x

بوسطن جلوب: المجتمع المثالي لدى «الإخوان» والسلفيين يكمن في تنفيذ أحكام الشريعة

الأحد 05-08-2012 14:56 | كتب: هشام الغنيمي |
تصوير : أحمد اللوزي

 

قالت صحيفة «بوسطن جلوب» الأمريكية، الأحد، إن التحول الديمقراطي في العالم العربي السياسي على مدى العام الماضي، شهد صعودًا متواصلاً للإسلاميين، وللجماعات الاسلامية، والأحزاب الدينية، وشكا الكثير من الساسة العلمانيين والمفكرين في العالم العربي من «أسلمة» الحياة العامة، مضيفة أنه كان يفترض بالتالي أن يكون مصطلح «الأسلمة» هو الأهم لفهم السياسة العالمية في الوقت الحالي، إلا أن الواقع أن صعود الإسلاميين جعل ذلك بلا معنى.


وأشارت الصحيفة إلى أن تونس، وليبيا، ومصر، يقودها الآن فصائل بأغلبية ساحقة من الإسلاميين السياسيين، وكثير منها في خلاف حاد مع بعضها البعض حول أبسط المسائل العملية المتعلقة بالحكم، أما بالنسبة للقوى العلمانية، فإنها تمثل أقلية مشتتة غير جاذبة للناس، لذا أصبح واضحا لأول مرة في التاريخ الحديث أن الأحزاب الإسلامية هي التي ترسم مسار مستقبل العالم العربي.


وأضافت الصحيفة أن كلمة «إسلامي» أصبحت عبارة تستخدم على أوسع نطاق للتطبيق، وأصبح الآن هناك حاجة للبحث عن لغة جديدة للحديث عن السياسة العربية، في ظل اختلاف الجماعات السياسية التي تجمع تحت راية كلمة «إسلامية»، ولتفسير السياسة ليس فقط في الشرق الأوسط ولكن في العالم كله.


وذكرت الصحيفة أن مصطلح «الإسلاميين» تم استعماله على نحو شائع في 1980، لوصف القوى التي تدفع المجتمعات في العالم الإسلامي لتكون أكثر تدينا، مشيرة إلى أن عدم كفاءة الحكومات المتعاقبة كان سببًا في صعود التيار الإسلامي في العالم العربي، من خلال الخدمات التي قدمها اجتماعيًا لسد الثغرات الحكومية، سواء في الصحة أو في التعليم أو إعالة الفقراء غذائيًا.


وأوضحت أنه في المجال السياسي، ينطبق مصطلح «إسلامي» على جماعة الإخوان المسلمين، التي تبرأت من العنف لـ«اجتذاب طبقة أكثر ثراء، وطبقة من الإسلام الوسطي أكثر قوة»، مشيرة إلى أن العامل المشترك بين شعوب العالم العربي هو أنها رأت أن قيادة أكثر تدينا وأكثر صراحة هي الترياق للحكم القمعي من العلمانيين أمثال الرئيس السابق حسني مبارك.


ولفتت الصحيفة إلى أن الجماعات غير الإسلامية في مصر، خجولة جدا في التعبير عن رغبتها في فصل المسجد عن الحكومة، وتجنبوا مصطلح «العلمانية»، وطالبوا بدلا من ذلك بالدولة «المدنية».


وأوضحت أن هناك اختلافات أيديولوجية وعملية بين جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وحزب النور السلفي مثلا، فالإخوان لهم «قيادة برجوازية تدعم الاقتصاد الليبرالي»، بينما يؤيد حزب النور وجهة نظر «متطرفة» للإسلام على الطريقة السعودية، بحسب الصحيفة.


وأكدت أن كلا من الإخوان المسلمين والسلفيين يؤمنون بأن الهدف النهائي للمجتمع المثالي يكمن في التنفيذ الكامل لأحكام الشريعة الإسلامية، ومع ذلك فإن معظم الإخوان يقولون إن هذا الهدف مجرد وغير قابل للتحقيق، بينما عمليا يجدون أنفسهم على استعداد لتجاهل الكثير من أحكام الشريعة الإسلامية، مثل تلك التي من شأنها أن تحد من التمويل الحديث، أو تلك التي تحظر الكحول في مصلحة الازدهار والسلام الاجتماعي.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية