x

رمضان بالمصرى.. الأقباط فى رمضان.. 30 يوماً فى رحاب «الشهر المصرى»

الإثنين 30-07-2012 22:43 | كتب: عماد خليل |
تصوير : اخبار

مظاهر الاحتفال بشهر رمضان الكريم تطرق كل الأبواب المصرية، لا تفرق بين أسرة مسلمة أو قبطية، فالأطفال يحتفلون بفوانيس رمضان والمأكولات والحلويات الرمضانية تزين موائد الأسر القبطية، كما المسلمة، كل عام.. هنا يعيش «رمضان المصرى»، وحدته الوطنية، كطقس لا يلتفت إلى الديانة أو الوضع الاجتماعى، فهو «شهر مصرى» قبل أن يكون شهراً للمسلمين فقط.

بعيداً عن عدسات التليفزيونات، وموائد الوحدة الوطنية التى تحاول بالصور التى يتبسم فيها الجميع، أن تدارى جراحاً فى قلب المحروسة، يعيش الأقباط «رمضان المصرى» بكافة تفاصيله وطقوسه، باستثناء الصيام، فالكنائس التى ألغت موائد الإفطار الرمضانى منذ كارثة انفلونزا الخنازير.

قررت توجيه نفقات تلك الولائم إلى «الفقراء من أهل مصر جميعاً، سواء كانوا مسلمين أو أقباطاً، فشهر رمضان الكريم شهر مصرى وطقوسه مصرية، لا فرق فيه بين مسلم ومسيحى خاصة فى وجوه الخير»، كما يؤكد مصدر فى الكنيسة.

نبدأ مع الدكتور أندريا زكى، نائب رئيس الكنيسة الإنجيلية ومدير الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، الذى يروى قصته مع رمضان. يقول أندريا: «أستمتع بطقوس وتقاليد هذا الشهر المبارك، وأحرص دائماً على دعوات الإفطار والسحور التى أشارك فيها اخوانى المسلمين، حيث تزول الفوارق الدينية ونصبح جميعاً مصريين نمارس ذات الطقوس الاجتماعية التى تحتفل بهذا الشهر».

يضيف نائب رئيس الكنيسة الإنجيلية: «هناك أيضا اهتمام كنسى بهذا الشهر، فالكنائس تعد إفطاراً رمضانيا، كما أن هذا الشهر يكون فرصة عظيمة لتعزيز روح المحبة، حيث أتبادل التهانى مع زملائى وأصدقائى وجيرانى من المسلمين، فهذا شهرنا جميعاً كمصريين».

ويتابع باسماً: «مثلى مثل ملايين المصريين، أحب مشاهدة المسلسلات الرمضانية، التى أصبحت منذ انتشار التليفزيون جزءاً لا يتجزأ من الوجبة الرمضانية، فبعد موعد الإفطار تعيش الأسرة المصرية مارثون الدراما الرمضانية، ومع انتشار القنوات الفضائية وتعددها، أصبحت هذه الوجبة شديدة التنوع والثراء، فيمكنك أن تختار ما تريد منها وما يناسب ذوقك الفنى، وعاداتك مع الأسرة فى الاستمتاع بهذا الشهر والأعمال الدرامية التى تقدم فيه».

الدكتور أندريا معجب بمسلسلى «فرقة ناجى عطالله» و«باب الخلق»، ويتابع عن عمله اليومى فى رمضان: «العمل اليومى لا يتأثر بشهر رمضان خاصة أن العديد من اللقاءات والمقابلات تكون بعد الإفطار، وتغيير المواعيد فى رمضان أصبح أيضاً جزءاً من ثقافة المصريين جميعاً».

كمال زاخر، المفكر القبطى، يرى أن العلاقات المصيرية بين الأقباط والمسلمين «متينة من قبل شهر رمضان ومظاهر الاحتفال بالشهر الكريم لم تفرق بين المصريين منذ دخولها فى عهد الفاطميين، وحتى الآن».

ويتابع زاخر: «مصر كدولة ذات حضارة، تنجح دائماً فى تمصير كل شىء، وتوزع الطقوس والفرحة على الجميع بالتساوى، ولهذا الشعب قدرة خاصة على تمصير الاحتفالات الدينية والرسمية، فحين تسير فى الشوارع فى رمضان لا يمكنك أن تفرق بين مسلم وقبطى يحتفلون بطقوس هذا الشهر، فالمظاهر كلها تقريباً واحدة، والطقوس تقريباً واحدة، وربما يبدو الصيام هو الفارق الوحيد بين المسلم والمسيحى، لكن عادة تجد القبطى لا يأكل وأخيه المسلم صائم، ويبارك له حلول هذا الشهر».

وعن إلغاء الموائد الرمضانية التى تقيمها الكنائس هذا العام، أشار إلى أنها «أثبتت عدم جدواها، وكانت مسيسة بشكل كامل، ولم تساعد الفقراء وهم قلب الوطن وغالبيته، سواء كانوا مسلمين أو أقباطا، وإلغاؤها وتحويل تلك الاموال إلى الفقراء تصحيح للمسار، فماذا سينفع الفقير المسلم أو الفقير القبطى من مائدة إفطار تصورها عدسات التليفزيون فيما المشاكل الحقيقية للوطن من بطالة وفقر وجهل ومرض لا تزال فى مكانها.. شخصياً أشجع فكرة مساعدة الفقراء فى هذا الشهر، فلهذا أثر أكبر بمراحل من إقامة الولائم الفخمة، التى لا يستفيد منها المواطن بشىء».

وعن مظاهر احتفاله، يقول المفكر القبطى، إنه يدعو العديد من الأصدقاء على الإفطار فى منزله، كما يحضر العديد من احتفالات السحور والإفطار فى منازل الأصدقاء والزملاء والجيران.

ويقول المستشار أمير رمزى، عضو لجنة العدالة الوطنية، إن الأقباط «يعيشون شهر رمضان، باعتباره شهراً لجميع المصريين وليس للمسلمين فقط، ونحن لا نختلف فى العادات والتقاليد عن الإخوة المسلمين سوى فى الصيام فقط».

ويتابع رمزى: «فى شهر رمضان أنتظر مسلسلات الدراما بعد الإفطار، فهى طبق رمضانى يقدم للمصريين جميعا، وأتابع بالتأكيد مسلسل «ابن النظام» الذى يقوم به شقيقى الفنان هانى رمزى، هذا العام».

المستشار يعيش طقوسه الرمضانية على الطريقة المصرية، ويقول: «عادة ما يكون رمضان فرصة عظيمة للقاء الأصدقاء والزملاء، الذين قد تبعدك عنهم مشاغلك اليومية، فالدعوات على الإفطار والسحور، تجمع الشمل ثانية فى هذا الشهر الكريم».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية