أولت صحف العالم الصادرة، الجمعة، اهتمامها لحديث الرئيس محمد مرسي في افتتاح قمة دول عدم الانحياز في طهران، الخميس، إذ وصفت صحيفة «جارديان» البريطانية خطاب مرسي بأنه دعم للثوار السوريين وصدمة للإيرانيين، مضيفة أن كلمة مصر أمام إيران، الداعم الأهم للنظام السوري، أكدت على طموحات مصر الإقليمية.
أما وكالة «أسوشيتد برس» الإخبارية الأمريكية، فوصفت كلمات مرسي بالنسبة للنظام السوري «القمعي» كانت «قوية»، معتبرة أن الكلمة كانت «توبيخًا واضحًا لحليف سوريا الإيراني»، موضحة أن ما حدث إنما يوضح الانقسام الكبير بين الدعم الإيراني المستمر للرئيس السوري بشار الأسد، وبين شبكة القوى الإقليمية المتزايدة التي تدفع باتجاه سقوطه.
وأوضحت «جارديان» أن كلمة مرسي أثارت الوفد السوري وجعلته يخرج غاضبًا من القمة، وكانت توبيخًا مذهلًا لمضيفيه الإيرانيين، قائلة إن «تعليقات مرسي في القمة التي جمعت 120 دولة في طهران كانت قنابل لفظية صدمت القيادة الإيرانية».
وأضافت أن خطاب مرسي كان «تأكيدًا واضحًا على طموحات مصر المتعلقة بالريادة الإقليمية بعد الثورة، وبانقسام الشرق الأوسط حول خطوطه الطائفية ألقى مرسي بثقله وراء الدول القوية السنية، ومنها المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا، وهي الدول التي تدعم الثوار السوريين، وأصبحت إيران الشيعية، معزولة أكثر من أي وقت سابق، هي الوحيدة التي تدعم الأسد ونظامه الشيعي العلوي».
ورأت «جارديان» في تغطيتها للقمة أن مرسي كان يشير إلى استخدام الحل الدبلوماسي وليس التدخل الأجنبي المحتمل من أي طرف في سوريا، مشيرة إلى قول محللين إن القمة التي تستمر أسبوعًا لم تحقق الانتصار الدبلوماسي الذي كانت إيران ترجوه.
من جانبها، أضافت «أسوشيتد برس» أن حديث مرسي زاد من عزلة إيران أكثر، على العكس من أهداف القمة، وأنه وضعها في موقف صعب، بعد أن طلب من إيران الانضمام للمحور المضاد لبشار الأسد، وإلا تخاطر بعزلتها أكثر عن مصر وبقية القوى الإقليمية المهمة، ومنها تركيا والسعودية.
واعتبرت أن مرسي «صفع حكم الأسد» عندما قال إن العالم لديه «واجب أخلاقي» للوقوف مع السوريين في قتالهم ضد النظام القمعي الذي خسر كثيرًا من شرعيته.
أما صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، فقالت إن قمة حركة عدم الانحياز مزقها توبيخ سوريا، من خلال كلمة الرئيس مرسي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، اللذين رفضا «قمع» النظام السوري، مشيرة إلى مغادرة الوفد السوري بعد كلمة مرسي واتهامه بالتدخل في الشؤون السورية.
وأشارت إلى أن موافقة مرسي على حضور القمة اعتبر نصرًا كبيرًا للإيرانيين، إلا أنه دعم الثورة السورية أثناء زيارته للنظام الأكثر قربًا من نظام الأسد، ولكنها لفتت إلى أن مرسي لم يشر إلى الاضطرابات المندلعة في البحرين في كلمته التي ألقاها «تجنبًا للإساءة إلى المملكة العربية السعودية التي ساعدت المملكة البحرينية في قمع الانتفاضة».
وأضافت أن الإعلام الرسمي الإيراني لم ينقل تعليقات مرسي، أو تعليقات بان كي مون، التي انتقدا فيها النظام السوري، كما شدد التليفزيون الرسمي الإيراني على أن دعم إيران مستمر وغير مشكوك فيه للأسد.