«هل تصدق أن حصاناً واحداً يمكن أن يجنى لك أموالاً طائلة؟».. إنها الخيول التى تحولت تربيتها إلى واحد من أهم مجالات الاستثمار، رغم المبالغ الخرافية التى تدفع لامتلاك حصان مميز.
المحكّم الدولى المصرى أحمد حمزة، وهو واحد من أهم مُحكمى المهرجانات والمسابقات الدولية الخاصة بـ«جمال الخيل» حول العالم، وواحد من ضمن 100 مُحكم حول العالم فى منظمة «إيكاهو» الأوروبية للخيول العربية العالمية، يقول لـ«أيقونة»: «عند تحديد سعر خيول السباقات يكون من أهم الشروط نَسب هذا الحصان»، ويوضح أن الجواد العربى المصرى أنقى سلالة موجودة فى العالم، والتى أحضرها إلى مصر محمد على من الحجاز، واستطاع أن يأتى بألفين من الخيل من أنقى السلالات، ولم يكتف محمد على بشراء هذه الخيول فقط، وإنما قام بالاستعانة بأشخاص من الكَتَبة لمقابلة رؤساء القبائل لمعرفة تاريخ كل حصان وكل فرس من أجل تدوينها وعمل سجلات مكتوبة بالأنساب كلها وهذه الأنساب نتبعها حتى اليوم وتتسبب فى رفع قيمة الحصان.
ويضيف: «يجب أن نعرف أيضا أن هناك 4 أنواع فى العالم من الخيول العربية، الخيل العربى المصرى- الخيل العربى البولندى- الخيل العربى الإسبانى- الخيل العربى الروسى، ويتحدد سعر الحصان حسب مواصفاته وسلالته».
وعن مقاييس جمال الخيل ومواصفاته التى تُعلى من سعر الخيل، يقول حمزة: «يتوقف هذا على نوع السلالة، ومن الخبرة الشديدة التى تكون لدى المُربى وذلك لمعرفته القوية بكيفية تربية وتزويج السلالات مع بعض، جمال الرأس الذى يتمثل فى صغر الحجم وصلابته وطول الرقبة، وتناسق الجسد وخط الظهر، والخطوة الجيدة والثبات للخيل وتوازنه من حيث الحجم والشكل».
ومع هذا فإنه خارج عالم السباقات التى تضم الخيول الأصيلة، فإن الخيول ذات الفصائل المختلفة تجعل هناك تفاوتا فى الأسعار وإن كان السعر يرتفع للخيول السريعة، ويقول «حمزة»: «زمان كان كثير من الخيول العربية الأصيلة تتربى على السرعة فى فرنسا وروسيا وأكثر عدد من الخيول العربية متواجدة فى أمريكا، لكن الآن الموضوع لم يعد موجودا، لأنهم اكتفوا وأصبحوا الآن يقومون بتهجين السلالات».
ويعطى مثالا فيقول: «خيول ثوروبريد، على سبيل المثال، وهى خيول السباق المهجنة الأصيلة لا يوجد بها جمال ولكن فيها سرعة عالية وعضلات قوية وهى متخصصة فى السباقات».
ويرى «حمزة» أن الأسعار فى الوقت الحالى للخيول لم تعد عالية مثل السابق، ويوضح أن السوق أصبحت تعانى نوعًا من البطء عن ذى قبل لوجود إنتاج بشكل غزير.. ومع التكلفة العالية الخاصة بتربية الخيول فى مصر أصبح الموضوع عبئًا على المربين.
ومع ظهور سباقات خيول جديدة كبيرة، أصبح لدى أصحاب الخيول إمكانات متزايدة للربح المالى الضخم من خلال المشاركة بخيولهم فى تلك السباقات، وفقًا لجيمى جورج، مدير التسويق فى Tattersalls، أحد كبار مزودى خيول السباق فى المملكة المتحدة وأيرلندا: «على أعلى المستويات، تكون أرباح الجوائز هائلة، لكن أنا أنظر لها بأنها ذات قيمة مستقبلية من خلال إنتاجها جيلا جديدا، ورث خصائص تجعله من الخيول الأصيلة».
يستكمل قائلا: «فيما يتعلق بتقييم قيمة الجياد الأصيلة ذات المهارة فى السرعة، فإن العوامل التى نأخذها فى الاعتبار سرعة الحصان ومقياس جماله والبطولات التى حققها وشارك فيها والنسب».
ويوضح أن الأسعار تكون أعلى للخيول الذكور، «فالفرسة تنتج مرة واحدة بالعام وتكون مدة حملها 11 شهرا، ولكن الخيل الذكر يمكن أن يتزوج أكثر من فرسة يوميًا وهو الأمر الذى يكون جيدا للحصول على فرص للتكاثر من ذات الفصيلة». ومن الأمثلة الحديثة على ذلك، فرانكل، وهو خيل بريطانى ولد فى 2008 فى إسطبلات «جودمونتى فارمز» التى يملكها الأمير السعودى خالد عبد الله وفاز بـ14 سباقا وبدأ إنتاج ذرية رابحة. بقول جورج: «هذا الحصان لم يُهزم فى حياته المهنية أبداً، ومن المحتمل أن يكون أفضل حصان سباق لم يشاهد مثله أى منا، لذلك فهو يستحق ثروة مطلقة».