x

يحدث في مصر: مهندسو كهرباء يؤجرون «منادي» لحث المواطنين على ترشيد الاستهلاك

الثلاثاء 14-08-2012 20:36 | كتب: ياسمين القاضي |
تصوير : إسلام فاروق

المنادى جال بين شوارع مدينة «ملاوى» بالمنيا بنداء جديد لم يعتد عليه أهل المدينة، لم يكن ينادى على طفل تائه ولم يكن يبلغهم بوفاة أحد الجيران، ولا ينبههم لوقت السحور. مهمة المنادى هذه المرة كانت مختلفة تماما. بعد التحية والتهنئة برمضان، بدأ المنادى فى مناشدة الأهالى ترشيد الكهرباء فى أوقات الذروة بدءا من السابعة وحتى العاشرة مساء، والتى كان أهمها التخلى عن زينة رمضان هذا العام.

رسالة المنادى بترشيد الكهرباء كانت «مدفوعة الأجر» من مهندس كهرباء يدعى أحمد الأمين، وهو أحد أعضاء مبادرة أهلية قام بها 20 مهندس كهرباء فى المنيا لترشيد استهلاك الكهرباء.

بينما كان أحمد الأمين يجول مع المنادى فى شوارع ملاوى، كان عماد يحيى، مهندس كهرباء، يجهز رسالة موبايل تحتوى على إرشادات لترشيد الكهرباء فى وقت الذروة لإرسالها إلى كل الأرقام التى يعرفها ليرسلوها بدورهم إلى من يعرفونهم أيضا.

المنادى ورسالة الموبايل كانا مجرد وسيلة إعلامية بالنسبة لأعضاء المبادرة، بجانب النشاط الأساسى لهم، وهو اتخاذ بعض الإجراءات البسيطة التى أكد عماد يحيى قوة تأثيرها على عملية ترشيد الاستهلاك. ففى مدينة ملاوى فقط وبتعاون ضعيف جدا من سكانها استطاع عماد يحيى وزملاؤه توفير 6% من الكهرباء خلال أسبوع واحد.

لأنهم لا يستطيعون التحكم فى الاستهلاك الشخصى داخل المنازل، قرر عماد وزملاؤه البدء بالشارع، فقاموا بفصل الإنارة العامة فى الشوارع التى يتواجد فيها عدد كبير من المحال التجارية، والتى تغنى بإنارتها عن عواميد الإنارة.

الخطوة الثانية بعد توفير كهرباء الإنارة العامة، كانت توفير إنارة المساجد، يقول عماد: «اتفقنا مع أئمة بعض المساجد على فصل الإنارة الخارجية للمساجد لأنها تستهلك كهرباء دون داع، واتفقنا أيضا على عدم الإسراف فى إنارة المسجد وقت صلاة التهجد لأن عدد المصلين لا يكون كبيرا فى هذا الوقت».

معاناة أهل القرى من أزمة الكهرباء التى تحول القرية فى دقائق إلى بقعة سوداء، جعلتهم أول المستجيبين لدعوات عماد يحيى وزملائه، على عكس ما حدث فى المدينة، يقول عماد: «فوجئنا بالتزام أهل القرية وضعف تعاون أهل ملاوى، لذا قررنا أن ننقل دعواتنا للمسؤولين بمجلس المدينة والوزارات المختلفة حتى تأتى الأوامر للأهالى من أعلى».

يضيف عماد: «رغم ضعف استجابة المدينة لدعواتنا فإننا حققنا 6% توفيرا فى استهلاك الكهرباء فى أسبوع فقط، وفى ملاوى وحدها، ونتوقع أن تزيد النسبة كثيرا إذا ازدادت الاستجابة وتم تعميم التجربة على مدن أخرى».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية