قالت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية إن الرئيس محمد مرسي استغل العملية «نسر» التي تقوم بها القوات المسلحة في سيناء، للتهرب من المشاكل الداخلية التي تواجهه والتي تسبب انتقادات كبيرة له ولجماعة الإخوان المسلمين، وأضافت الصحيفة أن مرسي يسعى من خلال العملية للظهور كـ«سيد الأمن» في مصر، وأنه يركز عليها باعتبارها النقطة التي من المحتمل أن ينجح فيها.
وذكرت «هاآرتس» أن الهجوم الذي راح ضحيته 16 جنديًا مصريًا في سيناء، أجبر الرئيس محمد مرسي، على الرد على الواقع المعقد للتنظيمات في سيناء، وربما قد يؤدي إلى مواجهة مع حماس بسبب العمل في الأنفاق، ولكن ما حدث خلال الأيام الماضية خلقت انطباعًا أن ما يحدث هو «فرصة مرسي».
وأضافت الصحيفة أن «الرئيس المصري نجح في استغلال الهجوم من أجل تحقيق هدف رئيسي: العمليات المتعاظمة للجيش المصري في سيناء، عملية نسر، تساعده أن يظهر نفسه من جديد كـ(سيد الأمن) في مصر. المعارك التي يديرها جنوده هناك تبعده عن صورة (رجل الإخوان المسلمين) وتقربه من صورة الرئيس القادر على فعل كل شيء امتنع سلفه عن فعله وأن يقاتل من أجل السيطرة على سيناء».
وأشارت «هاآرتس» إلى الأوضاع الداخلية السيئة في مصر: «على أقل تقدير، موقف مرسي ليس جيد، الجمهور المصري يبحث عن كبش فداء لانقطاع الكهرباء المتكرر الذي عم البلاد الأسبوع الماضي، المواجهات بين المسلمين والمسيحيين مستمرة، يوجد فوضى في شوارع المدن، ولا يوجد جديد فيما يتعلق بالوضع الاقتصادي المتدهور، قرار مجلس الشورى الذي تسيطر عليه جماعة الإخوان المسلمين، بإقالة عشرات رؤساء التحرير وتعيين أخرين محلهم، كل هذا تسبب في توجيه انتقادات للإخوان».
وأشارت الصحيفة إلى مصادرة جريدة الدستور بتهمة «إهانة مرسي»، وإلى إعلان عدد من الأحزاب والمجموعات السياسية عبر موقع فيس بوك عن تظاهرها يوم 24 أغسطس ضد «دولة المرشد العام»، و«محاولة قلب مصر لدولة دينية».
وقالت «هاآرتس» إن «الرئيس مرسي يركز جهوده الآن في المكان الذي يوجد فيه احتمالية لنجاحه، على مدار ثلاثة أيام زار مرسي شمال سيناء مرتين، وقام بجولة هناك مع رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، المشير طنطاوي، والتقى القوات المقاتلة، وتناول مع الجنود وجبة الإفطار، والتقى السبت رئيس الأركان سامي عنان لمتابعة إدارة العملية نسر عن قرب».
وتابعت: «وسائل الإعلام العربية والمصرية نشرت مرات ومرات تسريبات عن النجاحات التي حققها الجيش المصري خلال ثلاثة أيام فقط، في منطقة العريش والشيخ زويد، ومما نشر أخبار عن اعتقال من هو ليس أثل من بن لادن سيناء، وبحسب التقرير فإن الشخص المقصود هو الشيخ سلمي الحمدان (62 سنة)، الذي تم اعتقاله مع عدد من القيادات في مجموعة جهادية عملت في شمال شرق سيناء، ووقفت وراء عدد من محاولات الهجوم وتهريب الأسلحة، وحاولت أيضًا تفجير قيادة الشرطة في مدينة الشيخ زويد».
وأضافت الصحيفة: «قد يكون مرسي وطنطاوي نجحا، بعد يومين من العملية نسر، في اعتقال الإرهابي الأخطر في سيناء، ولكن، وعل الرغم من التقارير التي تشير إلى اعتقال من 5 إلى 9 إرهابيين رئيسيين وقتل حوالي 60 مسلحًا، من الممكن القول أن القتال ضد الإرهابيين سيستمر شهورًا كي تستسلم قيادات الإرهاب في سيناء، وسيكون مطلوبًا من مرسي بذل جهود مستمرة لمنع هجمات ضد الجنود المصريين وإسرائيل. التحدي الأكثر صعوبة سيكون الأنفاق بين سيناء وقطاع غزة».