سحق ثورة ديمقراطية خضراء عام 2009».

واعتبر «عطوان» أن «كراهية» توماس فريدمان لمرسي، «ترتكز على المنطلقات نفسها لكراهيته رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أي المنطلقات الإسلامية (غير الودية) تجاه إسرائيل، فقد كان حزب العدالة والتنمية التركي النموذج الذي يجب ان يحتذى في رأي فريدمان، لأنه جمع بين الحداثة والعراقة، وزاوج بين الإسلام والديمقراطية، وأثبت خطأ النظرية التي تقول بأن الاسلام والديمقراطية قطبان متنافران لا يلتقيان أبدا».

وأشار إلى أن مديح توماس فريدمان لأردوغان وحزبه «تبخر دفعة واحدة بعد موقف أردوغان الجريء ضد الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة، والسماح بانطلاق سفن الحرية من موانئ بلاده لكسر هذا الحصار».

وتساءل «عطوان» بقوله: «لا نعرف ما إذا كان المستر فريدمان سيتراجع عن هجومه هذا على الرئيس مرسي، ويعتذر مثل آخرين هاجموا وجوده في طهران، بعد أن استمع الى خطابه الذي سحب فيه الشرعية عن النظام السوري الظالم والقمعي لشعبه، على حد وصفه، أم أنه سيستمر في عدائه لمرسي لأسباب إسرائيلية على غرار عدائه لأردوغان؟».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية