قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واصل أبويوسف، إن السلطة الوطنية الفلسطينية تريد وسطاء دوليين بجانب الولايات المتحدة الأمريكية لإبرام سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد انحياز واشنطن التام لإسرائيل، والذى ظهر فى «صفقة القرن» التى أعلنها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب. وأضاف «أبويوسف»، فى حوار لـ«المصرى اليوم»، إن واشنطن مارست ضغوطاً على الدول دائمة العضوية فى مجلس الأمن لعدم إدانة المجلس للصفقة.. وإلى نص الحوار..
■ بداية.. هل من الصحيح أن تلتزم السلطة الفلسطينية باتفاق أوسلو وتستمر فى اعترافها بإسرائيل بعد حديث «أبومازن» فى مجلس الأمن، وفرض خطة السلام الأمريكية عليكم؟
- لن نأخذ كل ما تحدث به «أبومازن» تفصيلياً ولكن مضمون الخطاب ارتكز على 3 قضايا رئيسية، أولاها أن هناك إجماعا فلسطينيا وشبه إجماع دولى على رفض «صفقة القرن» لأنها جاءت نتيجة تحالف بين إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب واليمين المتطرف الإسرائيلى، الذى يتزعمه رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، لتصفية القضية، ونحن لن نقبل بدولة فلسطينية ممزقة لا حدود لها، ومسيطر على أراضيها وثرواتها ومياهها وأجوائها وداخلها، مع شرعنة المستوطنات غير القانونية ومصادرة أراضيها فى الأغوار، وناقصة للعاصمة، القدس، ولا يوجد فلسطينى على وجه الأرض يقبل بذلك. والنقطة الثانية هى أننا لن نقبل بالإدارة الأمريكية كوسيط وحيد للسلام بيننا وبين الإسرائيليين لأنها أعلنت انحيازها علنًا لتل أبيب، ونطالب بمؤتمر دولى برعاية الأمم المتحدة بحضور أعضاء مجلس الأمن ليكونوا وسطاء سلام بجانب واشنطن بهدف تطبيق قرارات الشرعية الدولية.
والمسألة الثالثة هى أن الفلسطينيين لن يغفلوا عن مواجهة الإرهاب ولن يقبلوا به، ولكننا نستند لحقوق شعبنا وليس شرعية الغابة التى تريد الإدارة الأمريكية بقيادة ترامب فرضها علينا، وأريد أن أؤكد لك أن هناك 87 قراراً أممياً دولياً ضد الاحتلال الإسرائيلى ولكن لم ينفذ الاحتلال الإسرائيلى أيًا من هذه القرارات لتمتعه بالحماية الأمريكية التى تعطيهم دائماً ضوءًا أخضر لفعل ما يريدونه دون محاسبة.
■ إذًا ما معنى أنكم على استعداد للعودة للمفاوضات إذا كان هناك شريك جاد فى إسرائيل، فى الوقت التى كانت السلطة الفلسطينية ترفض العودة للمفاوضات؟
- «أبومازن» تحدث بلغة دبلوماسية فى خطابه الذى لم يُوجهه للفلسطينيين والعرب فقط ولكن للعالم أجمع، بمن فيهم أعضاء مجلس الأمن، ليؤكد جاهزيته لأى حل سياسى يهدف لإنهاء الاحتلال الإسرائيلى دون عنف لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وهى قرارات حق العودة للاجئين، والانسحاب من الأراضى التى احتلتها إسرائيل فى عام 1967، والقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية لأننا لا نريد قتل الأمل الفلسطينى بداخل نفوس شعبنا.
■ ما رأيكم فى حديث مندوب إسرائيل أمام مجلس الأمن الدولى، دانى دنون، صباح الثلاثاء الماضى، قبيل خطاب «أبومازن» بالإشارة إلى استهدافه كرمز للشرعية الفلسطينية؟
- هو تهديد مباشر للرئيس بحصاره وقتله كما حدث مع الرئيس الشهيد الراحل ياسر عرفات من قبل، ونعتقد أن هذا التهديد وأمام أعضاء مجلس الأمن يؤكد بلطجة الاحتلال التى تخالف كل التقاليد والأعراف، وهو تمهيد للقتل، وهذا الأمر يتطلب من المجتمع الدولى النظر بعناية لحماية الشعب الفلسطينى وقياداته من هذه البلطجة.
■ لماذا تم عقد مؤتمر صحفى مع رئيس وزراء إسرائيل السابق، إيهود أولمرت، هل هذا عِنْدٌ فى قادة اليمين المتطرف الإسرائيلى الذين قالوا مؤخراً إن أولمرت لا سلطة له فى أى شىء حالياً؟
- هدف الرئيس «أبومازن» من هذا اللقاء هو الإشارة إلى أن هناك داخل إسرائيل من يرفض صفقة القرن لأنها ستؤدى لانفجار الوضع فى المنطقة، كما جرى من قبل ورفض 107 أعضاء بالكونجرس الأمريكى تلك الصفقة، واللقاء أيضًا يدل على رفض «أبومازن» العنف وأنه لا يعارض وجود دولة إسرائيلية تعيش بجانب الدولة الفلسطينية فى سلام، وأنه جاهز للمفاوضات مع أى إسرائيلى جاد، ولإحراج اليمين المتطرف بقيادة نتنياهو أمام العالم.
■ ولماذا سحبتم مشروع قرار إدانة الصفقة من مجلس الأمن قبل التصويت عليه؟
- القرار قدمته تونس كدولة عربية وإندونيسيا كدولة تنتمى لمعسكر عدم الانحياز، ويجب أن يحظى بموافقة 9 أعضاء، ولكن بريطانيا حاولت تعديل بعض البنود فى القرار وإلغاء طلب الإدانة وإلا ستلجأ أمريكا لمعارضة القرار باستخدام «الفيتو»، والنسخة النهائية قبل التصويت تسمى «الورقة أو الخط الأزرق» لم تمر، لعدم توافر شرط موافقة الـ9 بعد ممارسة واشنطن ضغوطاً عليها، كما أن بريطانيا نسفت جوهر القرار فى التعديلات التى طلبتها، ولذلك فضلنا الانسحاب ليبقى الوضع كما هو عليه، ولكننا ندرس خطوات أخرى للرد على الصفقة، ومنها الذهاب للجمعية العمومية للأمم المتحدة، وما سيصدر عن تلك الجمعية سيكون بقوة قرار مجلس الأمن حال التصويت فى صالحنا.