x

جسر الأمل

الخميس 18-07-2019 07:34 | كتب: أحلام علاوي |
فضفضة فضفضة تصوير : اخبار

نفسى حد يسمعنى».. فى ظل زخم الحياة الذى نعيش فيه، وتزاحم الضغوط التى جعلت كلاً منا يعتزل الآخر خوفا من أن يلقى بهمومه على كتفيه، فيزيد من رصيد همومه.. أصبح أقصى أمانى مَن لديه مشكلة أن يجد من يسمعه. وهذه الصفحة «مساحة فضفضة حرة»، عبّر فيها عن همومك.. آلامك.. أحلامك.. وستجد من يستمع إليك، ويساندك. وتأكد أنك لست وحدك. تابعونا أسبوعيا فى «المصرى اليوم» على نسختها الـ«pdf».

من أجل حياة زوجية سعيدة وهادئة

- عزيزى الزوج: لابد أن تستمع إلى زوجتك. فاجلس معها، وتعرف على مخاوفها وساعدها فى حلها سواء كانت مشكلات متعلقة بالعمل أو بأصدقائها. هذه الأشياء تجعل المرأة حقا تشعر بالأمان. والأمان يعنى الكثير للمرأة.

- الزوج الجيد هو الذى لا يستسلم أبدا ويحاول دائما أن يصبح فى حال أفضل من أجل زوجته، مهما كانت الظروف. فإذا كنت تشعر بشىء خطأ أو غير راض عنه فقط تحدث مع زوجتك بدلا من العزوف عنها.

- عزيزتى الزوجة: دعك وكل ما يقال عن حقوق المرأة المستوردة من الخارج. فالإسلام لم يترك شيئا من أجل سعادتك إلا وأوصى به. ولا شىء يحافظ على سعادة حياتك الزوجية، ويجعل زوجك ذخرا لك، سوى التحلى بالخصال الحسنة، التى أوصت بها «أمامة بنت الحارث» ابنتها فى ليلة زفافها.

ألم وقلم.. من العاق فينا؟!

عزيزتى المحررة:

أشعر بمرارة فى الحلق وحشرجة فى الصوت، لدرجة تمنعنى حتى من الحكى. ولكننى فى أشد الاحتياج إلى الفضفضة، لهذا أرسلت إليك، خاصة بعد أن أصبحت على أعتاب الاكتئاب. قد تشعرين من بداية حديثى بأن من تحادثك امرأة عجوز، لكننى- يا سيدتى- فتاة فى عز شبابها كما يقولون. عمرى- وفقا لتاريخ مولدى- 23 عاما، لكن عمرى الحياتى أضعاف ذلك. أنا من محافظة الشرقية، ولدت وتربيت فى إحدى قراها. نشأت فى عائلة فقيرة فى المال والتعليم، لكنها غنية بعدد أفرادها. فنحن سبعة أشقاء، وأربعة أولاد وثلاث بنات أنا أكبرهن. أما من حيث الترتيب، فأنا الثانية بين إخوتى. أبى من الصم والبكم، وأمى ربة منزل. وليست تلك المشكلة، ولكن مشكلتى يا سيدتى فى فقرهم عاطفيا وفكريا. فبحكم ظروف والدى، أصبح منقادا إلى أمى. يتحدث بلسانها ويسمع بأذنيها، ولا يرى إلا ما تراه. أخى الأكبر، توفى وهو فى عز شبابه 21 عاما، بسبب مرض مناعى أصابه. ولجهلهما بطبيعة المرض، وما يحتاج إليه من اهتمام ورعاية خاصة، تدهورت حالته بسرعة، وتوفى. وأنا فى الإعدادية قررت التمرد، ودخلت التمريض على أمل التكملة بعدها فى الكلية، لتحقيق جزء من حلمى وهو أن أكون يوما طبيبة. ولكن عندما حالت الظروف بينى وبين حلمى، اخترت حلما ثانويا وبديلا، وهو أن أكون بجوار الأطباء وأصبح ممرضة. وبالفعل سعيت لتحقيق ذلك، وحصلت على مجموع عال فى الإعدادية أهّلنى للالتحاق بالتمريض، وبالمثل فى الدبلوم تفوقت، ودخلت كلية التمريض. وبدلا من أن يفرح أبى وأمى بى طلبا منى الاكتفاء بالدبلوم، والقبول بأى عريس يتقدم لى، ليرتاحا من همى ويتفرغا لإخوتى. لكننى أبيت ورجوت أمى أن تتركنى أستكمل ما نويته، ولن أطلب منهما أى نقود، وسأعمل فى شهور الصيف، لأوفر كل ما يلزم العام الدراسى من تكاليف. فقبلا بالعرض طالما لن أكلفهما شيئا سوى اللقمة والهدمة. وبالفعل بدأت البحث عن عمل، والحقيقة أن ذلك لم يستغرق الكثير. ففى الريف البنت تعمل فى أى شىء. فى محل، كوافير، وآخرها عيادات الأطباء. قبلت براتب 300 جنيه، رغم أن رواتب زميلاتى تتعدى الألف جنيه، لكننى لا أملك أية حيلة أخرى. فأبى يعاملنى مثل إخوتى الذكور. فهم يعملون فى شهور الصيف، منذ نعومة أظافرهم. فأنا لا أطلب منه أى نقود، ولا أكلفه شيئا. فطوال سنوات الجامعة لا أتذكر أنه اشترى لى ولو طقما واحدا من الملابس، وإن كان أبسطها. المشكلة الحقيقية عندما أترك العمل لأى سبب، وأمكث فى البيت لفترة، حتى أعثر على غيره. فكأننى أعيش فى الجحيم بعينه. فأنا مثل أية فتاة، لها احتياجات خاصة. وعندما أطلب أبسطها لا أجد إلا الرفض، وليته بهدوء. لكنه يصل إلى الإهانة والضرب سواء من الأب أو الأم. ولا أنكر أننى أتطاول عليهم بالقول، وأجابههم بالرد والتمرد على كل أوامرهم لى. فالعند يورث الكفر كما يقولون. وبدأت أنتقدهم وأعزف عن أية مساعدة لهم. حتى مساعدة أمى فى الأعمال المنزلية. فأصبحت أسعد بشقائها فى المنزل، بينما أقضى وقتى على هاتفى. رغم أننى أعلم جيدا بأن أبى سيضربنى بمجرد شكواها له منى. لكننى أصبحت، مثل الطفل العنيد، الذى يزداد عنده كلما ضربه والداه. ففى إحدى المرات على سبيل المثال، كنت قد تركت العمل، على أثر مشادة بينى وبين الطبيب الذى كنت أعمل لديه. وكنت فى سنة الامتياز، وأريد الذهاب إلى الجامعة. ولا يوجد فى حقيبتى سوى بعض القروش. فطلبت منه 20 جنيها فقط لأكمل بها تكاليف انتقالاتى، فرفض، وشتمنى، وكاد يضربنى، فرددت عليه الشتم، ودعوت عليه وانصرفت من أمامه. ونزلت الشارع، لولا أن اتصل بى شقيقى الأصغر منى، ولحق بى ليعطينى ما أريد، لا أعرف ماذا كنت سأفعل. فهو من ينقذنى دوما فى مثل تلك المواقف. لكننى أشفق عليه أن آخذ منه وأبى على قيد الحياة. خاصة أن طلباتى لا تعجزه. فأصغر إخوتى وعمرها خمس سنوات، يُنفق عليها أكثر منى فى شراء الحلوى. وظروف عملى تتطلب منى المبيت أحيانا لعدة أيام. خلال تلك الأيام وإن بلغت أسبوعا كاملا، لا يفكر أن يسأل عنى هو أو أمى، ولو مرة واحدة، حتى عندما يتقدم أى شخص لخطبتى، جملة واحدة لا يسمع غيرها، « إحنا مش هنجهز حاجة، كفاية عليك وظيفتها».. فيذهب ولا يعود مرة أخرى. فهل هذا أب؟ وهل هذه أم؟ فقد أصبح وجودهما مثل عدمه بالنسبة لى.. ولا أحلم إلا باليوم الذى أحصل فيه على فرصة عمل بالخارج أو حتى بالقاهرة، وأقطع علاقتى بهما. فمن العاق فينا؟

«س.م» الشرقية

المحررة:

أيتها الفتاة الكريمة.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته. الرجل راع على أهل بيته، وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية على أهل بيت زوجها، وولده، وهى مسؤولة عنهم». فالأولاد عند والديهم موصى بهم، فإما أن يقوموا بتلك الوصية، وإما أن يضيعوها. فإذا فرّط الوالدان فى شىء من ذلك، فحسابهم على الله، وليس عليك. وليس من حقك انتقادهما، أو محاسبتهما، فهذا يعتبر عقوقًا منك لهما، كفاك الله إياه، وأعانك على برهما. فعليك يا فتاتى أن تجاهدى نفسك للتخلص من شعور الكُره نحوهما، واستبدليه بالإحسان إليهما وبذل المعروف لهما والاجتهاد فى برهما وطاعتهما فى غير معصية الله عز وجل، وحاولى التقرب منهما، وإسداء النصيحة لهما بالتى هى أحسن، والكلام الطيب معهما. فتصرف والداك معك، لا يستحق بغضك لهما. لأنه مجرد قسوة زادها رد فعلك معهما، ويذهبها اللين منك فى القول، وعدم تجاوزك فى الكلام معهما. لكن والدك أظنه طيب القلب، خاصة أن له ظروفا خاصة فيحتاج من يحنو عليه. ووالدتك امرأة كبيرة تحتاج أيضا لمن يرعاها ويساعدها، فقابلا قسوتك بقسوة. فجربى أن تغيرى معاملتك ولو لأيام وأحسنى القول معهما. وساعدى والدتك حتى فى أعمال البيت واحتضنيها. وقبّلى أيديهما عند سلامك عليهما. صدقينى ستفاجئين بتغير تام فى معاملتهما لك. ولا تنسِ أن بِرَّهما عليك واجب، وعقوقه محرَّم، فأحسنى إليهما، وادعى الله أن يهديهما فهذا من حقهما عليك. وإن لم يستجيبا لمحاولاتك، ودعت الحاجة تدخل أحد بينكما، فاطلبى من أعمامك، أو من أصدقاء والدك المقربين إليه، أن يتوسطوا للإصلاح بينكما، ويدعوا والدك بالإحسان إليكم. ووصيتى لوالديك، أن يتقيا الله، وأن ينفقا عليكم. ولا يحوجونكم إلى الشكوى، أو إلى توسط الناس.

سؤال يهمك: هل أنا مذنبة؟

زوجى متسلط وسريع الغضب. ولا يستجيب لمحاولات إرضائى له، وأسهل حل عنده هو الهجر. فهل ينطبق على حديث أيما امرأة باتت وزوجها غضبان إلا لعنتها الملائكة؟

«أ.م» القاهرة

يقول الله فى كتابه العزيز «هل جزاء الإحسان إلا الإحسان». وللأسف فى المجتمع الشرقى، لا يقتنع الرجل بأهمية مشاورة زوجته حتى فى أمورهما الحياتية. رغم أن ذلك مبدأ أعظم الخلق سيدنا النبى. فقد شاورالسيدة أم سلمة فى أمر يهم المسلمين جميعا. ولولا مشورتها لهلكوا إثر الأزمة النفسية التى انتابتهم بعد شروط صلح الحديبية وعودتهم للمدينة دون دخول مكة. فزوجك وفقا لكلامك، مخطئ، رغم أنه يرى نفسه معصوما من الخطأ، وهو من يهجرك. فأنت لست مخطئة إذا كنت أديت حقوقه عليك كاملة، فلا ذنب عليك. فاصبرى واحتسبى وادعى الله دوما بالهداية له فى هذا الشأن. ولا تناقشيه وقت غضبه. أما مسألة لعن الملائكة فهو للممتنعة عن فراش زوجها فقط بدون عذر. فعن أبى هريرةَ قال: قالَ رسولُ اللَّه ﷺ«: إِذَا دعَا الرَّجُلُ امْرأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ فلَمْ تَأْتِهِ فَبَات غَضْبانَ عَلَيْهَا، لَعَنتهَا الملائكَةُ حَتَّى تُصْبحَ» متفقٌ عَلَيهِ.

د. عصام الصيفى- إمام مسجد بمدينة الزقازيق

لحظة من فضلك: هل الزوج ملزم شرعًا بإخبار زوجته بزواجه بأخرى؟

فضفضة

قد تقبل الزوجة بأن يعرف عليها زوجها امرأة أخرى، وتعتبرها نزوة عابرة، لكنها ترفض رفضا باتا أن يتزوج بغيرها، وإذا فعلها وعلمت بذلك، تطلب الطلاق. فهل إذا أراد الرجل الزواج بأخرى، وجب عليه إعلام زوجته الأولى؟

«ر. ج» طبعا لابد أن أعلم قبل إتمامه أى خطوة من هذا الزواج. ويترك لى حرية الاختيار بالاستمرار معه من عدمه. فأنا أعلم أنه من حقه شرعا، الزواج حتى بأربع وليس واحدة فقط، ولكن الرجل فى مصر لا يطبق الشرع، فمعظم الزيجات الثانية، ما هى إلا «فراغة عين» ولا يكتب لمعظمها النجاح.

«ه. ن» زوجى يقضى غالبية وقته خارج المنزل، ولا أعلم عنه شيئا خارج المنزل، لأنه لا يحكى معى أى تفاصيل فى هذا الشأن. فإذا تزوج بأخرى لن أعرف، لكننى لو علمت لن أطلب الطلاق، فالأمر لن يتغير بالنسبة لى كثيرا. فعلى الأقل سأكون قد علمت بمكانه، وأين يقضى وقته.

«ش. ب» الشرع لا جدال فيه، ولكنه نفس الشرع الذى قال « وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِى عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ» ثم قال تعالى: {وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ} فأين الرجل من تلك الحقوق المتبادلة؟ فليعطها أولا لزوجته الأولى، ثم يبحث عن الثانية. والزوج الذى يخفى زواجه بأخرى، ويتزوج سرا. فهو يشعر بأنه يرتكب خطأ، وإلا كان أخبر زوجته الأولى بفعلته.

«ع. م. ع» بعد عشرة ثلاثين عاما، علمت بزواج زوجى بأخرى دون أن يخبرنى. وواجهته وأنكر ذلك. لكننى تأكدت. فاعترف وطلب مهلة لتطليقها. لكن المهلة انتهت ولم يطلقها، بحجة أنها لم ترتكب ذنبا ليطلقها. فطلبت أنا الطلاق ورفض أيضا. لكننى لم أعدل عن موقفى، لأننى لست مطالبة بالموافقة والتعامل مع أنانيته.

د. أحمد كريمة، أستاذ الشريعة والفقه المقارن بجامعة الأزهر، أكد أن الشرع لا يلزم الزوج بإخبار زوجته الأولى بزواجه مرة ثانية، إلا إذا اشترطت الزوجة فى وثيقة الزواج عند إنشاء الزواج، بألا يتزوج عليها دون علمها، فهذا الشرط لابد أن يعمل به الزوج، لقول الله تعالى «أوفوا بالعقود» ولقول النبى عليه الصلاة والسلام «المسلمون عند شروطهم».. أما إذا لم تشترط عليه، فإخبارها ليس واجبا عليه. وإن كنت أرى أنه من الأولى له من قبيل حسن العشرة أن يعلمها بزواجه، حتى تكون على بينة من أمرها. كما أن الزواج تترتب عليه أمور كثيرة أولها شرط العدل بين الزوجات. وكذلك العدل بين الإخوة. فعندما ينجب أطفالا من الثانية، لابد أن يتعرفوا على إخوانهم من الزوجة الأولى. كما أن قانون الأحوال الشخصية يُلزم الموثق «المأذون» إخطار الزوجة الثانية بالزواج الجديد بخطاب مسجل بعلم الوصول، على العنوان الذى يذكره الزوج. ولها مدة سنة منذ إعلامها، إما أن تقبل بالوضع، أو تطلب الطلاق. ومن الطيبعى أن المرأة إذا علمت بزواج زوجها أن تغضب لأن النساء جبلن على الغيرة، وزواج الرجل من امرأة أخرى من أشد ما يثير غيرة زوجته. ولكن لا يجوز للمرأة طلب الطلاق إلا إذا وقع ضرر عليها أو ظلم بسبب هذا الزواج.

وجع القلوب: «أسامة» مريض «الهيموفيليا».. يموت ببطء ولا أحد يشعر به

فضفضة

«أنا نفسى أقوم وأشتغل وأقف على رجلى تانى- لو مشيت على رجلى هسدد كل ديونى، وكل مشاكلى هتتحل».. عبارتان تبدوان مجرد كلمات مصطفة بجوار بعضها، لكنها بالنسبة إلى «أسامة بحيرى» كل أحلامه وآماله فى الحياة.

قبل عامين، كان يعيش حياة مختلفة تماما. علما بأنه مريض من صغره، إلا أنه كان متعايشا معه، خاصة أن مرضه وراثى، وليس له علاج سوى نوع واحد من الحقن، ثمنها يفوق طاقته، بالإضافة إلى بعض المسكنات. لكن حتى ذلك التعايش، لم يعد بيده بعد أن تعرض إلى حادث حول حياته جحيما. وأصبح التعايش معه أمرا خارجا عن سيطرته، لأنه للأسف أصبح غير قادر على توفير العلاج، ويرى العذاب هو وزوجته من أجل الحصول عليه.

إنه أسامة محمد محمود بحيرى، ٤٣ عاما، (مختص نشاط) بمدرسة قلقشندة الإعدادية المشتركة، التابعة لإدارة قها التعليمية. ترك شقته، وأصبح مقيما مع والده لتسهيل متابعة علاجه. فهو مريض هيموفيليا، وهو عبارة عن اضطراب وراثى نادر، ناجم عن نقص أو غياب أحد عوامل التجلط فى الدم، المتمثلة فى البروتينات. حيث ينزف المصاب به بعد الإصابة لفترة أطول أكثر من الشخص الطبيعى. كما يمكن أن يؤدى إلى تلف الأعضاء والأنسجة، وتتحدد شدة الإصابة حسب كمية نقص العوامل فى الدم، فكلما نقصت زادت شدة المرض، ولاعلاج له سوى إيقاف النزيف.

ولإيقاف النزيف لا بد من حقنة ثمنها أكثر ٥ آلاف جنيه، وهو يحتاج من حقنتين إلى ٥ حقن، فى المرة الواحدة لإيقاف النزيف. وتلك الحقن غير متوفرة فى التأمين الصحى، وجهة عمله ليس فى إمكانها توفيرها له، لارتفاع تكلفتها كما أخبروه.

ومما زاد الأمر سوءا تعرضه لحادث منذ ما يزيد على عام ونصف، وهو سقوطه من على السلم، فأدى إلى كسر رجليه. ورغم أنه عاش طوال أربعة عقود من عمره، يحرص على الا يتعرض إلى الكسر أو أى جرح يعرضه إلى حدوث نزيف، فقد حدث ما كان يخشاه وهو نزيف داخلى.

ويحتاج إلى عملية تركيب شرائح ومسامير، لكن بسبب مرضه، لن يتمكن من إجرائها، خوفا من النزيف وعدم السيطرة عليه. علاوة على أن حزنه أضاف لأوجاعه مرض السكر.

وأخبره أطباء العظام بأنه سيظل هكذا حتى يلتئم الكسر دون جراحة، وهذا قد يصل إلى سنوات.

ولكم أن تتخيلوا المعاناة التى يعيشها هو وأسرته. فهو لديه ولدان، أكبرهما فى الثانوية العامة، والصغير فى الابتدائية.

كل راتبه 1600 جنيه، يستقطع منه 600 جنيه لسداد قرض اضطر لأخذه ليصرف على علاجه، خاصة بعد أن انقطعت عنه مساعدة طبيب من أصحاب القلوب الرحيمة، الذى كان يتكفل بتوفير الحقن المطلوبة لعلاجه، طيلة 20 عاما مضت، حتى توقف لظروف خارجة عن إرادته.

وسدد من القرض سنتين وتبقت له ثلاث سنوات، فكيف سيعيش بمبلغ الألف جنيه من راتبه هو وزوجته وولداه؟

ومعاناة أخرى أضافتها إليه إحدى الصيدليات. فوفقا لقوله، قد ارتضى أن يموت بالبطىء، من خلال علاج بسيط يأخذه لا يتعدى المسكنات. لكن الصيدلية تأبى له ذلك. حيث تتعنت معه فى صرف الجرعات اللازمة له من الدواء، ورفضها على حد زعمه، صرفها كاملة له، ومماطلتها فى المواعيد.

لذلك يعيش على أمل أن يتم علاجه على نفقة الدولة، خاصة بعد أن يئس من استجابة التأمين الصحى وتوفير العلاج له، أو يتكفل أهل الخير بتوفير الحقن له، لأنه لم يعد قادرًا على شرائها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية