x

«أحلُم أن أعيش في اسرائيل».. القصة الكاملة لاعتناق كويتي اليهودية

الأربعاء 18-12-2019 14:45 | كتب: نورهان مصطفى |
نفتالي بن يهودا نفتالي بن يهودا تصوير : آخرون

«أنا نفتالي، 25 عامًا، عربي صهيوني من سكان الكويت، اقرأ التوراة والتلمود، وأُشعل الشموع عشية السبت، أنا أحبّ إسرائيل دينًا وشعبًا»، كلمات قليلة قالها الشاب الكويتي، يوسف المهنا، خلال لقائه مع إحدى القنوات الإسرائيلية، إذ ظهر معلنًا عن تحولّه من الديانة الإسلامية إلى اليهودية، كما حوّل اسمه من «يوسف» إلى «نفتالي»، ربما تبدو الحكاية غريبة، فمن المعروف أن يتحوّل الناس في العالم العربي من الإسلام إلى المسيحية أو العكس، لكن ليس من المتداول أن يغيّر أحدهم ديانته إلى اليهودية.

«المصري اليوم» ترصُد القصة الكاملة لتحوّل الشاب الكويتي، يوسف مهنا، وفقًا للقاءاته الإعلامية والبيانات التي أصدرتها الحكومة الكويتية.

من هو يوسف المهنا؟

يُعرّف يوسف المهنا نفسه بأنه شاب كويتي «عادي»، ينتمي لأسرة «مسلمة متشدّدة»، كان يعيش حياة عادية، اهتم بالسياسة في بدايات حياته، ثم وجد نفسه يهتم بالديانة اليهودية، كما قال في حواره لـ«بي بي سي»: «اعتنق اليهودية لإيمانه بأن التوراة كتاب منزل من الله على بني إسرائيل وبأن هذا الشي لا يختلف عليه أي شخص في العالم سواء كان مسلمًا أو مسيحيًا»، مضيفًا: «المجتمع اليهودي الأرثوذوكسي متقبلني وسعيد بهذه الخطوة، بعد أن تواصلت مع عدة أشخاص ولمست هذا الشعور».

يحلُم «يوسف» بالعيش في إسرائيل والاستقرار فيها، كما يقول: «أرض مقدسة منحها الله لليهود»، متابعًا: «كنت ضد إسرائيل في الماضي، لكنني تغيّرت».

بعد سنوات من التحوّل «السري» لـ«يوسف»، لم يكن يعلم أحد أن ابن الأسرة المُسلمة «الملتزمة» دينيًا، غيّر ديانته، إلى أن قرر السفر إلى بريطانيا، كي يتواصل بشكل أكبر مع المجتمع اليهودي الذي يعيش هُناك، تمهيدًا لانتقاله إلى اسرائيل في نهاية المطاف، وعن تغيير ديانته كي يهرب إلى بريطانيا، قال «يوسف» في حديثه لـ«بي بي سي»: «كنت في الكويت، وكنت مستقر ماديًا، أهلي مسلمين متشددين في الكويت، ولا شئ يجعلهم في خطر».

كيف تعاملت وسائل الإعلام الإسرائيلية مع تحول «يوسف»؟

نشرت صفحة «إسرائيل بالعربية»، التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية، فيديو من القناة الإسرائيلية يظهر فيه الشاب كويتي، يوسف المهنا، معلنًا اعتناقه للديانة اليهودية، فيما قال الصفحة عبّر تغريدة على «تويتر»: «الشاب الكويتي المسلم يوسف المهنا أصبح في السنوات الأخيرة يطلق على نفسه اسم نفتالي بن يهودا، حيث تحول من طفل تربى على كراهية إسرائيل إلى شاب واع بيهوديته ويتكلم العبرية»، ويقول: «إسرائيل أحلى دولة وليس ثمة ما يدعوني إلى كرهها».

كيف ردّت الخارجية الكويتية؟

من جهتها، تحرّكت الجهات المعنية لمعرفة حقيقة فيديوها يوسف المهنا، إذ نسقت وزارة الخارجية مع بعض السفارات الكويتية في الخارج، للتحقق من صحة هذا الفيديو، بجانب التأكُد من جنسيته، وأوضحت المصادر أنه في حال التأكد مما تضمنه الفيديو ودخول المواطن إلى الأراضي الإسرائيلية، ستجري معاقبته وسيعتبر ما قام به جريمة، وفقًا لصحيفة «القبس» الكويتية.

وذكرت المصادر أن «اعتناق الكويتي لليهودية موضوع، ودخوله لإسرائيل موضوع آخر بحكم عدم التطبيع مع اسرائيل، واعتبار مثل هذه الأفعال هي ازدراء للدين الإسلامي وقوانين الدولة»، فيما قالت مصادر في الأوقاف إن دور الوزارة في مثل هذه القضايا هو توعوي، وهذه السابقة تحدث للمرة الاولى، مبينةً ان الاوقاف سترد على أي فتوى في حال طلبت الجهات الرسمية في هذا الشان.

وعن قوانين الكويت بحث ارتداد شخص عن ديانته، قال الدكتور إبراهيم الحمود، أستاذ القانون في جامعة الكويت، وفقًا لـ«القبس»، إن «مثل هذه الحالات ستترتب عليها عدة آثار ففي حال كان الشاب متزوجًا تطلق زوجته منه، إضافة إلى تغيرات بالمواريث والاحوال الشخصية. وبين انه من الضروري عدم تدخل الأفراد في هذا الشأن بحجة ان الشخص مرتد، فالذي يقدمه للمحاكمة هو الدولة ولا يجوز لأي شخص أن يعتدي عليه».

وأضاف: «يجب الاتجاه للنيابة العامة لتسجيل الدعاوى عليه لمحاكمته، يجب ان تترك للسلطة العامة لترفع دعوى جزائية لمعرفة ماهية الفيديو، والتحقيق يجب أن يكون من أشخاص مختصين، لا توجد عقوبة جنائية للشخص المرتد عن الدين، لكن في حال ثبت دخوله إلى إسرائيل، فإن ذلك يعتبر جريمة للتعاون مع العدو ويجب أن يتم التحقيق معه من احتمالية التخابر مع العدو».

فيما قالت مصادر أمنية بوزارة الداخلية: «إذا ثبتت صحة التقرير المنشور فإن سحب الجنسية الكويتية من المواطن اليهودي سيكون إجراء عاجلا».

يُذكر أن الكويت من الدول العربية التي ترفض التطبيع مع إسرائيل، إذ قال نائب وزير الخارجية الكويتي، خالد الجارالله، في تصريحات لوكالة الأنباء الكويتية، إن «بلاده ترفض التطبيع مع إسرائيل، وأنھا ستكون آخر من يطبع معھا».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية