«نفسى حد يسمعنى».. في ظل زخم الحياة الذي نعيش فيه، وتزاحم الضغوط التي جعلت كلاً منا يعتزل الآخر خوفا من أن يلقى بهمومه على كتفيه، فيزيد من رصيد همومه.. أصبح أقصى أمانى مَن لديه مشكلة أن يجد من يسمعه. وهذه الصفحة «مساحة فضفضة حرة»، عبّر فيها عن همومك.. آلامك.. أحلامك.. وستجد من يستمع إليك، ويساندك. وتأكد أنك لست وحدك. تابعونا أسبوعيا في «المصرى اليوم» على نسختها الـ«pdf».
ألم وقلم.. لا أستطيع قطع صداقتى على «الفيس»
عزيزتى المحررة:
حكايتى يا سيدتى، تشبه حكاية الغالبية من الزوجات المصريات غالبا. وليس الزوجة فقط بل الأخت والزوجة والأم، أي المرأة في كل مراحل حياتها. اللاتى يعانين من مشكلة عدم التقدير، فأنا يا سيدتى امرأة متزوجة، وعمرى ٣٨ عاما. متزوجة منذ 18 عاما. ولدت في إحدى محافظات الصعيد. وقد تظنين أن عدم التقدير بسبب ذلك، لكن للأسف ليست تلك الحقيقة. لأننى لم أعش في المحافظة التي ولدت فيها. بل إن أمى وأبى يعيشان في القاهرة، وتربيت أنا وشقيقتاى في القاهرة. المهم نحن أربعة أشقاء، ثلاث فتيات وولد، أتوسط البنات، وأصغرنا هو أخى. والدى موظف وأمى ربة منزل. حصلت على مؤهل عال، لكننى لم أعمل. وكذلك إخوتى جميعهم متعلمون. لكن أخى كان مدللًا من الجميع. لأنه أصغرنا، كما أنه وحيد. فكان ثلاثتنا في خدمته؛ فالفرق بينى وبينه لا يقل عن 8 سنوات، ورغم ذلك هو من يتحكم في مصيرى. حصل على مؤهل متوسط بالكاد، لكنه مع ذلك الكبير والمهم.
كنت متفوقة وأحصل على الدرجات النهائية ورغم ذلك لا يهتم أحد، ولا بكلمة «شاطرة». لكنه عندما ينجح، مجرد نجاح خال من أي تفوق، كانت الهدايا والفسح تُغدق عليه. وأنا في الصف الأول الجامعى أُعجب بى ابن الجيران، هو طبيب ومهذب، وشكله مقبول. وتقدم لخطبتى، فوافق أخى دون أن يأخذ أو يستمع حتى لرأيى. وبالتالى تبعه والدى. ولا أخفيك سرا، وافقت أنا أيضا بلا تردد، فقد سئمت المنزل، الذي لم يشعر بى أحد فيه. وكان خطيبى مرتبطا بالعمل في السعودية، وكان متعجلا الزواج، ووافق أخى كالعادة. ووافقت أنا أيضا. لكنه لم يتمكن من أخذى للإقامة معه في السعودية. فاشترى لى شقة وأثثها أفخم أثاث، وكان يقضى معى إجازته السنوية، على وعد أن يأخذنى معه عندما تسنح الظروف لذلك من ناحية، ومن ناحية أخرى لم أكن ألح عليه أيضا لأتمكن من إنهاء دراستى دون تعطيل. فقد كانت فرصة جيدة جدا بالنسبة لى للمذاكرة. ويكفينى أننى أصبحت أعيش بمفردى، وتركت منزل أبى، دون أن يلومنى أحد. وحملت في الأشهر الأولى من الزواج، ورزقنى الله بطفلين توأم. ولد وبنت جميلان. وحاولت أن أربيهما عكس ما تربيت. فساويت بينهما في كل شىء. وحاولت أن أعوض ابنتى عما عانيته، وأشعرها بقيمتها. ثم رزقنى الله بطفلة أخرى. وكل ذلك وأنا أدرس. أي أنجبت الثلاثة أطفال وأنا في الجامعة. وكنت أبا وأما وربة منزل وطالبة، وابنة وزوجة وأختًا في آن واحد. وكل دور منها مطلوب منى أن أؤديه على أكمل وجه. وبالفعل حاولت قدر المستطاع. ومرت الأيام وكبر الأبناء والتوأم الآن في المرحلة الثانوية، وابنتى الصغرى في الإعدادية. ترك زوجى السفر واستقر بمصر، لكن الأمر لم يختلف كثيرا. فكان معظم وقته خارج المنزل. ويأتى البيت للراحة والنوم وكأنه «فندق». وكلما طلبت منه الجلوس معى لنتحدث، وأن يتحمل معى جزءا من المسؤولية، فلم أعد قادرة على كل ذلك بمفردى، لم أصل إلى شىء في كل نقاش سوى الشجار. وأقسم لك يا سيدتى، أننى لو وجدت منه تقديرا لما بذلته، من بيت حافظت عليه رغم صغر سنى، وأولاد أعتقد أننى أحسنت تربيتهم قدر المستطاع، وغيبته التي صنتها وحافظت عليها؛ لكنت صبرت وقاومت وتحملت لسنوات وسنوات.
وذات يوم رأيت تعليقًا من رجل على «الفيس» يشكو فيه تجاهل زوجته له، وأنه لا يعرف كيف يرضيها، فهى تراه مقصرًا مهما قدم لها. فأحسست بأن هذا التعليق يمثلنى، فوجدتنى أتجاوب معه وعلقت عليه، بأننى قلت له «يا بخت زوجتك فهى في نعمة لا تقدرها. فقليل هم الرجال الذين يفعلون ذلك». ولا أخفيك سرا، بدأت أتابع صفحته وتعليقاته، وكلما قرأت شدنى إليه أكثر. فهو بحق رجل مثالى. ومرة تلو الأخرى أرسل لى طلب صداقة، ووافقت. ولكننى أسميته باسم صديقة لى حتى لا أثير مشاكل بينى وبين زوجى. لكن أقسم لك، هو رجل في غاية الأدب في حواره معى، فهو متزوج ولديه أبناء أيضا مثلى. لم يسئ معى في لفظ واحد، ولم يطلب منى أن يرانى خارج الفيس. لكنها مجرد فضفضة نمد من خلالها ما يحتاجه الآخر. وهو هدف واحد وقاسم مشترك بيننا، ألا وهو التقدير. فطيلة الوقت يمدحنى ويرانى ملكة تستحق التتويج، بالنسبة لزوجته، التي لا تفعل أي شىء مما أفعله، ورغم ذلك غير راضية أو سعيدة. وهو كذلك كلماتى له أنه يفعل عليه ويزيد، فلا يكترث بأمر زوجته، فهى في نعمة لا تشعر بها. وأعترف لك بأن الحديث معه هو من يصبرنى على هجر زوجى، وعلى عدم تقديره لى. حتى أبنائى الذين ضحيت بكل شىء من أجلهم، فرفضت العمل بسبب رعايتهم، رغم أننى حاصلة على تقدير جيد جدا. لا أسمع منهم سوى اللوم دوما لو رفضت أي أمر لهم. مرت سنتان وأنا أحادث هذا الرجل، الذي صار صديقا عزيزا، ولم أشعر ولو للحظة واحدة أننى أريد قطع علاقتى به، خاصة أننا نتحدث عبر الرسائل النصية فقط، حتى لم يحدث بيننا اتصال هاتفى واحد طيلة تلك السنوات. فهل أنا مخطئة؟
«ع. عبدالوهاب»- القاهرة
المحررة: أيتها الزوجة الكريمة. أعانك الله على ما أنت فيه. لكن صدقينى لا توجد مشكلة لديك، سوى أنها حساسية زائدة بالأمور وفهم خاطئ من جانبك. فكل عمل نقوم به هو ابتغاء مرضاة الله، وليس لأى عبدمن عباده. وأى تقدير أو تكريم تنتظرينه بعد أن وضع الله الجنة تحت أقدام الأمهات! فمعظم الأزواج لا يجيدون التعبير بالقول، لكن الفعل يثبت تقديره له ولأبنائك. أما عن الأبناء فطبيعتهم التمرد أحيانا، لكن ليس معنى ذلك أنهم لا يدركون قيمتك، بل هو نوع من الدلال عليك. ربما ليعرفوا هم قيمتهم لديك. فدعك من تلك الوساوس، التي ستكون مدخلا إلى الشيطان، ليفسد عليك حياتك المستقرة. فأنت تدركين أن ما تفعلينه خطأ، وإلا ما كنت سجلت اسم هذا الرجل على حسابك باسم امرأة. فلا يوجد في الإسلام علاقة بين الجنسين خارج نطاق الزواج، وقد نص القرآن الكريم على نهى النساء والرجال على السواء عن اتخاذ الأخدان بقوله: (مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِى أَخْدَانٍ) المائدة. وقوله: (مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ ) النساء.
ولا شك أن تبادل الرسائل والمكالمات الهاتفية وغيرهما من وسائل الاتصال، يدخل ضمن نطاق المخادنة المحرمة، وذلك لما يترتب على وجود هذا النوع من العلاقة من مفاسد قد تفضى في نهاية الأمر إلى الوقوع فيما هو أعظم، والله أعلم. وصفحات الجرائد مليئة بالحوادث وحالات الطلاق بسبب مواقع الدردشة. فهى في معظمها أوكار فساد ومصائد للشيطان، أفسدت دين ودنيا كثير من الأبناء والبنات والأزواج، فاحذريها، وتقربى إلى زوجك أكثر، وعيشى تفاصيل أبنائك. وعليك قطع الاتصال بهذا الرجل المخادع، لأنه يجعل من حلاوة الكلام وسيلة لجذب النساء إليه. وإلا كان من الأولى أن يرضى زوجته، ويصونها، ولا يجعلها عرضة للقيل والقال على صفحات الدردشة تلك. وتوبى إلى الله عما مضى. أعانك الله ووفقك.
سؤال يهمك.. هل أنا مكلفة شرعًا بنصح زوجى.. وهل يجوز لى طلب الطلاق إن لم يستجب؟
زوجى كريم ومحب لبيته ولأبنائه. لكنه لا يصلى ومن وقت لآخر يحدث نزاع بينه وبين إخوته فيقطعهم. نصحته كثيرا وحاولت أن أحببه في الصلاة كالطفل تماما. لكن لم يستمع لى. وأخشى أن يقلده أولادنا، فهو من المفترض قدوتهم، بل ويحثهم عليها. فهل أنا على وزر، وهل لى أن أطلب الطلاق لأربى أبنائى كيف أشاء؟
«و. ع»- الإسكندرية
الأخت السائلة.. كل الناس مكلفين شرعا بالنصيحة. فقد روى الإمام مسلم رحمه الله في «صحيحه» (55) عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ رضى الله عنه: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (الدِّينُ النَّصِيحَةُ) قُلْنَا لِمَنْ؟، قال: (لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ). لكن ليس عليك وزر حال عدم التزامه بالنصح. كذلك الزوج إذا نصح الزوج الزوجة ولم تلتزم به فلن يحاسب عليها. لأن كل منهم مكلف وعاقل. ولا يصح لك طلب الطلاق، إلا إذا كنت لا تستطيعين تكملة الحياة معه، فيحق لك المفارقة بالمعروف، ولكن زوجك به من الصفات أجملها. فعليك أنت بالصبر والصلاة، وأكثرى من الدعاء له. ولا تملى النصح، ولكن تحينى من الأوقات أنسبها. وبإذن الله يشرح الله له صدره.
د. عصام الصيفى- إمام وخطيب
لحظة من فضلك.. 2019.. «كانت عاملة إيه معاك؟»
لم يتبق سوى خمسة أيام فقط تفصل ما بين عام مضى وعام آت. ما بين تفاؤل وحب ووجع وإحباط، لخطط وأحلام لم تتحقق، انتهى عام 2019، لكن الآمال والأمنيات بكل الخير، خلال 2020 لم تنته. فماذا كان يعنى عام 2019، سلبا وإيجابا بالنسبة لك؟ وأهم أمنيات العام الجديد؟.
■ «زينب»: «كان عاما مليئا بالأيام الحزينة والآلام، وخيبة الظن بأناس كانوا موضع ثقة. وأعتقد أن تلك الأحداث ستمتد خلال 2020، لكن الفرق أننى لن أتأثر بها كما كنت. ولن أسمح لها أن تأخذ من سعادتى أو تفكيرى ولا وقتى ولو حيزا بسيطا. وكل ما أطلبه من 2020 أن تكون حنينة علىَّ، ربنا يبارك لها. وعايزة عربية جديدة وبيت جديد تمليك. ومرتبى يزيد، وأتجوز بقى كفاية سنجلة. وكمان ربنا يقوينى وآخد كورس إنجليزى.
■ أما «أسماء» فقد حزنت لوفاة حماتها التي كانت بمثابة والدتها، فقد كان أسوأ ما مرت به خلال 2019 كما تسبب ضيق الوقت، وعدم قدرتها على التوفيق بين عملها وحياتها الخاصة، في خسارتها عددا من أصدقائها. لكن النضج والتطور وتعلم الجديد في عملها من خلال الإنترنت، كان من أبرز إيجابيات العام، وعن 2020، فهى تنتوى تطبيق مقولة ابن القيم «ما أغلق الله على عبدبابا بحكمته، إلا فتح له بابين برحمته». وسيكون الرضا شعارها مهما حدث لها أو أصابها.
■ «فاطمة» فقدت أعز الناس على قلبها، وهو خالها. وتحمد الله على بقاء والدتها وتتمنى لها دوام الصحة والعافية والتوفيق. وتتمنى لنفسها التوفيق في حياتها العملية والخاصة.
■ «كريستينا» أثر سفر والدها إلى الخارج عليها جدا، لدرجة أنها اعتبرته الحدث الأسوأ خلال العام. لكن مقابلتها أحد أقاربها بعد غياب 5 سنوات، كان من أفضل الأشياء التي حدثت لها. وتتمنى التوفيق في حياتها الخاصة والعملية خلال كل السنوات المقبلة وليس 2020 فقط.
■ «رنا».. عدم الأمان، كان السمة الغالبة على عامها. فقد مرت بأحداث سيئة جدا على مستوى الأسرة، أرهقتها نفسيا وجسديا، وعلى المستوى العام كذلك، بسبب انتشار البلطجة والقتل والانتحار. وتتمنى زيادة الأجور وتحسن مستوى الدخل، عسى أن تختفى أو حتى تقل تلك الجرائم.
■ «ابتهال» 2019 كانت بالنسبة لها جيدة. توقف زوجها عن التدخين وزيارته بيت الله الحرام- من أفضل الأشياء التي حدثت لها في 2019. لكن اعترتها بعض الصعوبات، كتعب والدتها، ودخولها لأول مرة الرعاية المركزة، ك وبعض الصعوبات المادية. لكن كله بيعدى، على حد قولها. تتمنى أن تكون والدتها وزوجها وأولادها في أحسن حال. وتترك عملها الحالى وتعمل «مشروع» يرفع من دخل أسرتها.
■ وعلى العكس تمامًا ترى «إلهام» 2019 سنة كبيسة على المستوى الشخصى والعملى. حيث تكشف لها الكثير من الحقائق عن أناس، كانت تحسبهم أصدقاء. لكنها مازالت تحتفظ بأصدقائها الأساسيين «عشرة العمر». وفى ظل تلك الأجواء يمن الله عليها بنعمة الحج، وذلك هو الشىء الإيجابى خلال العام.
■ معاش تكافل وكرامة، هو الشىء الوحيد الذي تعيش من أجله «نوال» سواء في 2019، أو في كل الأعوام. لتتمكن من تدبير احتياجاتها. فالأسوأ كان انقطاع المعاش خلال 2019، والأفضل عندما يعود. والأمنيات ألا ينقطع مرة أخرى.
■ ومن المرأة إلى الرجل، لا تختلف الأحداث ولا الأمنيات. فـ«بيتر» يرى أن غلاء المعيشة بشكل عام، وضعف الرواتب، وعدم تقدير العاملين، أو وجود معايير واضحة في العمل لتمييز من يعمل ويستحق دون غيره. كل ذلك أدى إلى خلق حالة من الكآبة لازمته طوال العام. وزادها هجرة الفتاة التي أحبها إلى الخارج. ويتمنى أن يتغير هذا الوضع في العام الجديد، وإن استطاع الزواج فهذا أمر جيد، لأنه من وجهة نظره أصبح من المطالب صعبة التنفيذ في الوقت الراهن.
■ «عم محمود عجاج» يرى كل أيام الله «خير»، ولا يوجد بها شىء سيئ. وكل أمنياته أن يتم دراسة ومعالجة ظاهرة الانتحار، حفاظا على شباب مصر، ومعالجة التفكك الأسرى.
■ «محمد» وصلت به أحداث 2019 من السوء، أن تكون أمنيته خلال 2020 ألا تزيد سوءا على ذلك. وتظل الأحوال السيئة على وضعها، دون أن يصل إلى الأسوأ. فسوء الأحوال الاقتصادية ووجود قيادات في العمل تختار القرابة على حساب الكفاءة- هما أسوأ ما حدث له على مستوى العمل، لكن أسعده فوز منتخب مصر للشباب ببطولة أمم إفريقيا، تحت 23 سنة وتأهله لأوليمبياد طوكيو.
■ فيما يبدو أن عام 2019، هو عام الصدمات وفقد الأصدقاء. فقد خسر فيه «أحمد» الكثير ممن كان يظنهم أصدقاء مقربين بعد أن اكتشف أنانيتهم وازدواجيتهم وارتداءهم أقنعة ملائكة. لكنه تمسك بمن أدرك أنهم ملائكة طيبون في زمن بلا قلب، على حد تعبيره.
■ ومن الصعيد الشخصى والعملى، ينتقل بنا «مصباح» إلى الصعيد القومى. حيث قال «2019 تعنى مرور 100 عام على ثورة 1919، وانتهاء برنامج الإصلاح الاقتصادى المتفق عليه بين مصر وصندوق النقد الدولى. وتعنى بدء تراجع معدل الأسعار، مع استمرار ضعف الاستهلاك لقلة الدخول.. كما تعنى بدء تشغيل نظام التأمين الصحى الشامل الذي يعد أهم عمل على الصعيد الاجتماعى حدث في مصر منذ أربعين عاما. وتعنى مواجهة الصراعات المحيطة بمصر في منطقة شرق المتوسط، ونجاح البلاد في التصدى لذلك حتى الآن.
كلام مهم.. الحماقة والحمقى بين الداء والدواء
■ كانت الإنسانية ستكون سعيدة منذ زمن لو أن البشر استخدموا عبقريتهم في عدم ارتكاب الحماقات، بدلا من أن يشتغلوا بإصلاح عواقب حماقات ارتكبوها من قبل.
■ الحماقة مرض وعدوى تنتقل بالمصاحبة والمجالسة، فإياك ثم إياك من مصاحبة الأحمق، وذلك لأنه كالثوب الخلق كلما اجتهدت في ترقيع موضع رقعة فيه انخرق منه موضع آخر.
■ ليس السعيد من تخلص من مصاحبة الحمقى لأنهم حتما سيلاحقونه بحماقتهم، إنما السعيد كل السعادة من ابتعد عنه الحمقى بأنفسهم، فلا تجالس الحمقى فإنه يعلق بك من مجالستهم يوما من الفساد، ما يعلق بك من مجالسة العقلاء دهرا من الصلاح، فإن الحماقة أشد التحاما بالطبائع.
■ الحماقة مرض وداء عضال، ومعلوم أن لكل داء دواء، وما من داء إلا وينتظر صاحبه الشفاء من الداء، ولكن المصيبة كل المصيبة أن الحماقة داء ليس له دواء، بل لا يلتمس الشفاء من هذا الداء.
■ وليست الحماقة داء لا دواء لها فحسب، ولكنها تُعى من يحاول معالجتها.
■ وأشد الناس حماقة أقواهم اعتقاداً في فضل أنفسهم. وأثبت الناس عقلا أشدهم اتهاماً لأنفسهم. ومن العجيب أن قلوب الحمقى تنبض بالعقل فيتبادرون لها، ولكن الحماقة سرعان ما تصُم آذانهم عن نبضات قلوب عقولهم. ولا عجب عندما أقول «الحماقة أَنْ تُنَحّى عقلك جانبًا وتُطلِق العنان لشيءٍ من السذاجة».
■ حماقة الرجل تعرف في ثلاث خصال أراها انتشرت بشراهة:
١) الكلام فيما لا يعنيه.
٢) الجواب عما لا يُسأل عنه.
٣) التهور في الأمور بلا إعمال عقل.
هذه الخصال انتشرت بصورة عجيبة هذا الزمان، وتجسدت في بعض من يدعون محبة الصالحين وهم عن طريقهم أبعد، ترى الصلاح في وجوههم، وتنساب الحكمة من شفاههم، وتلتمس فيهم الخير، إلا أن حقيقتهم على النقيض من ذلك، فما عرفوا أحدا إلا وحاولوا أن يفتكوا به، وما هرول الخير لأحد إلا وحاولوا أن يوقفوه، ولذا لا تأمنن الأحمق وبيده الحجر.
■ ونهاية أقول: للنصر طريقان يؤديان إليه. براعتك في التدبير مستعينا بالقدير، وحماقة الأحمق وضعف عقله في التفكير.
د. عصام الصيفى