كشف عبد الحليم خدام، نائب الرئيس السوري السابق، الاثنين، في حوار مع «المصري اليوم» عبر الإنترنت من باريس، تفاصيل إحباط سفر زوجة الرئيس السوري، بشار الأسد، ووالدته وأبنائه وعدد من أقاربه، يوم الأحد، والاشتباكات التي وقعت في محيط مطار دمشق، وانشقاق لواء في المخابرات السورية.
كذلك انتقد خدام ما سماه دعم الحكومة المصرية لنظام الأسد، واعتبر أن مصر بعد نجاح الثورة كان عليها أن تتجه نحو اختيارات أخرى عدا دعم نظام الأسد، على حد قوله.
وقال «خدام»، نائب الرئيس السوري، الذي انشق عليه لأسباب مجهولة وانتقل للعيش في أوروبا، قبل أعوام «كانت هناك طائرة ستحمل أم بشار الأسد وزوجته وأطفاله وزوجة أخيه ماهر وأطفاله وزوجة رامي مخلوف وأطفاله، على الأرجح إلى الساحل السوري، حيث تقع قرية القرداحة في محافظة اللاذقية، مسقط رأس الأسد».
وأضاف: «في هذه الأثناء كان اللواء محمد خلوف، رئيس فرع فلسطين في المخابرات العسكرية السورية، انشق معه حوالي 300 عنصر، اتجه باتجاه قريته عسال الورد في منطقة يبرود، وتمت ملاحقته بطائرات هليكوبتر، فاتجه نحو قرية أخرى في المناطق الجبلية المحيطة بالمطار.«
وأضاف: «قام الثوار (من عناصر خلوف) بقصف المطار بهدف عرقلة سفر هؤلاء، لأنهم كانوا يعتقدون أن المسافرين شخصيات سياسية تريد الفرار من سوريا، ولذلك قاموا بعملية القصف، ولكن تبين أن بشار الأسد أراد أن يخرج عائلته وشقيقه وابن خاله من دمشق إلى منطقة الساحل، ومع ذلك لم تستطع الطائرة أن تقلع بعد أن حدثت معارك قوية حول المطار».
وقال «خدام» إن «خلوف لا يزال موجودًا هناك (في ريف دمشق(، هو وجماعته»، وتحدث مصدر المعارضة السورية عن أن «خلوف بخير وموجود ويدير العديد من المعارك في ريف دمشق ومحيط مطار دمشق الدولي».
وتحدث المصدر نفسه أن أشخاصًا من القصر الجمهوري هي التي أفصحت عن هوية المسافرين من أقارب الأسد، وقال «خدام» إن مصادر في مطار دمشق الدولي هي من سربت الخبر.
ونوّه المصدر إلى معلومات «غير مؤكدة» عن أن هناك «في نفس التوقيت الذي حدثت فيه الاشتباكات (..) أسلحة روسية وصلت إلى مطار دمشق الدولي».
ورد «خدام» على سؤال عن مصدر المعلومات قائلاً: «جاءت من المطار. من المطار تسربت المعلومات».
كانت الثورة السورية شهدت تطورات متلاحقة الأسبوع الماضي، بدأت الجمعة باندلاع أول مظاهرات في مدينة حلب، العاصمة التجارية والصناعية لسوريا، ثم انتقال الاشتباكات إلى داخل دمشق، حيث سمع شهود عيان أصوات إطلاق قذائف وتبادل رصاص بالقرب من ساحة العباسيين وشارع بغداد في العاصمة.
وانتقد «خدام» المواقف العربية من الأسد، خاصة الموقف المصري، وهاجم المبادرة العربية الخاصة بتسليم السلطة في سوريا قائلاً: «لنفترض أن الأسد وافق على التخلي عن السلطة لنائبه، ولنفترض أن حكومة مشتركة من المعارضة والموالاه، هل هذه الحكومة قادرة على اتخاذ قرار؟ أبدًا».
وتنص الخطة العربية على أن يفوض «الأسد» صلاحياته لنائبه، الذي يعلن بدوره تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم موالين ومعارضين للنظام، تتولى إدارة البلاد في المرحلة الانتقالية، التي سيعد فيها الدستور الجديد ويحري انتخاب الرئيس والبرلمان.
وأكد «خدام» أنه «إذا جرت أي انتخابات فستأتي ببشار الأسد في ظل هذا النظام الأمني. الحل الحقيقي إسقاط النظام السياسي كله. الأسد هو رأس النظام، ولكن هناك رؤوس أخرى يجب أن تقتلع من جذورها».
وأشار إلى أن « الوزراء العرب لم يستطيعوا أن يصلوا إلى رؤية حقيقة لما يجرى في سوريا وانعكاساته الإقليمية، بشار قرر أن يحول الأمر إلى صراع طائفي».
وحذر من أن عدم اقتلاع النظام يعني أن الصراع الطائفي «لن يقف على الحدود السورية، ولكنه سيمتد إلى كل المنطقة التي توجد بها قوميات وأديان متعددة».