x

رمضان الإخوانى: «إفطار تنظيمى» ولقاءات «سياسية».. و«الترفيه» على «قناة الجماعة»

الأحد 05-08-2012 17:38 | كتب: أسامة المهدي, محمود شعبان بيومي |
تصوير : محمد هشام

ينتظر أعضاء الإخوان رمضان لتنفيذ برنامجهم الدعوى خلال شهر الصوم، حيث تضع قيادات الإخوان برنامجاً تربوياً وإيمانياً لأعضاء الجماعة، من الرجال والنساء، يجمع بين العبادة وبرامج الجماعة السياسية أو الاجتماعية أو الدعوية.

وقال سيد نزيلى، أحد القيادات التاريخية للجماعة، إن رمضان يمثل له الكثير من الذكريات الطيبة، وللجماعة وللعالمين العربى والاسلامى.

يبدأ «نزيلى» يومه 9 صباحا بقراءة الصحف، لمتابعة آخر المستجدات، ثم يعقبها بقراءة القرآن، وهو يفضل صلاة التراويح فى أقرب مسجد له، وبعدها يتواصل مع الأقارب والأصدقاء بالزيارات والاتصالات، ثم قراءة القرآن والنوم مبكراً للاستيقاظ لصلاة التهجد التى تستمر حتى صلاة الفجر. ويشكو «نزيلى» من ضيق الوقت على الواجبات، التى تحتاج لأكثر من 24 ساعة فى اليوم الواحد.

فدوى العجوز، من أخوات الجيزة، تستهل يومها فى العاشرة صباحاً بصلاة الضحى، بين 2 إلى 6 ركعات، بعدها ينطلق برنامجها اليومى المحدد سلفا، سواء بلقاءات إخوانية فى مقار حزب الحرية والعدالة، أو فى منازل أخوات بالمنطقة. وتتنوع اللقاءات ما بين تربوى وإيمانى، يحاضر فيه احد الإخوان أو الأخوات، وعادة ما تنشغل بالأحداث الحالية، ويتم تناول الموضوع بشقيه الدينى والسياسى، ينتهى اللقاء مع صلاة الظهر، لتعود للبيت استعداداً للأفطار، وهى تستغل الأوقات البينية فى قراءة القرآن وأوراد الذكر، والتواصل مع الأهل تليفونيا.

توضح «فدوى»: «إذا كان اللقاء الحزبى ضمن حملة (وطن نظيف)، نرتب البرنامج، ونبدأ تنفيذه فورا بمشاركة أخوات المنطقة، وتضاف إليه المساهمة فى إدارة معارض الحزب للسلع التموينية بسعر التكلفة، التى تنظم داخل مقار الجماعة وتشرف عليها الأخوات بالكامل».

ووفق «فدوى»، كثيرا ما تنظم إفطارات جماعية، سواء فى مقار الإخوان أو فى منازل الأخوات. فى الأولى يصل عدد المدعوات إلى 100، وفى الثانية حوالى 40 مشاركة، وفى الحالتين تتشارك الأخوات فى تجهيز الإفطار، رافضات شراء وجبات جاهزة.

وإذا أرادت الكادر النسائى الإخوانى، التى تقول إنها تنام فى رمضان 4 ساعات متقطعة، الترفيه عن نفسها، تتابع قناة «مصر 25» التابعة للجماعة، خاصة برنامج «الله يريد» للدكتور جمال عبدالستار، وبرنامج الداعية الدكتور عمرو خالد، وهى ترفض بشدة مشاهدة مسلسل «عمر»، لأنها مقتنعة بتحريم تجسيد الصحابة دراميا.

زميلتها أمل نجيب، مسؤولة شعبة الأخوات بإحدى مناطق حلوان، تستهل يومها فى المسجد فى العاشرة صباحا، حيث تنظم مقرأة يومية للقرآن، يحضرها العشرات من الأهالى وطالبات الجامعات، لمدارسة القرآن وشرح أحكام التجويد. وهى حددت للمشاركات معها سورة «الأنفال»، لمدارستها، سواء بإتقان حفظها، أو استخلاص الدروس التربوية منها، لتطبيقها فى حياتهم. بعدها تتشارك الحاضرات فى تكاليف شراء وجبات جافة، من اللحوم والخضار، لتوزيعها على 25 أسرة فقيرة فى المنطقة، تتابعها أخوات المقرأة. ليلا تتنقل الأخوات، كل يوم، بين مساجد محددة من قبل، لتنظيم مسابقات دينية للمشاركات فى صلوات التراويح، مع تقديم هدايا بسيطة للفائزات.

«أمل» تقرأ جزأين من القرآن يوميا، ولا تشاهد التليفزيون لأنها تنام مبكرا لتستيقظ قبل الفجر لصلاة التهجد. وهى تستعد لترتيب اعتكاف للأخوات فى أحد المساجد فى الأيام العشر الأواخر، يبدأ من الثامنة صباحا وينتهى بعد صلاة التراويح دون مبيت.

من جهته، يقول الدكتور مراد على، المستشار الاعلامى للجماعة والحزب، إنه يرفع فى شهر البركات شعار «وعجلت إليك ربى لترضى»، أملا فى أن يخرج منه وقد غفر الله له ذنوبه كلها. «مراد» يبدأ نشاطه النهارى فى التاسعة صباحا وينتهى فى الخامسة مساء، ويستغل الفترة السابقة علی الأفطار فى التواصل مع الأهل والإخوان. وهو يفضل صلاة التراويح فى البيت، لرغبته فى تجميع الأهل والأسرة على الصلاة جماعة.

شباب الإخوان هم دماؤها، ووقود أنشطتها الدعوية والسياسية فى رمضان وغيره. مع الشهر الفضيل تكثف الجماعة أنشطتها لتقوية الروابط بينهم، داخل الشُعب والمكاتب الإدارية، عبر إفطار جماعى أو تنظيم ندوات سياسية أو مؤتمرات دينية، فضلا عن الاجتماعات واللقاءات التنظيمية الدورية.

أحمد أسامة، قال: «شباب الإخوان مثل كل الشباب الملتزم، فهم يحرصون على صلاة التراويح وتلاوة القرآن، والصدقة والإحسان، بوصف الشهر الفضيل موسم عبادة عظيم».

«أسامة» يتجمع مع أقرانه فى أقرب مسجد لمنازلهم، لقراءة القرآن وأوراد الذكر، ثم الإفطار مع الأهل والأحباب، ثم صلوات المغرب والعشاء والتراويح بالمسجد. وكثيرا ما يرتبون إفطارات جماعية بالمساجد، موضحا أن «الإفطار العام» فى عواصم المحافظات والقاهرة هو أحدى وسائل تعارف شباب الشعب.

وعن النشاط الدعوى والخيرى قال: «نتطوع فى خدمة الجمعيات الخيرية للمشاركة، فى جمع وتوزيع وجبات الفقراء، وملابس العيد لأطفالهم».

ورمضان، تقليلدا للجماعة، هو شهر تكثيف الأنشطة الخيرية، التى عمادها الشباب، الذين يقسمون إلى مجموعات لتوزيع الطعام على الفقراء، أو تجهيز موائد رحمن. تبلغ جولات الشباب الخيرية ذروتها فى يوم 27، يوم ليلة القدر.

«أسامة» يشدد على أنه «شاب عادى»، له أصحابه خارج الجماعة، سواء من الحركات السياسية أو الجامعة، وهو حريص على مشاركتهم الإفطار وصلاة التراويح، بين حين وآخر. وهو يرى أن الاعتكاف سنة لا تُفرض على أحد، ويحق لكل مسلم أداؤها وفق ظروفه، فمن الشباب من يعكتف مع كبار السن لخدمتهم أثناء اعتكافهم.

وينبه عمرو فاروق، أحد شباب الإخوان، إلى أنهم كشباب ليسوا مختلفين عن غيرهم، «كما يحاول أن يصورهم الإعلام». فهم شباب متدين، يحاول الفوز بخيرات رمضان وبغفران الذنوب. لكنه يستطرد، موضحاً أن شباب الجماعة مختلفون فى برنامجهم اليومى، فبعضهم يشغل أوقات الفراغ فى مقرأة لختم القرآن، وبعضهم يفضل الجلوس مع قيادات الجماعة التاريخيين، الذين يصفهم بـ«الربانيين»، فى دروسهم بين صلاتى الظهر والعصر، وصلاة التراويح.

«عمرو» يميز المقرأة الإخوانية عن مثيلاتها بأنها تهدف لتوعية الشباب بأحكام وأسباب النزول، وعادة ما تكون فى مسجد قريب من منطقة الشعبة أو الأسرة، وهى مفتوحة أمام دوائر الشباب القريبة من الإخوان، وليست مقصورة على التنظيميين. وللجماعة مجموعات من الأذكار للمساء والصباح، يلتزم شبابها بقراءتها يوميا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية