فجرت الحكومة الجديدة انقساماً شديداً بين التيارات الإسلامية حيث أعلن حزب النور السلفى عدم مسؤوليته عنها، فيما أعرب كل من الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية دعمهما الشديد للحكومة الجديدة، وتباينت الطرق الصوفية بين التحفظ والتأييد.
عقدت الهيئة العليا لحزب النور اجتماعاً طارئاً ظهر الخميس لمناقشة تشكيل الحكومة - استمر حتى مثول الجريدة للطبع - وقال أشرف ثابت، عضو اللجنة العليا للحزب، إن الاجتماع سيحدد موعد المؤتمر الذى سيعقده الحزب ليعلن من خلاله عدم مسؤوليته عن تشكيل هذه الحكومة.
اعتبر الدكتور يونس مخيون، عضو اللجنة العليا للحزب، أن وزارة البيئة وزارة وهمية ليس لها قيمة، وأن قبول الحزب لها سيجعلنا مسؤولين عن الأخطاء التى ترتكبها الحكومة فى الفترة المقبلة لذا قررنا مقاطعتها نهائياً. وتابع «مخيون» لـ«المصرى اليوم» أن تجاهل تمثيل السلفيين فى تلك الحكومة يثير الدهشة، خاصة أنهم تيار قوى لهم تواجد فى الشارع».
فى المقابل، قال الدكتور محمد طه وهدان، عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين، إن الجماعة لا تهتم بكون عدد أفراد حزبها «الحرية والعدالة» الذين تم اختيارهم فى الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور هشام قنديل، كثيراً أو قليلاً.
وأضاف «وهدان» لـ«المصرى اليوم»: «الجماعة تدعم حكومة الدكتور قنديل ونتمنى أن نترك الحكومة الجديدة تعمل دون تكسير عظامها وندعو لها بالتوفيق، ثم نحن جميعاً كمصريين نحاسبها بعد ذلك بما قدمته للشعب المصرى من تيسير شؤون حياته وحل أزماته المعضلة والمزمنة».
وتابع: «ليس من المنطق والعدل انتقاد الحكومة قبل رؤية نتائجها على أرض الواقع، ودعمها واجب وطنى».
فى سياق متصل، شدد المهندس إبراهيم أبوعوف، عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، رئيس لجنة الإسكان بمجلس الشعب المنحل، على أن الحزب سيدعم حكومة الدكتور قنديل عن طريق تقديم المقترحات والتعاون المستمر بين قيادات القوى السياسية ورئيس الحكومة حتى نبنى قواعد مؤسسية جديدة تساعد على النهوض بالبلاد اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وعلى جميع الأصعدة. وقال المهندس أسامة حافظ، نائب رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية: «من المبكر الحكم بالإيجاب أو السلب على وزارة قنديل قبل أن تمارس مهامها».
وأضاف «حافظ» فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم»: «الأيام المقبلة ستظهر مدى نجاح الوزارة الجديدة من عدمه، رافضاً الهجوم المسبق بخصوص الاستعانة بـ6 وزراء من الحكومة السابقة باعتبار أن المنظومة هى المحك الأساسى فى النجاح وليس الأشخاص»، وتوقع التوفيق لحكومة «قنديل» مشدداً على أن العقبة الرئيسية أمام إنجاز عملها هو «نفوذ الفلول».
وقال جمال سمك، الأمين العام المساعد لحزب البناء والتنمية، التابع للجماعة، إنه ليس لأى شخص الاعتراض على من يختاره الرئيس أو رئيس الوزراء لتولى أى حقيبة وزارية. وأضاف فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم»: «بعد فترة يمكن تقييم ما أنجزته حكومة الثورة والهيكل الأساسى لطريقة عملها ومدى تحقيق النتائج المرجوة لبرنامج النهضة الذى أعلنه الرئيس مرسى».
وأشار إلى أن الشخصيات المجهولة للرأى العام ربما تكون كفاءات اكتشفها الرئيس أو رئيس الوزراء، فلا يشترط أن يكون النجاح قرين شخصية لامعة، أما الاعتراض على التشكيل قبل ممارسة مهامها فيدخلنا فى دوامة التشكيك فى كل شىء، وطالب الجميع بالإنصاف تجاه الرئيس.
واعتبر أن فرحة المعارضين بفشل مرسى و«سقوط الدولة» تمثل جرحاً فى وطنية وأخلاق البعض.
فى المقابل، قال الشيخ محمد علاء أبوالعزايم، رئيس المكتب التنفيذى للطرق الصوفية، شيخ الطريقة العزمية، إن الطرق الصوفية تنتظر قائمة أولويات الحكومة لتقييم مدى اهتمامها بالمواطن.
فيما قال الشيخ طارق الرفاعى، شيخ الطريقة الرفاعية، إن أبناء الطريقة يتعدون 2 مليون وهم مستعدون لدعم حكومة هشام قنديل أمام حملات تكسير العظام التى تطارده قبل أن يبدأ.