x

«هنا نصلى معًا».. رسالة تسامح من سانت كاترين أرض السلام

الخميس 10-10-2019 02:37 | كتب: أحمد البحيري, أيمن أبو زيد |
دير سانت كاترين دير سانت كاترين تصوير : اخبار

تشهد مدينة سانت كاترين بدء انطلاق فعاليات ملتقى الأديان للتسامح الدينى «هنا نصلى معًا»، اليوم، كرسالة تسامح دينى من أرض السلام مصر.

يحضر الملتقى الذى تستمر فعالياته فى الفترة من 10 إلى 12 أكتوبر الجارى، الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، والدكتور خالد العنانى، وزير الآثار، والدكتور أشرف صبحى، وزير الشباب والرياضة، والدكتورة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج، والنائب عمرو صدقى، رئيس لجنة السياحة بمجلس النواب، واللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، وعدد من ممثلى الوزارات المختلفة والقيادات التنفيذية بمحافظة جنوب سيناء.

وقال وزير الأوقاف، فى تصريحات له، إن مصر تمتلك تاريخًا عريقًا فى التسامح الدينى لا نظير له فى الحضارة الإنسانية، وإن الملتقى تحول هذا العام من المحلية إلى العالمية، وهو نموذج للعيش المشترك، وللروح الوطنية المصرية التى تحقق المواطنة المتكافئة بين المصريين جميعًا، ورسالة للإنسانية جمعاء عن تسامح الأديان، لافتًا إلى أن رسالة الأديان الحقيقية هى رسالة سلام للعالم أجمع.

مع انطلاق فعاليات الملتقى، ظهرت دعوات لاستغلال الأماكن التى ذكرت فى القرآن الكريم والموجودة بسيناء مثل جبل موسى والوادى المقدس وجبل المناجاة ومجمع البحرين وعيون موسى، لإحياء السياحة الدينية، إذ ذكرت سيناء فى القرآن الكريم صراحة مرتين «والتين والزيتون وطور سينين» وفى موضع آخر «وشجرة تخرج من طور سيناء».

وكشف الباحث الأثرى أسامة صالح، عن المواقع التى توجد فى سيناء وذكرت فى القرآن الكريم صراحة، منها جبل موسى، ويعرف كذلك باسم طور سيناء، وجبل المناجاة، جبل الرب، ويبلغ ارتفاعه 2285 مترا فوق سطح البحر، وسمى بجبل موسى نسبة لنبى الله موسى، ويوجد بمدينة سانت كاترين.

وأشار إلى أن هذا الجبل المبارك من أفضل جبال الأرض عند الله، وذكر فى القرآن الكريم: «والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين»، موضحا أن الكثير يخطئون فى تسمية جبل موسى عندما يطلقون عليه جبل التجلى، والحقيقة أن جبل موسى عرف بأسماء عديدة منها طور سيناء، أى «جبل سيناء» وجبل المناجاة وجبل الرب، بينما جبل التجلى الذى شهد تجلى الله على الجبل فجعله دكًا وخر موسى صعقًا، هذا الجبل يعتقد البعض أنه هو الجبل الموجود خلف دير سانت كاترين مباشرة ويقع بين قمتى جبل موسى وجبل كاترين، وللحقيقة فإن هذه القمة تبدو بالفعل «مهدمة» بالمقارنة بالقمم التى حولها، لذلك يرى الكثيرون أنها هى الجبل الذى أمر الله سبحانه وتعالى بدكه، ويعرف فى المنطقة حاليًا باسم جبل الدك أو الجبل المدكوك.

ومن جبل موسى، إلى العجل الذهبى (عجل السامرى)، إذ تقع منطقة العجل الذهبى إلى يمين الطريق المتجه لدير سانت كاترين فى مواجهة مقام النبى هارون مباشرة، ويبعد الموقع عن دير سانت كاترين بحوالى 850 مترا تقريبا، وسمى الموقع بهذا الاسم لوجود نقش صخرى يشبه العجل موجود فى جبل الصفصافة فى الجزء المطل على هذا الموقع، ويعتقد البعض أن هناك ارتباطا بين هذا النقش وقصة نبى الله موسى مع بنى إسرائيل حينما صعد نبى الله موسى إلى قمة الجبل المسمى بجبل المناجاة ليتسلم الألواح، بينما قام السامرى بصناعة عجل من الذهب لبنى إسرائيل ليعبدوه وليضلهم عن عبادة الله وعن اتباع نبى الله موسى.

«صالح» قال إنه لا يوجد دليل حتى يمكن الاعتماد عليه فى إرجاع هذا النقش لنفس الفترة التى شهدت أحداث نبى الله موسى مع بنى إسرائيل، وأن منطقة عيون موسى من المواقع التى ضربها نبى الله موسى بعصاه فانفجرت منها المياه بأمر من الله، وتحتفظ سيناء بموقعين من هذه المواقع هما منطقة عيون موسى بالقرب من مدينة رأس سدر، وصخرة موسى بوادى الأربعين بمدينة سانت كاترين، كما أن الصخرة الموجودة بمدينة سانت كاترين لا تزال تحتفظ بالعيون التى خرجت منها المياه، مشيرا إلى أن أهل المنطقة ذكروا أن جنود الاحتلال الإسرائيلى كانوا قد حاولوا نقل هذه الصخرة إلى إسرائيل فترة احتلالهم سيناء بواسطة طائرة هيلكوبتر، إلا أن الأهالى ومطران دير سانت كاترين تصدوا لهم ومنعوهم.

وتابع: «توجد شجرة فى دير سانت كاترين، وتشير أغلب الروايات إلى أنها الشجرة التى أضاءت وتوهجت لسيدنا موسى، فظن أنها نار، فلما أتاها وجدها مضاءة بنور الله وناداه الله- عز وجل- ليخلع حذاءه لأنه فى الوادى المقدس (فلما أتاها نودى يا موسى إنى أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالوادى المقدس طوى)، وبعض العلماء الإسرائيليين حاولوا استزراع أو إنبات بعض فروع هذه الشجرة فى إسرائيل إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل».

الوادى المقدس، وهو من المواقع التى ذكرها الله عز وجل فى القرآن الكريم فى أكثر من موضع عندما طلب الله عز وجل من موسى، عليه السلام، أن يخلع نعليه لأنه فى الوادى المقدس طوى، وهذا الوادى موجود فى مدينة سانت كاترين الحالية، لكن لا يستطيع أحد تحديد مكانه بشكل دقيق، إلا أنه من المؤكد والمعلوم أنه بالقرب من جبل موسى الموجود بالمدينة.

الدكتور عبدالرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى، طالب باستثمار وإحياء تلك المواقع التى ذكرت فى القرآن الكريم، موضحا أن أهم هذه المواقع هو جبل طور سيناء، خاصة أن سيناء عامة ما زالت تصبغ بصبغة القداسة والنورانية حتى الآن، وتحوى الموقع الفريد فى العالم الذى تجلى فيه الله، لافتًا إلى أن عيون المياه بمنطقة عيون موسى كانت بعدد أسباط (عائلات) بنى إسرائيل، وكل سبط ينتمى لابن من أبناء نبى الله يعقوب وهم إخوة يوسف الصديق، وكانت المياه متفرقة حتى لا يتكالبوا على المياه دفعة واحدة، والمنطقة الآن بها أربع عيون واضحة، منها عينان بهما مياه ولكن غير صالحة للشرب وتحتاج إلى تنظيف ومعالجة، واختفت بقية العيون نتيجة تراكم الرمال وتحتاج إلى مسح جيولوجى للمنطقة للوصول لمستوى الصخر أسفل الرمال.

ويوضح «ريحان» أن المنطقة الثالثة هى منطقة رأس محمد (مَجْمَع البحرين) حيث أكدت دراسة أثرية للباحث الأثرى عماد مهدى أن مجمع البحرين المذكور بسورة الكهف من الآية 60 إلى 82 يقع بمنطقة رأس محمد بشرم الشيخ عند نقطة التقاء خليج العقبة وخليج السويس بجنوب سيناء، وذلك بالمسح التصويرى الفضائى باستخدام تقنية تصوير الأقمار الصناعية التى حددت موقع لقاء نبى الله موسى والخضر، عليهما السلام، على أرض سيناء منذ حوالى 3200 سنة تقريبا، وأن التوصيف اللغوى لكلمة مجمع البحرين لا ينطبق جغرافيًا على أى مكان فى العالم إلا فى رأس محمد وهى مجمع خليجى العقبة والسويس فى بحر واحد، البحر الأحمر، كما كشفت الدراسة عن موقع صخرة الحوت نقطة اللقاء بين نبى الله موسى والرجل الصالح الخضر وهى الصخرة الوحيدة التى تتوسط طريق الدخول لرأس محمد وتقع فى خط مستقيم فى طريق الوصول لآخر نقطة فى اليابسة فى موقع مجمع البحرين، وقد وصف القرآن الكريم معجزة شق الطريق إلى البحر وعودة الحياة للحوت والمعروف بمنطقة الخليج الخفى بجنوب رأس محمد، ما يفسّر وجود مجرى مائى دائم فى منطقة الخليج الخفى برأس محمد حتى الآن.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية