x

فلسطين تدعو العرب لمقاطعة ورشة المنامة حول «صفقة القرن»

الخميس 13-06-2019 02:40 | كتب: عنتر فرحات |
الرئيس محمود عباس أبو مازن يلقي كلمة فلسطين أمام الأمم المتحدة - صورة أرشيفية الرئيس محمود عباس أبو مازن يلقي كلمة فلسطين أمام الأمم المتحدة - صورة أرشيفية تصوير : أ.ف.ب

جدد كبار المسؤولين الفلسطينيين تأكيدهم مقاطعة السلطة الفلسطينية ورشة المنامة الاقتصادية التى أعلنت عنها واشنطن والبحرين فى 25 و26 يونيو الجارى لكشف ملامح الجوانب الاقتصادية من خطة السلام الأمريكية المعروفة إعلاميا باسم «صفقة القرن»، وكانت وكالة «رويترز» للأنباء نقلت عن مسؤولين أمريكيين لم تذكر هويتهم قولهم إن الأردن والمغرب ومصر، أبلغت إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب باعتزامها حضور مؤتمر المنامة، وكانت السعودية والإمارات وقطر أعلنت حضورهما المؤتمر، بينما أعلن وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل أن بلاده لن تشارك فى ورشة المنامة، وفى المقابل تستعد فصائل وجهات فلسطينية لعقد مؤتمر مواز لورشة المنامة فى العاصمة اللبنانية بيروت.

وأعربت الحكومة الفلسطينية عن أسفها لإعلان مشاركة دول عربية فى مؤتمر البحرين، وقال المتحدث الرسمى باسم الحكومة إنها: «تعرب عن أسفها الشديد لإعلان كل من القاهرة وعمان المشاركة فى تلك الورشة وتدعوهما وجميع الدول الشقيقة والصديقة للتراجع عن المشاركة فيها»، وأضاف أن الولايات المتحدة تحاول تحت غطاء هذه المشاركة تخليق حلول خارج رحم الشرعية الدولية تنتقص من الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطينى وفى مقدمتها حقه فى تقرير مصيره بإقامة دولته المستقلة على حدود 4 عام 1967 بعاصمتها القدس الشرقية، وتابع المتحدث إن تلك المشاركة ستحمل «رسائل خاطئة للولايات المتحدة حول وحدة الموقف العربى من رفض صفقة القرن مثلما تشكل ثغرة تنفذ منها إدارة ترامب لتنحية المقاربة السياسية لحل القضية الفلسطينية لصالح المقاربة الاقتصادية التى تتعامل مع القضية الفلسطينية باعتبارها قضية إنسانية إضافة لما تشكله تلك الصفقة من انتهاك فاضح لقرارات الشرعية الدولية واستهتار بمبادرة السلام العربية».

وكتب صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية فى خطاب موجه لدبلوماسيين أجانب بالأراضى الفلسطينية قال فيه إن حضور الفلسطينيين مؤتمر المنامة سيستغل فى إضفاء الشرعية على المبادرة الأمريكية التى تهدف إلى حرمانهم من حقوقهم، وأضاف: «نؤكد موقفنا الفلسطينى الرافض لورشة المنامة أو المشاركة فيها بأى شكل من الأشكال، ولذلك ستكون الورشة خيبة أمل كبيرة لجاريد لكوشنير، صهر ترامب ومستشاره، ولن يكون هناك حل إلا بإنهاء الاحتلال وتجسيد استقلال دولة فلسطين على حدود١٩٦٧ بعاصمتها القدس، وحل قضايا الوضع النهائى. وحول إعلان مسؤولين أمريكيين مشاركة دول عربية فى ورشة المنامة، أعرب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عزام الأحمد عن أمله بأن تكون المشاركة رمزية وليست على مستوى مرتفع، وقال الأحمد إن الدول الثلاث أعلنت عدة مرات رفضها «صفقة القرن»، إلا أن مشاركتها فى ورشة البحرين لا مبرر له، وتساءل الأحمد: «كيف تتم الورشة فى بلد عربى شقيق، فى غياب صاحب القضية الأول، وهم ممثلو الشعب الفلسطينى؟ ومجرد انعقادها يتناقض مع مبادرة السلام العربية التى أكدت حل الدولتين، وإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وعودة اللاجئين وفق قرار 194. وأعرب عن أمله ألا تبادر الدول العربية الأخرى إلى المشاركة. وتابع: «مهما كانت نتائج الورشة، فلا قيمة قانونية لها ما دام أصحاب الشأن يعارضونها.

ووصل الأحمد إلى لبنان أمس، لبدء التحضيرات لعقد مؤتمر بيروت الذى يعقد بالتوازى والتزامن مع ورشة البحرين، وأكد لإذاعة «صوت فلسطين» الرسمية، مواصلة كافة الجهود مع الأصدقاء والأشقاء العرب واستمرار الحراك الشعبى والدبلوماسى لرفض صفقة القرن، وشدد الأحمد على أن ورشة البحرين لا قيمة لها ولن يترتب عليها أى أثر سياسى، وأنه فى حال عقدها سيتم العمل على إفشال كل مخرجاتها، وعلى صعيد ملف المصالحة وإنهاء الانقسام قال الأحمد، إن التحرك المصرى مستمر بعيدا عن وسائل الإعلام، وإنه لا حاجة إلى حوارات أو اتفاقات جديدة بل تنفيذ ما تم الاتفاق عليه. وسبق أن أكدت السعودية وقطر والإمارات حضورها وفقا لما أعلنه مسؤول بالبيت الأبيض، ورفض مسؤول الإفصاح عن مستوى تمثيل تلك الدول. وقال المسؤولون الأمريكيون إنهم وجهوا الدعوة لوزراء الاقتصاد والمالية وكذلك لكبار قطاع الأعمال بالمنطقة والعالم للمشاركة وبحث الاستثمار فى الاقتصاد الفلسطينى المتعثر بقطاع غزة والضفة الغربية. وتعتزم مؤسسات مالية دولية، ومنها صندوق النقد والبنك الدوليان، المشاركة فى المؤتمر.

وفى المقابل، أعلن القيادى فى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فى سوريا، ماهر الطاهر عن مؤتمر شعبى موازٍ لورشة البحرين فى بيروت بالتزامن مع عقد ورشة المنامة، وقال الطاهر فى تصريحات صحفية: «المؤتمر سيكون بحضور فصائل منظمة التحرير وكافة القوى السياسية وشخصيات عربية للتأكيد على الموقف الفلسطينى والعربى الرافض لأى رشوة اقتصادية مقابل بيع الحقوق الفلسطينية، وإن شعبنا متمسك بقضيته المركزية دون الانتقاص أو المساس بها»، وقال إنه لا توجد قوة فى العالم تفرض علينا شيئا نرفضه. من جهة أخرى، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين قرار رئيس وزراء مولدوفا بافل فليب بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة، قبل سقوط حكومته، واعتبرته انتهاكا فاضحا للقانون الدولى والشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة.

وأمنيًّا، هدمت جرافات إسرائيلية، أمس، مساكن ومنشآت فلسطينية فى الضفة الغربية المحتلة وشمالى القدس، بدعوى «بنائها دون ترخيص». وقال شهود عيان إن قوات عسكرية إسرائيلية داهمت منطقة الرأس الأحمر بالأغوار، شمال شرقى الضفة الغربية المحتلة، وشرعت بعمليات هدم مساكن ومنشآت زراعية، بدعوى البناء بدون ترخيص فى المناطق المصنفة «ج»، بينما واصل عشرات المستوطنين اليهود اقتحام المسجد الأقصى أمس من ناحية باب المغاربة تحت حماية قوات الاحتلال.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية