استبعد محمد الظواهري، شقيق زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، أن يكون التنظيم قد بات قوة مستهلكة، بعد مقتل عدد من قادته، لأنه يُدار بأيدلوجية خاصة تحول دون ذلك، وأشار إلى أنه يحلم بدولة مصرية تحكمها الشريعة الإسلامية، وأنه معاد للنظام الديمقراطي، ويعتبره ضد شريعة الله.
ونفى «الظواهري»، في حديث خاص لـCNN، تهمة الإرهاب عن نفسه، وعن أخيه قائلاً: «قبل أن يتم وصفي وأخي بالإرهابيين، دعونا نحدد تعريف كلمة إرهاب، فإذا كانت تعني عشاق سفك دماء الناس بلا رحمة، فبالتأكيد نحن أبعد ما يكون عن ذلك، وما نفعله يعد محاولة، لاستعادة حقوق المسلمين، التي اختطفتها القوى الغربية، على مر التاريخ».
وأضاف «الظواهري» قائلا: «جرى استهدافي لمجرد أنني شقيق أيمن الظواهري، لأن الولايات المتحدة الأمريكية، تخشى نشر أيدلوجيته حول العالم، فخلال فترة تواجدي في السجون المصرية، تم تعذيبي بالصعق الكهربائي والحرمان من النوم والضرب، وكان يُسمح لي بالاستحمام مرة واحدة كل 4 أشهر».
كان محمد الظواهري قد ادعى تعرضه للتعذيب النفسي والجسدي في دولة الإمارات، لمدة 4 أشهر، وأنه أجبر على تعاطي عقاقير تضعف الجهاز العصبي، الأمر الذي نفته الإمارات.
وقال الظواهري إنه «غير نادم على معتقداته، رغم السنوات التي أمضاها في السجن، وأن على الغرب إن أراد العيش في سلام، أن يعيد حقوق المسلمين والأراضي المحتلة، ويمتنع عن التدخل في المعتقدات الدينية».
وتابع قائلاً: «نريد فقط بناء دولتنا الإسلامية بالطريقة التي نريدها، ولا نريد المواجهة مع الغرب، طالما أنه متوقف عن احتلال أراضينا وقتل النساء والأطفال والتدخل في معتقداتنا». وبعد رحيل نظام مبارك، يحلم الظواهري بدولة مصرية تحكمها الشريعة الإسلامية قائلاً: «لا أؤمن بالدساتير، أو النظام العلماني، الذي ابتدعه الأمريكان، لتشويه الإسلام الحقيقي، مثل النموذج الفاشل الذي نراه في تركيا، فالديمقراطية ليست ضد الديكتاتورية، كما يحاول البعض تصويرها، إنما ضد سلطة الله المطلقة والإسلام».
كان محمد الظواهري قد تخرج من كلية الهندسة بجامعة القاهرة عام 1974، وسافر للعمل في السعودية، وجرى اتهامه، مع شقيقه أيمن، بالضلوع في التآمر لاغتيال الرئيس السابق، أنور السادات، وحوكم غيابياً مع عشرات المتهمين الآخرين، وبينهم أيمن الذي أمضى في السجن 3 سنوات.
ورغم مقتل عدد من كبار الشخصيات في تنظيم القاعدة، لا يعتقد الظواهري، أن التنظيم الذي يقوده شقيقه، بات قوة مستهلكة، ويرى أن «من يقرأ الأدبيات الأميركية، يفهم جيداً أنهم أدركوا، أن قوة تنظيم القاعدة ليست في قادته، لكن في أيديولوجيته، أن مَن يعمل ما يؤمن به يحصد نتاج ذلك بقوة».
ويعزو «الظواهري» الفضل في إطلاق سراحه من السجن، إلى ثورة 25 يناير، التي أطاحت بنظام الرئيس السابق حسني مبارك، حيث قضى الظواهري فترة في اليمن وبعدها في الإمارات، حيث ألقي القبض عليه عام 1999، وتم ترحيله إلى مصر، واعتقل بعد ذلك بالسجون المصرية، حيث تم التحقيق معه بقسوة، على حد تعبيره، لمعرفة مكان شقيقه.
وأعاد شقيق زعيم تنظيم القاعدة السبب في اعتقاله، إلى الدور المتنامي لشقيقه مع الحركات الإسلامية المسلحة.