x

«المفتي»: التظاهر «جائز شرعًا» لكن دون إيذاء الناس أو الاعتداء على الممتلكات

الخميس 23-08-2012 13:52 | كتب: أحمد البحيري |
تصوير : سمير صادق

 

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية، إن التظاهر السلمي «جائز شرعًا» من حيث الأصل، ويعد حقاً مكفولاً لكل مواطن.

وأوضح مفتي الجمهورية أن التظاهر من وسائل الاعتراض الجماعي التي عرفها المسلمون في أزمنة وأماكن مختلفة قديمًا، وكان يستعمل مع الولاة أحيانًا، ومع المحتل الغاصب أحيانًا أخرى، لافتاً إلى أن الأصل في طلب الحاجات من الحاكم أنه مشروع، لأن مهمة ولي الأمر هي قضاء حوائج الرعية، وبالتالي فإن التظاهر لهذه الغاية مشروع، لأن الوسائل تأخذ حكم غاياتها ومقاصدها.

وشدد مفتى الجمهورية في معرض بيانه، الذي أصدره، الخميس، لمشروعية المظاهرات التي أصبحت وسيلة من وسائل الاعتراض المعاصرة، على أن هذا الحكم بالجواز مشروط بعدة ضوابط لابد من توافرها وهي: ألا تكون غاية هذا التظاهر أو الاعتصام هي المطالبة بتحقق أمر منكر لا يجيزه الشرع الحنيف، وألا يتضمن هذا الفعل شعارات أو ألفاظًا أو تصرفات أو إشارات يحرمها الشرع، فضلاً عن ضرورة ألا يتضمن أمورًا محرمة كإيذاء الناس أو الاعتداء على ممتلكاتهم أو زعزعة أمنهم واستقرارهم أو تعطيل لمصالح البلاد والعباد.

وأكد المفتى أن تلك الضوابط هي المعايير الشرعية التي يقاس بها الحكم الشرعي لكل حالة على حدة، وأنه بالرغم من أن الأصل هو الجواز فإن الحكم يختلف باختلاف التزام التظاهرة أو الاعتصام بتلك الضوابط الشرعية بالكامل أو بُعده عنها.

وأوضح أن أدلة جواز الشرع للتظاهر السلمي من أفعال النبي، صلى الله عليه وسلم، وأفعال خلفائه الراشدين تؤكد أنهم استفادوا من بعض أفعال الآخرين المخالفين في الدين، ما دامت في سياق مساحات التنظيم البشري الساعية لإصلاح وتصحيح أمور دنياهم وحياتهم، بما لا يتصادم مع نصوص شريعة دين الله الحنيف ولا يعطل أو يؤثر بالسلب على المصالح العليا للبلاد في الداخل أو الخارج.

وأشار مفتي الجمهورية إلى أن حماية المظاهرات السلمية جزء من واجبات أجهزة الدولة جميعها، وأهاب مفتي الجمهورية المتظاهرين من أصحاب الرأي والرأي الآخر باحترام الملكيات العامة والخاصة ومؤسسات الدولة.

وحذر جمعة منظمي هذه التظاهرات من اندساس بعض المخربين الذين يتعمدون التخريب والإثارة ونشر البلبلة والفوضى وتحويل غايتهم السلمية إلى غايات أخرى مدمرة ومسيئة لهم وللوطن، كما حذر من الانسياق وراء الشعارات واتخاذ سلوك يخالف سلوك المسلم من سب وشتم ولعن لأصحاب الاتجاهات أو الآراء الأخرى، مشيراً إلى قول النبي، صلى الله عليه وسلم، «ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية