x

كيف أدى خطأ برمجي في «أوبر» لأول حالة وفاة بسبب سيارة ذاتية القيادة؟

تصميم البرنامج لم يتضمن اعتبارًا للمشاة على الطريق
الخميس 07-11-2019 14:18 | كتب: محمود السيد |
محققون المجلس الوطني لسلامة النقل يفحصون سيارة أوبر ذاتية القيادة محققون المجلس الوطني لسلامة النقل يفحصون سيارة أوبر ذاتية القيادة تصوير : آخرون

اكتشفت البرمجيات المسؤولة عن مركبة أوبر ذاتية القيادة، وجود إيلين هيرزبرج قبل أكثر من خمس ثوانٍ من اصطدامها بسيارة الدفع الرباعي، وفقًا لتقرير جديد صادر عن مجلس النقل الوطني للسلامة الأمريكي.

ولسوء الحظ، منعت سلسلة من القرارات في تصميم البرنامج من اتخاذ أي إجراء حتى 0.2 ثانية قبل الاصطدام الذي تسبب في وفاة إيلين هيرزبرج، 45 عامًا، بولاية أريزونا الأمريكية، وإيقاف مشروع السيارات ذاتية القيادة لدى أوبر.

وتعتبر وفاة هيرزبرج هي أول حادث وفاة ناتج عن المركبات ذاتية القيادة. وبالرغم من وجود سيدة في مقعد السائق، لكن ذلك لم يمنع السيارة من الوصول إلى هيرزبرج، وفقًا لما ذكرته السلطات. وأصيبت هيرزبرج وهي تعبر الشارع وتوفيت في المستشفى.

حدثت وفاة هيرزبرج في مارس 2018، ونشر المجلس الوطني لسلامة النقل الأمريكي تقريره الأولي عن القضية في مايو من ذلك العام.. وأوضح ذلك التقرير أن البرامج المكتوبة بشكل سيئ وليس الأجهزة كانت مسؤولة عن الحادث الذي أدى إلى مقتل هيرزبرج.

لكن التقرير الجديد الذي صدر يوم الثلاثاء يمثل نهاية التحقيق الذي أجراه المجلس لمدة 20 شهرًا، ويوفر الكثير من التفاصيل حول كيفية عمل برنامج أوبر، وكيف حدث كل شيء في الثواني الأخيرة قبل الاصطدام.

مثل معظم برامج التشغيل الذاتي، يحاول برنامج أوبر تصنيف كل كائن يكتشفه في واحدة من عدة فئات- مثل السيارة أو الدراجة أو «الآخر». بعد ذلك، بناءً على هذا التصنيف، يحسب البرنامج السرعة والمسار المحتمل للكائن.

وتضمن تقرير المجلس الوطني لسلامة النقل جدولًا زمنيًا يوضح ما «يفكر فيه» البرنامج عند اقترابه من إيلين هيرزبرج، التي كانت تقود دراجة هوائية:

5.2 ثوان قبل الاصطدام، قام النظام بتصنيفها ككائن «الآخر».

4.2 ثانية قبل الاصطدام، أعيد تصنيفها كمركبة.

بين 3.8 و2.7 ثانية قبل التصادم، تم تغيير التصنيف عدة مرات بين «مركبة» و«شىء آخر».

2.6 ثانية قبل الاصطدام، صنف النظام هيرزبرج ودراجتها كـ«دراجة».

قبل 1.5 ثانية أصبحت «مجهولة».

1.2 ثانية قبل الاصطدام أصبحت «دراجة» مرة أخرى.

هناك شيئان جديران بالملاحظة حول سلسلة الأحداث هذه. أولاً، لم يصنفها النظام بأي حال من الأحوال كأحد أفراد المشاة. وفقًا للمجلس، ذلك لأن «تصميم البرنامج لم يتضمن اعتبارًا للمشاة على الطريق».

ثانياً، منعت التصنيفات دائمة التبديل برنامج أوبر من حساب مسارها بدقة وإدراك أنها كانت في مسار تصادم مع السيارة. قد تظن أنه إذا رأى نظام القيادة الذاتية أن جسمًا ما يتحرك في مسار السيارة سيقوم بإيقاف السيارة حتى لو لم يكن متأكدًا من نوع الجسم المتحرك. ولكن هذه ليست الطريقة التي يعمل بها برنامج أوبر، ولكنه تصرف كما لو كانت هيرزبرج لا تتحرك.

وفقًا لتقرير المجلس، من 5.2 إلى 4.2 ثانية قبل الحادث، قام البرنامج بتصنيف هيرزبرج على أنها مركبة وقرر أنها كانت «ثابتة»- لا تميل إلى الحركة- وبالتالي من غير المحتمل أن تسير في مسار السيارة. بعد ذلك بقليل، أدرك النظام أنها تتحرك، لكنه تنبأ بأنها ستبقى في مسارها الحالي.

عندما أعاد النظام تصنيفها كدراجة قبل 2.6 ثانية من الصدمة، توقع النظام مرة أخرى أنها ستبقى في مسارها.

في 1.5 ثانية قبل الاصطدام، أصبحت كائنًا «مجهولًا»، وتم تصنيفه على أنه «ثابت».

في هذه المرحلة، ربما كان قد فات الأوان لتجنب الاصطدام، ولكن استخدام الفرامل ربما قد أدى إلى إبطاء السيارة بدرجة كافية لإنقاذ حياة هيرزبرج، ولكن هذا أيضًا لم يحدث.

يقول التقرير: عندما يكتشف النظام حالة طوارئ، يبدأ في استخدام الفرامل. هذه هي فترة ثانية واحدة يقوم فيها [نظام القيادة الآلي] باستخدامها، بينما يتحقق البرنامج من طبيعة الخطر المكتشف ويحسب مسارًا بديلًا أو يجعل السائق يتحكم في السيارة».

ويضيف: «وفقًا لأوبر، فإن الشركة نفذت عملية تعطيل بسبب مخاوف من الإنذارات الكاذبة».

ونتيجة لذلك، لم تبدأ السيارة في استخدام الفرامل إلا قبل 0.2 ثانية من الاصطدام القاتل بعد فوات آوان إنقاذ حياة هيرزبرج.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة أوبر، دارا خسروشي، خلال مؤتمر للشركة بولاية لوس أنجلوس الأمريكية، أكتوبر الماضي، أن الشركة تخطط لإعادة اختبارات السيارات ذاتية القيادة مرة أخرى «خلال الأشهر القليلة المقبلة».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية