تحاول ولاية فلوريدا جذب السيارات ذاتية القيادة إلى الولاية لاختبارها على الطرق العامة، ولذا فإنها طبقت القوانين الأكثر تراخيا بكثير من ولايات أخرى مثل كاليفورنيا ونيويورك. وعلى الرغم من الحادث المميت الذى وقع فى ولاية أريزونا هذا الأسبوع، وهى ولاية أخرى اختارت اتباع نهج عدم التدخل فى شأن السيارات الذاتية، إلا أن ذلك ليس من المرجح أن يغير نهج فلوريدا أو يحثها على تغيير قوانينها. وطبقا لوكالة بلومبرج قال جيف براندس، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا والذى قاد الجهود المحلية لتصبح فلوريدا مرتعا للسيارات ذاتية القيادة، فى مقابلة أجريت معه هذا الأسبوع، إنه لا يرى سببا لإضافة قواعد أكثر صرامة إلى السيارات ذاتية القيادة. وتسمح فلوريدا بالفعل لشركات صناعة السيارات وشركات التكنولوجيا بتشغيل سيارات ذاتية بدون سائق، ولا يتعين على الشركات الإبلاغ عن مشكلات مثل حوادث المرور. وقد خضعت الرقابة غير المباشرة على السيارات ذاتية القيادة لتدقيق جديد فى 18 مارس بعد أن تعطلت سيارة ذاتية أثناء اختبار من قبل شركة أوبر فى ولاية أريزونا وقتلت أحد المشاة، ونتيجة لذلك قالت شركة أوبر وتويوتا أنها ستعلق أنشطة الاختبار الخاصة بها.
وقال براندس عن وفاة المشاة فى ولاية أريزونا: «علينا أن نتذكر أن هناك سائق سلامة فى السيارة. لا يمكن للتكنولوجيا والسائق أن يتجاوبوا بسرعة كافية لتجنب وقوع الحادث. لا أعتقد أن هذا يغير أى شيء من أجل ولاية فلوريدا». قانون ولاية فلوريدا صدر فى عام 2015 ليسمح باستخدام السيارات بدون سائق. وتسمح كاليفورنيا بإجراء اختبارات بدون برامج تشغيل للسلامة ولكن على عكس ولاية فلوريدا، تتطلب وجود سائق من البشر خلف عجلة القيادة طوال الوقت من أجل الحفاظ على التحكم فى السيارة فى حالات الطوارئ. كما تطلب كاليفورنيا من الشركات الإبلاغ عن جميع الحوادث التى يتولى فيها السائق القيادة من نظام السيارة المستقل. وبالطبع تفضل الشركات تحسين التكنولوجيا الخاصة بها دون القلق بشأن التدقيق العام والتدخل من قبل الحكومة، مما أدى إلى هجرة الشركات للولايات الصارمة والتوجه إلى الدول ذات القواعد الأقل. ويوجد فى أريزونا الآن أكثر من 600 سيارة ذاتية على الطريق. فى الولايات المتحدة، هناك 21 ولاية لديها تتحكم فى استخدام السيارات ذاتية القيادة، و11 أخرى لديها أوامر تنفيذية من المحافظين. ولاية نيويورك على سبيل المثال هى واحدة من أكثر الولايات صرامة، حيث تتطلب وجود سائق فى السيارة ، وأن يتم إجراء الاختبارات بإشراف من شرطة الولاية. أما ميتشيجين فهى على الطرف الأكثر تساهلا من الطيف حيث تسمح للسيارات ذاتية القيادة بالعمل على أى طريق فى الولاية بدون وجود شخص خلف عجلة قيادة أو بدون وجود عجلة قيادة أصلا أو دواسات أو أى احتياطات أخرى. وعلى الرغم من أن التساهل فى القوانين يجعل من السهل إجراء الاختبارات إلا أنه يجعل الشركات معرضة بشكل أكبر لإجراءات قانونية أعنف فى حال وقوع حادث لنها بهذا الشكل ستخضع للقانون العادى والذى يغلظ العقوبات فى حوادث المرور فى معظم الولايات.