في إطار استراتيجية نشر الفوضى التي ينتهجها الإرهابيون في مصر قال الرئيس عبدالفتاح السيسى أثناء الاحتفال بالمولد النبوى «أصل هو المنهج عندهم كدة. المنهج عندهم يايحكموا يايقتلوا، فإحنا رايحين للحرب، فماكنتش أقدر أروح بالحرب دى لأن إنتوا لما عملتوا 30-6 ماكنتوش تعرفوا يمكن إن النتايج هاتكون كدة، إن هم هايفضلوا ورا منكم ويفضلوا يقاتلوكم، بالكلمة؟ ممكن، بالكذبة؟ ممكن، بالافتراء؟ ممكن.. غير طبعًا السلاح والتخريب والتدمير اللى هم.. النفوس مريضة.. النفوس مريضة.. والقلوب حتى قلوبهم مريضة، لا يمكن تكون قلوب سوية وسليمة تؤمن بالله تعمل في الناس كدة. مش ممكن وعشان كدة أنا بقولكم كلكم مش للأزهر والله، ولا للأوقاف، أنا بقول لكل اللى بيسمعنى، طب أنا عندى إرادة لا تلين في مجابهتهم؟ طبعا. من حديد، من حديد.
والله، يعنى، آه طبعا من حديد، لأن بالمناسبة، وأنا قلت الكلام ده كتير قبل كدة، أنا بواجه في إطار مواجهة لأجل خاطر الدين، لأجل خاطر الدين، الدين كل الدين.لأن اللى بيحصل ده كان ليه تأثير سلبى كبير جدا على فكرة الأديان والاعتقاد في الله سبحانه وتعالى. الناس اتشككت، إيه القيم وإيه الأديان اللى تطلع تقتل وتدمر في الناس بالطريقة دى؟ مش ممكن»! انتهى الاقتباس.
ومما لا شك فيه أن عددا كبيرا من الشباب تركوا الأديان واتجهوا للإلحاد بسبب التصرفات العنيفة التي يتعامل بها المتدينون سواء مع بعضهم البعض أو مع غيرهم، وإنه لمن المؤسف أن الأصوليين الدينيين والإرهابيين أعداء الحياة كثيراً ما يستغلون الدين بشكل محزن، ويفسرون النصوص الدينية بعيداً عن سياقها التاريخى والحضارى، لذا وحتى لا يكون الدين جزءاً من المشكلة، على العقلاء من المتدينين أن يتكاتفوا ليجعلوه جزءاً مسموعاً ومرئياً من الحل، ولابد من التصدى بكل حزم وقوة لمن يسىء استخدام الدين.
فرسالة الأديان هي نشر ثقافة السلام لا الخصام، وزرع بذار الحب لا الحرب، لذا على دعاة السلام أن يسعوا جميعاً لجعل مصطلح «الدين والسلام» أكثر تداولاً، وأكثر انتشاراً، وأكثر فاعلية، من مصطلح «الدين والصراع».
إن الأديان بها طاقة كامنة للسلام علينا أن نظهرها ونبرزها ونعيشها ونطبقها في حياتنا اليومية، ولو نظرنا في الأفق لنبحث عن الطاقة البناءة الكامنة في الأديان، سنكتشف أن مشاهير أبطال الثورات اللاعنفية، أيقونات السلام العالمية، من أمثال مهاتما غاندى، ومارتن لوثر كينج، ونيلسون مانديلا، كانوا مناضلين سياسيين لكنهم كانوا في الوقت ذاته، شخصيات شديدة التدين، وكلا الجانبين: الدين والسلام، كانا بالنسبة لهؤلاء مرتبطين ارتباطاً عضوياً وحتمياً أحدهما بالآخر، وهناك أعداد لا تحصى من أمثال غاندى وكينج ومانديلا، أعداد من دعاة السلام، ساهموا بنجاح وبفاعلية عالية في تحفيف حدة الصراعات، وفى تجنيب البشر موجات كثيرة من العنف.
وهذه الأمثلة ما هي إلا غيض من فيض من أمثلة لا تُعد ولا تُحصى، إن ذوى الخلفيات الدينية من الرجال والنساء يمكنهم تخفيف حدة الصراعات، والدفع نحو تحقيق السلام باستخدام الطاقة البناءة الإيجابية الكامنة في الأديان.